صنعاء، اليمن: أعلنت شرطة خفر السواحل اليمنية الاثنين أن ما لا يقل عن 80 مهاجراً أفريقياً، معظمهم من أثيوبيا، غرقوا قبالة سواحل البلاد بسبب الرياح والمد البحري الذي أدى إلى انقلاب القاربين اللذين كانا يقلانهم باتجاه الأراضي اليمنية، في محاولة هجرة غير شرعية. وقالت شرطة خفر السواحل بمحافظة عدن إن قارب تهريب كان على متنه 46 متسللاً، معظمهم من الأثيوبيين "قد تعرض للانقلاب في منطقة ساحلية تدعى (العرضة) تقع بين باب المندب وساحل ذباب ما أدى إلى غرق جميع من كانوا على متنه عدا ثلاثة صوماليين تم العثور عليهم وهم على قيد الحياة بالساحل." وبحسب البيان فإن فرق الإنقاذ عثرت على جثتي مواطنين أثيوبيين، فيما لا يزال مصير بقية من كانوا على متن القارب مجهولاً، وفقاً لوزارة الداخلية اليمنية. وأضاف البيان أن المياه اليمنية شهدت حادثاً مشابهاً وقع لقارب تهريب، وعلى متنه ما بين 35-40 شخصاً، جميعهم من الأثيوبيين، وبينهم عدد من النساء والأطفال، وقد تعرض للانقلاب قبالة سواحل رأس العارة بمحافظة لحج، "ولا يعرف حتى الآن مصيرهم ولا في أي اتجاه سحبت الرياح قاربهم." وأكد البيان أن شرطة خفر السواحل "بدأت عملية بحث عن المهاجرين الأفارقة الغرقى على أمل العثور على ناجين." وتشهد المياه اليمنية حوادث دورية مشابهة يغرق خلالها مهاجرون أفارقة، ويعود الحادث الأخير إلى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، عندما غرق 13 شخصاً، وفقد ثمانية آخرون كانوا على متن زورق بخاري. ويعتبر خليج عدن منطقة موت يلقى فيها المئات من الفارين من أتون الحرب والظروف المعيشية الصعبة، مصرعهم في القرن الأفريقي. يشار إلى أن عدداً لا بأس به من الصوماليين يفرون من مناطق القتال في الصومال، وغالباً ما يتوجهون إلى اليمن بواسطة قوارب صغيرة. وكثيراً ما يغرق المهاجرون غير الشرعيين في مياه البحر أو يتوهون فيها، كما أن الأمواج ترمي بين الفينة والأخرى بالعديد من الجثث المجهولة على سواحل اليمن التي تعدّ وجهة مألوفة للاجئين من الصومال وإثيوبيا وإريتريا، وفق منظمة "أطباء بلا حدود." وقد سبق للمنسق الميداني للمنظمة في اليمن، أندرياس كوتبا، قد أشار إلى أن مثل هذا العدد الكبير من وفيات اللاجئين في فترة وجيزة "ليس أمرا اعتياديا بالمرة." غير أن وجود نسبة من المواطنين الإثيوبيين يشير إلى أن العملية كانت تصب في "التهريب"، وأنها عملية منظمة، ذلك أن أثيوبيا لا تطل على البحر، وأنهم وصلوا إلى الزورق عبر طريق ثالث، وربما بواسطة مهربين.