لم يكن احد من المحللين السياسيين والاستراتيجيين العرب وغيرا لعرب , يتوقع ثورات شعبية في العامل العربي . فكل ما كان يقال حول سلبية الجماهير العربية واستبدادية الأنظمة أو بصيغة أخرى ضعف المجتمع وقوة الدولة ؛ أصبح في خبر كان بعد الثورات الشعبية المجيدة في كل من مصر وتونس والبقية تأتي.... فإذا كانت الثورات الشعبية التي لبدا في أوروبا الشرقية في نهاية الثمانينات منعطفا حاسما في المشهد الدولي والتاريخي: نهاية الحرب الباردة وظهور النظام العالمي الجديد.فان ما يجر ي في تونس ومصر لهو المنعطف التاريخي في المنطقة العربية. بالرغم من الاختلافات الموجودة بين تونس ومصر سواء جغرافيا أو سكانيا أو تاريخيا ، لكن ما يجمعهما هو حيوية الشعوب العربية ودورها التاريخي غي إسقاط الأنظمة. هناك من الباحثين من يعتبر أن ما يجري في مصر سيكون له دور كبير في المنطقة العربية أكثر من تونس ؛ فمصر دولة مركزية في المنطقة العربية سواء ثقافيا أو فنيا أو سياسيا أو اجتماعيا لذلك تكثر المؤامرات الداخلية والخارجية لتحجيم الانتفاضة الشعبية أو إضعافها . نعم الثورات الجماهيرية التي عرفتها كل من مصر وتونس حققتا بعض الأهداف، لكن لازالت في منتصف الطريق خاصة في مصر ؛ فالنظام المصري لازال يناور ويتحرك بكل وسائله وإمكانياته المادية والبشرية لقمع الثورة ا الالتفاف حولها . الجدير بالإشارة إلى التنظيم الذي ميز الثورات المصرية والتونسية من لجان إحياء ولجان تفتيش ولجان لوجستيك ولجان طبية وإعلامية...بالفعل أذهلت الثورات العربية العالم بمدنيتها ووطنيتها وسلميتها هذه الثورات ستدخل الى التاريخ وسيكتب حولها الكثير من الدراسات والأبحاث وسيقام لها الكثير من الندوات والمؤتمرات .. فنحن اليوم أمام مفترق طرق : فإما الديمقراطية أو الفوضى. فلنعمل على تكريس الديمقراطية وعيا وممارسة ولنكن في مستوى التضحيات التي قدمتها الجماهير . ولن تقف الثورات الشعبية , في مصر وتونس بل ستمتد الى كافة الدول العربية ؛ فقلد بلغ السيل الزبى .