تونس:ازداد الوضع توتراً في ظل الاحتجاجات والمواجهات المتصاعدة في تونس. وذكرت مصادر طبية في مستشفى في مدينة القصرين أن عشرة أشخاص، على الأقل، قتلوا أمس وأصيب نحو عشرة آخرين بجروح خطيرة، عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص بشكل عشوائي على محتجين في المدينة، التي تشهد لليوم الثالث، على التوالي، مواجهات دامية مع قوات مكافحة الشغب، على خلفية تفشي البطالة وغلاء المعيشة. وكان شهود عيان ونقابيون أفادوا بأن قوات مكافحة الشغب استعملت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع في مدن تالة، والقصرين (شمال غرب)، والرقاب (وسط)، لتفريق متظاهرين ومحتجين.وأكدوا أن المواجهات متواصلة في هذه المدن، وأن قوات الأمن استخدمت مسيلات الدموع بشكل مكثف، ثم لجأت إلى إطلاق الرصاص المطاطي. وكانت الحكومة أكدت شرعية حركة الاحتجاج، وجاء في بيان رسمي أن «التظاهر والاحتجاج السلمي مسألة مقبولة وعادية وحرية الرأي والتعبير مضمونة»، لكنها أضافت أن أعمال الشغب وممارسة العنف وما ينجر عنه من أضرار بالمصلحة الوطنية، مرفوضة من مختلف مكونات المجتمع، لكن العديد من قوى المجتمع المدني ترد بالقول: أي صيانة لحرية التعبير، فيما يسقط ما بين 30 إلى 40 متظاهراً برصاص قوات الأمن، أو بالغاز المسيل للدموع؟! شحن إعلامي وقد استنكرت الحكومة الحادثة، التي استهدفت قنصلية تونس في مدينة بانتان في فرنسا. واعتبرت أنه عمل إرهابي جاء نتيجة الشحن، الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام الأجنبية. وانتقدت السلطات، خصوصاً تغطية «الجزيرة»، بينما هاجمت الصحف قناة «فرانس 24» . الرسالة وصلت في السياق، قال وزير الاتصال، سمير العبيدي: إن رسالة المحتجين وصلت إلى الحكومة، التي تعاملت معها بكل شفافية وجدية، وأنها رصدت خمسة مليارات دولار للتنمية، ووعدت بتوظيف 50 ألفاً من خريجي الجامعات. وفي سابقة، بث التلفزيون الرسمي صوراً للاحتجاجات. شظايا دبلوماسية وفي ساحة مواجهة أخرى استدعت الخارجية التونسية السفير الأميركي لدى تونس، غوردن غراي، وأبلغته استغرابها من موقف الناطق باسم الخارجية الأميركية، على خلفية الاحتجاجات، والذي يستند إلى معلومات مستقاة من عناصر مناوئة، من دون التثبت ومن دون مراجعة السلطات الرسمية. وكانت الخارجية الأميركية استدعت السفير التونسي في واشنطن محمد صلاح تقية وسلمته رسالة تعبر عن القلق من طريقة التعامل مع الاحتجاجات. أسف فرنسي في الأثناء، أعرب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، بيرنار فاليرو، عن حزن بلاده العميق إزاء الضحايا الذين سقطوا. وأضاف أنه لا معلومات محددة عن المدونين التونسيين، الذين تم اعتقالهم. من جانبها، حذرت الخارجية الألمانية مواطنيها من السفر إلى تونس.