تونس في 8 مارس 2011 حركة النهضة مكتب المرأة والأسرة منية إبراهيم بسم الله الرحمن الرحيم :يتزامن إحياء اليوم العالمي لحرية المرأة هذه السنة مع ثورة شعبية عظيمة تعيشها بلادنا هزمت الاستبداد ورموزه وأعطت شرارة انطلاق إعادة صياغة المشهد العالمي وإدماج أمّتنا في فضاء التمكين لقيم الحرية والكرامة والعدالة. وقد كان للمرأة فيها دور أساسي ومباشر نسجله بكل اعتزاز. وإنّ حركة النهضة لتحيّي بهذه المناسبة: - المرأة التونسية ودورها الفاعل في التصدي للاستبداد والدكتاتورية طيلة عقود وإسهامها المعتبر في بناء الدولة والمجتمع تنشئة للأجيال وإدارة للمصالح، فأدّت أدوارها بكلّ كفاءة واقتدار. - والمرأة داخل حركتنا ودورها المهمّ في بنائها وخاصة أثناء المحن وصمود الحركة خلال أكثر من عشريتين من الاضطهاد والإقصاء يعود خاصة لصمود مناضلاتها ونضالهنّ في مختلف المواقع. - كما تحيّي المرأة المقاومة في مختلف ساحات تصدي أمّتنا لقوى الهيمنة والاستعمار وتخصّ بالذكر المرأة الفلسطينية التي تصنع منذ عقود ملحمة صمود أسطوري. - والمرأة وكل القوى المناضلة في العالم ضدّ ما تتعرض له النساء من عنف وتهميش وإقصاء وضدّ كلّ ما يتعرض له الإنسان مهما كان جنسه من إذلال وقهر وامتهان. لقد حققت المرأة في بلادنا مكاسب كبرى في مختلف المجالات جاءت نتيجة لحركة إصلاحية حمل لواءها مفكرون ومصلحون وساسة وثمرة لنضال المرأة المستمرّ من أجل انعتاقها، ومع ذلك ما زال واقع المرأة اليوم يعاني من نقائص كبرى وظواهر خطيرة من مثل رواسب النظرة الدونية للمرأة والعنف المادي والتحرش الجنسي والتشغيل الهشّ والتمييز في مواقع المسؤولية والتمزق بين مستلزمات الدور الأسري والدور الاجتماعي وضعف الحضور في دوائر القرار الإداري والسياسي وغيرها... وهو ما يتطلب استمرار الجهد الإصلاحي لتدعيم مكاسب المرأة وموقعها في المجتمع. وحركة النهضة وهي تستلهم الميراث النيّر لحركة الإصلاح الاجتماعي والسياسي الثقافي المستمرة في بلادنا منذ قرابة القرنين، وانطلاقا من مرجعيتها الإسلامية ومنهج فهمها التجديدي، تؤكد: - أنّ إقامة الدولة الديمقراطية التي تُحدد فيها الحقوق والواجبات على أساس المواطنة دون اعتبار للجنس أو اللون أو المعتقد هي المدخل الأمثل لكلّ إصلاح اجتماعي وسياسيّ حقيقيّ. - ضرورة أن تأخذ المرأة قضيّتها بيدها في ظلّ فلسفة التكامل والتعاون مع الرجل وليس في ظلّ عقلية التطاحن أو التنازع، والتصدي لما تتعرض له قضاياها من توظيف ومتاجرة ووصاية سواء وردت من ثقافة عصور الانحطاط أو من عقلية الاستنساخ. - ضرورة تدعيم الثورة السياسية التي تحققت في بلادنا بثورة ثقافية ترسّخ قيم الحرية والكرامة في الوجدان والعقليات في إطار ثقافتنا الوطنيّة وقيمنا العربية الإسلامية، ذلك أنّ الإجراءات السياسية والتشريعية على أهميتها وضرورتها تظلّ قاصرة عن تحقيق أهداف الثورات ما لم تتدعم بجهد تربويّ وثقافي رسميّ وشعبيّ لصياغة إنسان جديد، وللمرأة دور محوريّ في هذا المجال. - إنّنا في حركة النهضة نمدّ يدنا لكلّ الفعاليات النسائية للتعاون فيما نتفق عليه والتحاور فيما نختلف حوله من أجل دعم مكتسبات مجتمعنا ومن أجل العمل على مزيد التمكين للمرأة وتعزيز فعاليتها وتعزيز دورها في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية. إنّ نهضة بلادنا تحتاج إلى كلّ العقول والأيادي والمساهمات وإلى تعايش كل المقاربات وتفاعلها. "وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" (صدق الله العظيم) تونس في 8 مارس 2011 حركة النهضة مكتب المرأة والأسرة