انتصار شعب تونس يطلق آمال التغيير في سماء الشعوب العربي تهنئة للشعب التونسي وتهنئة للفقراء والكادحين في مصر والعالم العربي وجميع المقهورين في العالم تمكَّن الشعب التونسي بشجاعته وصلابته من نفض عار الجوع والبؤس والإهانة، وتهيأ لاستقبال غد صنعه شبابه بدمائهم وأرواحهم. لقد حال بين جماهير الشعب التونسي والحرية وكرامة العيش نظام من أغلظ الأنظمة وأكثرها جبروتا وعداء للجماهير ومصالحها، تمتعت في ظله بالثروات والنفوذ نخبه حاكمة ضيقة تربط أفرادها ببعضهم وتثبتهم في مناصب الحكم صفقات النهب والتواطؤ على الفساد وعلاقات النسب. ولكن عندما وصل غضب الجماهير إلى حده، لم يحل كل ذلك دونها وإزالة رأس النظام، وفتح الباب على مصراعيه لإمكانية تولي الجماهير سلطة البلاد. منذ شهر مضى، لم يكن صلف "الرئيس السابق" زين العابدين بن علي ولا نخبته يسمحان بتصور قدرة الشعب التونسي على إجباره وعائلته وانسبائه وشركائه على الرحيل مرعوبين، نزولا على رغبة الجماهير. وإذا كانت تونس تمر الآن بلحظة نصر تاريخية مجيدة مشحونة بكثير من الأمال والطموحات الشعبية المشروعة، إلا إنها أيضا مشحونة بكثير من التوقعات والاحتمالات وأطماع رموز الطبقة الحاكمة ومؤسساتها، سواء كانت مدنية أم عسكرية، بل والطموحات الإمبريالية من الخارج في الحفاظ على نظام يحمي مصالحها. إن الثورة لم تنته، لأن أذناب النظام مازالوا يحكمون، في صورة رئيس مؤقت وجيش وشرطة ومؤسسات حاكمة. ولن يتحقق النصر النهائي إلا باستمرار وجود الشعب في الشارع، ورفضه كل الألاعيب، والمسارعة بتشكيل الهيئات الشعبية التي تمثل جنين السلطة واتخاذ القرار، والتي تتيح له تولي شئون بلاده لما فيه صالحه، والتحكم في موارده والثروات الناتجة عن كدحه. ويعطي انتصار الجماهير التونسية على نظام من أعتى الأنظمة أملاً للشعب المصري ولكل الشعوب العربية، بأن إرادة الشعوب قادرة على كسر قيود الديكتاتورية. ويكفي النظر إلى ما يحدث في الجزائر والأردن كي ندرك أن الثورة قد طرقت باب منطقتنا العربية. ونهيب بالجماهير المصرية بذل كل ما تستطيع لمناصرة الثورة التونسية الباسلة عاشت ثورة فقراء وكادحي تونس عاش نضال كل الكادحين من أجل حياة كريمة تيار التجديد الاشتراكي 14 يناير 2011 -- المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux