أعلن أتباع الطريقة التيجانية في فرنسا إنشاء رابطة تضم ممثلين عن كل أتباع هذه الطريقة الصوفية المقيمين في فرنسا. جاء هذا الإعلان في ختام المؤتمر الوطني الرابع للتيجانية الذي شاركت فيه وفود من مختلف المحافظات الفرنسية وبعض الأقطار الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء، وتغيب عنه مراجع الطريقة في الجزائر والمغرب.
وفي لقاء مع الجزيرة نت قال مقدم الطريقة في مدينة مرسيليا الشيخ أحمدو نديغن وهو من أصل سنغالي إن "مراجعنا العربية لم يحضروا لكنهم أرسلوا خطبا قرئت على المشاركين".
الشيخ أحمدو نديغن: نهدف لإنشاء مراكز في جميع أنحاء فرنسا (الجزيرة نت) وأضاف أنه تعذر حضور أحد أحفاد أو خلفاء مؤسس الطريقة الشيخ سيدي أحمد التيجاني (1150-1230 هجرية) المقيمين في مسقط رأسه في قرية عين ماضي جنوبيالجزائر وفي مدينة فاس المغربية التي يوجد فيها ضريح الشيخ المؤسس.
إطار توحيدي وأوضح نديغين أن تيجانيي فرنسا يريدون خلق إطار يوحد أبناء الطريقة ويمكنهم من إنشاء زوايا داخل الأراضي الفرنسية، مشيرا إلى أن "أغلب المساجد التي يديرها سلفيون في فرنسا لا تسمح لنا بالتجمع فيها لإقامة الوظيفة والحضرة، أي الشعائر الخاصة بنا".
وأضاف "نريد كذلك أن نعطي صورة حسنة عن التيجانية لغير التيجانيين وحتى لغير المسلمين الذين لديهم تصورات خاطئة عن طريقتنا وديننا". وأكد مقدم مرسيليا أن "السلطات الفرنسية قدمت لنا كل التسهيلات ولم تعترض على أي جانب من نشاطاتنا".
لوحات تحمل بعض أذكار الطريقة التيجانية (الجزيرة نت) وقد نظم جزء من فعاليات المؤتمر في مسجد باريس الكبير وجزء آخر في المقر المركزي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو". وتخللت التجمع محاضرات ونقاشات حول الصوفية والتيجانية ودورها في التربية الروحية لأتباعها.
تعاليم الطريقة كما استعرض المتحدثون تعاليم الطريقة وأشادوا بآبائها الروحيين. وقام المنظمون ببيع لوحات ورقية كتبت عليها باللغة العربية أهم أذكار الطريقة بما فيها "صلاة الفاتح" التي تنسب لمؤسس الطريقة.
وفي معرض ردها على سؤال للجزيرة نت أكدت إحدى الشابات الأفريقيات اللائي كن يقبلن على شراء هذه اللوحات رغم أنهن لا يستطعن قراءة العربية، أنها ترغب في اقتناء هذه اللوحات للتبرك بها ولتزيين بيتها بها. وأضافت أنها وإن كانت لا تعرف لغة القرآن إلا أنها تحفظ "صلاة الفاتح" عن ظهر قلب.
من جانبها قالت سيدة فرنسية اعتنقت الإسلام حديثا على يد أحد شيوخ الطريقة القادرية في المغرب إنها حضرت إلى اللقاء مع أنها ليست تيجانية، لأنها تعتقد أنه من مصلحة فرنسا تشجيع انتشار الصوفية في أوساط الشباب المسلم المتدين. وعللت ذلك قائلة "الطرق الصوفية تعطي منهاجا آخر يختلف عن الإسلام السلفي لأن أتباعها عادة لا يعادون الغرب".