دمشق:طالب الالاف من السوريين يوم الاحد بانهاء حالة الطواريء المستمرة في البلاد منذ 48 عاما في ثالث يوم من الاحتجاجات التي اتضح أنها أكبر تحد تواجه حكام سوريا منذ اجتياح الاضطرابات العالم العربي هذا العام.وقال متظاهرون في الوقت الذي وصل فيه وفد حكومي الى بلدة درعا بجنوب البلاد لتعزية الضحايا الذين قتلتهم قوات أمن في مظاهرات هناك الاسبوع الماضي انهم يرفضون قانون الطواريء وانهم يتطلعون للحرية. ويجري حكم سوريا في ظل قانون الطواريء منذ تولي حزب البعث الذي يقوده الرئيس بشار الاسد السلطة في انقلاب عام 1963 وحظر كل المعارضة. وسعت الحكومة لتهدئة الاستياء الشعبي في درعا بوعدها بالافراج عن 15 من التلاميذ الذين ساعد القاء القبض عليهم لكتابتهم شعارات احتجاج على الاسوار في اذكاء المظاهرات. وقال بيان رسمي ان التلاميذ الذين كتبوا شعارات مستلهمة من الانتفاضتين في تونس ومصر سيفرج عنهم على الفور. وكان هذا البيان حدثا نادرا في سوريا استجابة للضغط الشعبي. وفتحت قوات الامن النار يوم الجمعة على مدنيين شاركوا في مظاهرة سلمية في درعا مطالبين بالافراج عن التلاميذ والحريات السياسية وانهاء الفساد. وقتل أربعة أشخاص أثناء الاحتجاجات. ودعا الاف المشيعين يوم السبت الى "ثورة" خلال جنازة أحد اثنين من المحتجين. والتقى مسؤولون لاحقا بشخصيات بارزة في درعا قدموا بعد ذلك قائمة بالمطالب أهمها الافراج عن السجناء السياسيين. ومن ضمن المطالب تفكيك مقر الشرطة السرية في درعا وعزل المحافظ واجراء محاكمة علنية للمسؤولين عن القتل والغاء اللوائح التي تتطلب الحصول على تصريح من الشرطة السرية لبيع أو شراء ممتلكات. ومثلت احتجاجات غير عنيفة تحديا لسلطة حزب البعث الشهر الجاري بعد انتفاضة شعبية في كل من تونس ومصر واجتذبت أكبر احتجاجات في درعا الالاف. وتقع المدينة في منطقة حوران التي كانت سلة الخبز والتي تضررت من تراجع منسوب المياه في سوريا مع تراجع المحاصيل بواقع الربع في درعا العام الماضي. كما تضم درعا الالاف من النازحين من شرق سوريا حيث ترك ما يصل الى مليون شخص منازلهم بسبب أزمة المياه على مدى السنوات الست الماضية. ويقول خبراء ان اساءة الدولة ادارة الموارد زادت الازمة تفاقما. (رويترز)