تونس:مع عودة مختلف وحدات الأجهزة الأمنية التونسية الى سالف نشاطها وتمركزها بمواقع عملها بالمدن اليوم استعادت البلاد شيئا فشيئا اوضاعها الطبيعية. وكان لهذا الانتشار اثره الايجابي على الوضع العام والاستقرار في الاوضاع الامنية بما أعاد الطمأنينة الى نفوس التونسيين وساهم في استرجاع وتيرة الحياة لنسقها الطبيعي. وانتشرت قوات الامن الداخلي بعد غياب باليومين الماضيين اذ قامت منذ الساعات الاولى للصباح دوريات امنية بنشاطها المعتاد بالعاصمة لتأمين الحركة حول المؤسسات التربوية والاحياء السكنية والاسواق. وعاشت البلاد الايام القليلة الماضية على وقع الاخبار والشائعات المثيرة حول عمليات الترويع والخطف والسلب في غياب رجال الامن فضلا عن انباء متناثرة حول جموع من المجرمين يحملون "السيوف والسكاكين" حسب شهود عيان.وشهدت الشيء نفسه مدن وولايات تونس اذ عادت الاوضاع الى طبيعتها مع انتشار قوات الامن في سوسة وصفاقس وبنزرت وباجة وجندوبة وقفصة وقابس وفق ماذكرته وكالة تونس افريقيا للانباء. وكان اضراب رجال الأمن مطالبين بتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية قد اسفر عن بعض المظاهر التي تؤشر لوضع أمني غير مستقر وسط تلك الشائعات التي جعلت بعض المدارس والمعاهد تنصح تلاميذها بالعودة الى منازلهم.ولعل التحسن الامني الذي طرأ منذ أمس الثلاثاء ستبرز مؤشراته تدريجيا خلال الايام المقبلة لا سيما مع التغييرات التي شهدها الجهاز على مستوى القيادات الامنية اذ شهدت عزل 42 مسؤولا من بينهم 11 رئيس جهاز أمني الى جانب قبول مطالب رجال الأمن بتشكيل نقابة مؤقتة وتسوية الأوضاع المادية لهم من خلال رفع المكافآت والعلاوات وغيرها. وفي سياق متصل كشفت وزارة الداخلية عن "تواطؤ صارخ في الأجهزة الأمنية على أمن الدولة شهده مكتب وزير الداخلية الجديد فرحات الراجحي الاثنين الماضي عندما داهم المئات من رجال الامن المنشقين مكتب الوزير حينما كان مجتمعا مع الفريق اول رشيد عمار قائد أركان الجيش".وقال الوزير الراجحي في حوار مع قناة (حنبعل) الخاصة بثته ليلة أمس "لولا تدخل فرق مكافحة الارهاب لقتلونا أنا والجنرال عمار.. لقد هربنا بمعجزة".واوضح ان مئات من المجرمين والأمنيين المسلحين كانوا "مخمورين وتحت تأثير المخدرات" قاموا بمداهمة مكتبه وحاولوا الاعتداء عليه وعلى الجنرال عمار مشيرا الى ان مدير الأمن (الذي تم عزله أمس الثلاثاء) لم يوقف أيا من المهاجمين وأنه سمح لهم جميعا بمغادرة الوزارة بعد مداهمتهم لمقرها.