بعد تفشي 'الرشوة والوساطة والمحسوبية' طرابلس:دعت صحيفة ليبية امس الخميس الزعيم الليبي معمر القذافي، في بادرة هي الأولى من نوعها في الجماهيرية، إلى استدعاء رفاقه في الثورة لتصحيح مسار البلاد، مشيرة إلى انتشار 'الرشوة والوساطة والمحسوبية'.وتمنّت صحيفة 'أويا'، المقربة من نجل القذافي، سيف الإسلام، 'باسم الليبيين'، على القذافي أن يستدعي 'رفيق رحلته عبدالسلام جلود لتولي دفة أمانة اللجنة الشعبية العامة، 'رئاسة الحكومة' نظراً لخبرته ودرايته الطويلة في الإشراف على مؤسسات الدولة، بعدما 'تفشى في جسد الدولة مرض الثالوث البغيض' الرشوة والوساطة والمحسوبية'. يشار إلى أن وكالة الأنباء الإيطالية 'آكي' كانت قد ذكرت أمس الاول بأنه سيتم تعيين عبدالسلام جلود رئيسا للحكومة الليبية. يذكر أن جلود، الذي تخلى عن العمل السياسي منذ سنوات طويلة، كانت تصفه وسائل الإعلام بالرجل الثاني في ليبيا. واقترحت الصحيفة في دعوتها، التي أوردتها أيضاً وكالة 'ليبيا برس'، أن توكل أمانة مؤتمر الشعب العام 'البرلمان' إلى اللواء مصطفى الخروبي، وتكليف اللواء الخويلدي الحميدي بالإشراف على المؤسسات الأمنية، وأن يتولى الفريق أبوبكر يونس جابر مهام اللجنة الدائمة للدفاع 'وزارة الدفاع'. وأشارت الصحيفة إلى أن القذافي ورفاقه الذين قالت عنهم أنهم تحملوا مشاق العمل السري، وقاموا بالأمر الكبير 'صبيحة يوم الفاتح 69 (الأول من أيلول/سبتمبر 1969) من أجل عزّة واستقلال ليبيا، قادرون على إنجاز مهمة الاقتحام وإدارة دفة السفينة لإيصالها إلى بر الأمان'. وطالبت في هذا الصدد بتنفيذ فكرة 'الاقتحام النهائي التي سبق للقذافي أن نوه عنها في لقائه بالرفاق في مدينة مصراته خلال شهر رمضان 2008. وشددت الصحيفة على أن تنفيذ هذه الفكرة 'لم يعد يحتمل تأجيلا، نتيجة تأزّم إدارة شؤون الدولة المحلية، وكذلك الممارسة الشعبية ما يستدعي تدخلا ً جراحيّاً عاجلا ً لتصحيح الأمور والإنقاذ'. وبررت 'أويا' سؤالها الذي طرحته في عددها الصادر اليوم 'ليبيا إلى أين هذه المرة؟!' ذلك باتساع حجم 'المؤامرة' على سلطة الشعب، مبينة أن هناك 'طبقة أو فئة استغلت الثقة الممنوحة لها في السطو على المال العام، والعبث بقرارات الجماهير، وممارسة الفساد الإداري بشكلٍ يُنذر ب (انهيار) مؤسسات الدولة وهياكلها'.