تونس :قال شهود لرويترز يوم الاثنين ان الشرطة التونسية اطلقت النار في الهواء لتفريق الحشود في مدينتين تونسيتين لكن لم ترد تقارير عن خسائر بشرية في احدث موجة من الاشتباكات التي قتلت 14 مدنيا في مطلع الاسبوع.ويقول المشاركون في الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة اسابيع انهم غاضبون من قلة الوظائف امام الشباب في حين يقول مسؤولون ان الاضطرابات من عمل اقلية من المتطرفين الجانحين للعنف هاجموا الشرطة ونهبوا المباني. وذكرت صحيفة أن من المقرر ان يلقي الرئيس زين العابدين بن علي خطابا عبر التلفزيون بشأن الاضطراب وهو الاسوأ خلال حكمه الممتد منذ 23 عاما. وقالت مصادر ان التلفزيون الحكومي سيبث الخطاب بعد ظهر الاثنين. وفي مدينة القصرين الواقعة على مسافة 200 كيلومتر جنوب غربي العاصمة قال شاهد ان جنازة لمدنيين قتلوا في مطلع الاسبوع تحولت الى مواجهة مع الشرطة. وقال الشاهد محمد علي ناصري لرويترز عبر الهاتف من موقع الحدث "فتحت الشرطة النار في الهواء." وفي بلدة الرقاب قال شهود ان جنازات لاناس قتلوا في اشتباكات سابقة تحولت الى احتجاجات عنيفة ايضا. وأبلغ كامل العبيدي رويترز عبر الهاتف قائلا انه في موقع الحدث ان "الشرطة تطوق البلدة. يوجد الفا محتج في مواجهة في انحاء البلدة مع الشرطة التي تستخدم الغاز المسيل للدموع وتفتح النار." ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات التونسية بشأن احدث الاشتباكات. وقالت السلطات في السابق ان الشرطة تصرفت بضبط للنفس لكنها اضطرت لفتح النار دفاعا عن النفس حين هاجمها مثيرو الشغب بالحجارة والقنابل الحارقة. وفي العاصمة تونس التي لم تشهد اي عنف مما جرى في مدن اخرى شارك طلاب في مسيرة لاستنكار رد فعل الشرطة على اعمال الشغب. وقال مراسل لرويترز في تونس انه رأى عشرات من شرطة مكافحة الشغب يطوقون كلية بجامعة المنار في ضاحية من المدينة. وكان مئات من الطلاب داخل ساحة الكلية لكن الشرطة منعتهم من الخروج ومنعت ايضا الوصول للحرم الجامعي. لكن المتاجر في وسط تونس كانت مفتوحة ولم يكن الانتشار الامني ملحوظا بدرجة كبيرة. وفي المدن الاقليمية تالةوالقصرين وسليانة والرقاب والمكناسي الاشد توترا قال سكان ان السلطات ارسلت شاحنات تابعة للجيش لتعزيز الشرطة. وقال وزير الاتصالات التونسي سمير العبيدي في تصريح لقناة الجزيرة انه تم ارسال وحدات من الجيش الى هناك لحماية المباني الحكومية وانها لن تتدخل في مواجهة مع المحتجين. وفي خطابه السابق حذر الرئيس من ان الاحتجاجات المشوبة بالعنف غير مقبولة وتضر بالمصالح الوطنية. وقال العبيدي الذي عين في تغيير وزاري مصغر عقب تفجر الاحتجاجات في تصريحاته يوم الاحد ان الحكومة مستعدة للحوار مع الشباب في أقوى اشارة حتى اليوم على استعداد السلطات لتقديم بعض التنازلات. ويحكم الرئيس بن علي تونس منذ أكثر من عقدين وأعيد انتخابه منذ عامين بنسبة 90 في المئة تقريبا من التصويت. وهو ثاني رئيس لتونس منذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسي عام 1956. وأعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها بشأن تعامل الحكومة مع الاحتجاجات. ولم يصدر بعد أي رد فعل علني عن الاتحاد الاوروبي اكبر شريك تجاري لتونس. واثنى الحلفاء الغربيون في الماضي على تونس التي يسكنها عشرة ملايين نسمة باعتبارها نموذجا للاستقرار في العالم العربي رغم اتهامها من قبل بعض الجماعات الحقوقية الدولية بقمع المعارضة. (رويترز)