علمتنا الاحداث بان يكون للشعوب كلمة وعلمتنا الاعراف غير ذلك وما بين الاحداث والأعراف تتضح المواقف , وما جرى بتونس ما هو الا تأكيد على ذلك . فعلاً صنع هذا الشعب موقف , فلتتعلم منه سائر الشعوب المظلومة بل المقهورة , معلنة لا ظلم دائم ولا حكم كذلك , إما بفعل فاعل او بغير , والكل لا محالة زائل . والذي جرى مؤخراً في تونس تم تناوله وباشكال عده من التحقيق والتمحيص والوصف ما يكفي لكتابة آلاف من الصفحات وقد حدث , وما لم يتم تناوله هو حقوق أخرى على تونس فالقضية تبدأ بحق الشعب التونسي وتنتهي بحقوق الشعوب الأخرى على تونس . دار حوار بين اثنين قبيل أحداث تونس بنهاية 2010 , فالأول يريد ان يقوم بزيارة لتونس كي يتمم اجراء شركة استثمارية صناعية كان قد أسس لها هو وآخرون والثاني وهو أحد الشركاء لهذه المنشأة المنوي اقامتها ويعيش في تونس . وفعلاً تمت معظم الاجراءات وتم تحويل جزء من رأس المال الى تونس من أجل البدء بالتأسيس لهذا المشروع الذي يقدم تقنية صناعية لتونس ويعود بالفائدة على المجتمع التونسي بشتى فئاته , قال الثاني للأول اذا ما رغبتم بارسال احد لمتابعة التأسيس ووضع الخطط العامه فيفضل أن يكون حليق الذقن , وبسؤاله عن السبب فاجاب بان الأمن التونسي يتابع كل من هو ملتحي حتى يتبين انه غير تونسي , فلمِ نرهقهم بالبحث والتقصي وما الفائدة التي نحققها بعد ذلك , كما يفضل ان لا يكون حريصا على الصلاة في المسجد حتى لا يزيد الارباك , حيث تكتب تقارير متعددة منها ما هو عاديا ومنها ما هو بحاجة الى متابعه أكثر , فيصبح الإرباك مزدوج , وبقي الأمر على حاله . يتضح من ذلك أن الظلم الذي كان سائداً في تونس مورس على الشعب التونسي وعلى باقي الشعوب وأخص الشعوب العربية وليس غيرها وان كان قد احتوى تباينا متواضعا لكنها تبقى الحرية المنشودة حيث قام الشعب التونسي ليدافع عنها متمنين ان يصل مبتغاه . فان كان قد أفلح هذا الشعب العظيم بنجاح ثورته فالمشوار طويل والثورة تحتاج من يحميها , فليبقى مطالبا بالتغيير الشامل وتقديم احترام الشعوب العربية على أرضه ان لم يكن قبل الشعوب الأخرى فليكن متساويا معها , فالأوروبي والأمريكي مقدم في معظم بلادنا العربية على شعوبها بل على مواطنيها فالعيون الزرقاء والشعور الصفراء تكون كافية للإحترام الذي نفتقده في مطارات بلادنا العربية فالمعاناة واحدة وان اختلفت الأماكن . الى الأمام يا تونس وقد أصبحت نموذجا يحتوي على نصفين الاول صناعة الثورة والتي لا تراجع عنها حيث تتم صناعتها وقت حاجتها والثاني صناعة النظام والممارسة السياسية وبناء الدستور والعيش ضمن دولة مؤسسات تنشد الحرية وتنظر لمستقبل زاهر فان فشلت في صناعة النظام - لا سمح الله - تستطيع في اي وقت صناعة الثورة . لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة .