حيفا(فلسطينالمحتلة):دعت مجموعة من المثقفين الفلسطينيين داخل أراضي ال48 إلى اعتماد إستراتيجية عمل جديدة في مواجهة التهديدات "الإسرائيلية", تشمل تدويل وتعريب قضايا فلسطينيي الداخل.وقد خلصت العشرات من الشخصيات الوطنية والأكاديمية والأهلية بعد لقاءات في مدن حيفا والناصرة وشفا عمرو خلال الشهرين الماضيين إلى "تحذير السلطة الفلسطينية من مغبة القبول بالتبادل السكاني والانسياق وراء مشروع الاعتراف بيهودية الدولة الذي من شأنه نسف شرعية وجود فلسطينيي الداخل ونسف حق العودة والرواية التاريخية".
وضمت تلك المجموعة مثقفين من مشارب سياسية وفكرية مختلفة وخبراء في مجالات علمية, وأكاديميين منهم رمزي سليمان، ومروان الدويري، ورياض اغبارية، وأسعد غانم، وخالد أبو عصبة، وعدنان بكرية، ونهاد علي، والمحامي جواد بولس، إضافة إلى مديري جمعيات أهلية عربية.
ويطالب هؤلاء باعتبار فلسطينيي ال48 أحد أعمدة ثوابت الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. وطبقا لما جاء في وثيقة رفعت للجنة المتابعة العليا -الهيئة القيادية الجامعة لفلسطينيي الداخل- فإن "موجة الفاشية الجديدة هي محاولة إضافية للتضييق على الشعب الفلسطيني تنسجم مع سياسات التمييز والاحتلال والتشريد المنتهجة من قبل إسرائيل منذ النكبة عام 1948". يهودية الدولة وتؤكد الوثيقة على مقاومة "يهودية الدولة" والعمل على قبرها قبل إخراجها لحيز التنفيذ من خلال الوسائل القانونية والإعلامية والسياسية والميدانية المتاحة.
وتشدد الوثيقة على ضرورة التصدي "للتصعيد الفاشي الإسرائيلي بتمكين الجبهة الداخلية والعمل على تماسكها ووضع برنامج عمل متكامل". كما صدرت توصيات برفع قضية استهداف المواطنين العرب في "إسرائيل" (18%) إلى المؤسسات الدولية المعنية، الحقوقية والدبلوماسية لتدويلها وفضح النوايا "الإسرائيلية".
كما تضمنت التوصيات إطلاع جامعة الدول العربية على خطورة القوانين "الإسرائيلية" الجديدة ومطالبتها باتخاذ موقف رافض لها، وممارسة الضغوط الممكنة. وطالبت برفع دعاوى قضائية بالداخل والخارج ضد التصريحات والخطوات العنصرية لحكومة "إسرائيل".
الشارع "الإسرائيلي" وتشدد الوثيقة على أهمية تصعيد التعبئة الجماهيرية واستغلال الخطب الدينية في الكنائس والمساجد لمناهضة موجة العنصرية المتنامية. وتدعو أيضا إلى إطلاق حملة لجمع تواقيع في عريضة تنص على موقف موحد للفلسطينيين في الداخل في رفض يهودية الدولة.
ويدعو المثقفون إلى نقل ساحات الاحتجاج إلى الشارع "الإسرائيلي" وتنظيم مظاهرات وحدوية قبالة الكنيست في يوم مناقشة كل قانون عنصري والعمل على زيادة التنسيق مع قوى يهودية ديمقراطية.
ويؤكد أستاذ علم النفس البروفسور مروان الدويري ضرورة استغلال طاقات المثقفين لدعم عمل لجنة "المتابعة العليا" وتشكيل لجان مهنية بمشاركة خبراء تعينها على تطبيق قراراتها على نحو مجد.
وبخلاف عدد كبير من زملائه يرى الدويري في تصريح للجزيرة نت أن "إسرائيل" في جوهرها لم تتغير لكن اليمين المتطرف أسقط عنها الغطاء.
ويرى أن "إسرائيل" صارت "أقل أمنا", بعدما نضب معين الهجرة. في المقابل يرى الدويري أن فلسطينيي الداخل صاروا أكثر تنظيما وقوة. ويضيف "علينا مقارعتهم بالخطاب المدني والسعي من أجل ديمقراطية توافقية بدلا من الإثنوقراطية".
ومن جانبه يرى الأكاديمي رمزي سليمان أن علاقات "إسرائيل" بالمواطنين العرب تقف أمام منعطف خطير يهددهم بخراب جديد, داعيا إلى خطة عمل حكيمة وشراكة عربية يهودية لمواجهة ما سماه الفاشية المتصاعدة.