أما يكفي أبناء المناجم من جور وظلم وقهر يعانونه من جحيم البطالة وهولها . أما يكفي ما يتعرضون له من «حقرة » وحيف اجتماعي وعسف واستغلال . أما يكفي ما قاساه آباؤهم وأجدادهم من تسلط المستعمر الغاشم زمن الاستعمارالمباشر. أما يكفي ما حصده آباؤهم وأجدادهم في القرن الماضي من ضحايا في الداموس الذي صنعوه بسواعدهم المفتولة. أما يكفي ما نزف منهم من عرق ودماء ليهبوا تونسنا الحبيبة الحرية والعزة والكرامة وأرضها المعطائة خيرا ت كثيرة فيفجرون فيها الأنهار تفجيرا ويزرعون فيها جنات نخل وزيتون وتين وعنب ورمان وفاكهة وبساتين وغابات زرعوها قمحا وشعيرا وأشياء أخرى تدرعلينا بالنعم والثمار فما وهنوا ولا كلوا ولا تعبوا ولا بدلوا تبديلا . أما يكفي ما قدموه وبذلوه في سبيل تونس .فلم يبخلوا مرة واحدة بعطائهم من خيرات الفسفاط سواء في الدواميس التي شيدوها تحت الأرض أوما اكتشفوه فوق سطح الأرض فهذا الداموس أصبح يشكوا لحالهم فلفظتهم الشركة التي أفنوا فيها أعمارهم . بل زاد الطين بلة حيث رفض أبناؤهم من التعيين في الشغل بعد نجاحهم في المناظرات بفعل المتنفذين والمخربين أصحاب النفوذ الحزبي والسياسي والمصالح الضيقة والخاصة . وهذه السلط المحلية والجهوية والمركزية لا تسمع نداآتهم وهم يحتجون ويتظاهرون سلميا من أجل مطالبهم المشروعة في الشغل والكرامة والعيش الكريم والتوزيع العادل للثروة والحق في بيئة نظيفة وغير ملوثة الدخان والغبار والغازات السامة . وها هم رفاق واخوة الأمس الذين وقفوا الى جانبهم في كل محنهم كل حسب طاقته وجهده يتناسونهم فيتركونهم يعانون من البطالة والطرد التعسفي من العمل و من ظلمات الزنزانة والسجون . فتحية للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي بقفصة التي لم تتناس ولم تنس مناضلي الحوض المنجمي فأعلنت الاضراب ليوم 25 نوفمبر2010 للمطالبة بارجاع عدنان الحاجي وبشير العبيدي واخوتهم المطرودين ظلما وتحية لمعلمي قفصة الذين أبوا الا أن يواصلوا المعركة معهم . فهاهي النقابة الجهوية الجديدة في عهد الكاتب العام الجديد الأخ علي عبدلله تقف الموقف المناضل واللازم ايمانا منها بمناصرة قضايا الشعب والأمة . فلتنسج بقية النقابات على منوالها ولترفع صوتها في كل مناسبة وتطالب بارجاع المطرودين الى سالف عملهم والتعويض عن الأضرار الصحية والنفسية التي لحقت بهم وبعائلاتهم وباطلاق سراح المناضلين الفاهم بوكدوش وحسن بن عبدالله ضحايا المحاكمات الجائرة والباطلة . 3 نوفمبر 2010