بالفيديو: سعيّد: هذا تقصير وسيحاسب الجميع حتى المسؤولين الجهويين    زيت الزيتون ''الشملالي'' يفوز بميدالية ذهبية في المسابقة الاوروبية الدولية بجنيف..    لأول مرة/ الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة يشارك في دعم النسخة 18 من دورة "كيا" تونس المفتوحة للتنس..(فيديو)    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    بايدن يخطئ مجددا و"يعين" كيم جونغ رئيساً لكوريا الجنوبية    عاجل/ بعد حادثة ملعب رادس: وزارة الشباب والرياضة تتخذ هذه الاجراءات..    النادي الإفريقي.. القلصي مدربا جديدا للفريق خلفا للكبير    إقالة مدير عام وكالة مكافحة المنشطات وإعفاء مندوب الرياضة ببن عروس    المنستير : يوم إعلامي جهوي حول الشركات الأهلية    بنزرت...بتهمة التدليس ومسك واستعمال مدلّس... الاحتفاظ ب 3 أشخاص وإحالة طفلين بحالة تقديم    فعاليات موكب إسناد الجائزة الوطنيّة "زبيدة بشير" لسنة 2023    الصوناد: نظام التقسيط مكّن من اقتصاد 7 % من الاستهلاك    مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص أضحية العيد    عاجل: قيس سعيد: من قام بتغطية العلم التونسي بخرقة من القماش ارتكب جريمة نكراء    حالتهما حرجة/ هذا ما قرره القضاء في حق الام التي عنفت طفليها..#خبر_عاجل    عاجل/ ديلو: قوات الأمن تحاصر عمادة المحامين للقبض على سنية الدهماني..    عاجل/ هذا ما تقرر في قضية سعدية مصباح العضو بجمعية "منامتي"..    الرابطة الثانية.. نتائج الدفعة الأولى من مواجهات الجولة 22    ترغم التحسّن الملحوظ : تعادل لا يرضي احبّاء النادي الصفاقسي    عاجل/ الهجرة غير النظامية الوافدة على تونس: محور جلسة عمل وزارية    قليبية : الكشف عن مقترفي سلسلة سرقات دراجات نارية    طقس الليلة    عاجل/ يستهدفان النساء: القبض على نفرين يستغلان سيارة تاكسي للقيام بعمليات 'براكاج'    تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة    عاجل/ فتح تحقيق في واقعة حجب العلم بمسبح رادس    بالصور/بمشاركة "Kia"و"ubci": تفاصيل النسخة الثامنة عشر لدورة تونس المفتوحة للتنس..    عاجل/ القسّام تفجّر نفقا بقوة تابعة للاحتلال في رفح.. والأخير يعلن عن قتلاه    قريبا ..مياه صفاقس المحلاة ستصل الساحل والوطن القبلي وتونس الكبرى    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    تونس ضيف شرف مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بمصر    البنك المركزي التركي يتوقع بلوغ التضخم نسبة %76    عاجل/ إندلاع حريقين متزامنين في جندوبة    الكاف: عروض مسرحية متنوعة وقرابة 600 مشاركا في الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    القطاع الغابي في تونس: القيمة الاقتصادية وبيانات الحرائق    رادس: إيقاف شخصين يروجان المخدرات بالوسط المدرسي    اليوم: فتح باب التسجيل عن بعد بالسنة الأولى من التعليم الأساسي    بلطة بوعوان: العثور على طفل ال 17 سنة مشنوقا    الأمطار الأخيرة أثرها ضعيف على السدود ..رئيس قسم المياه يوضح    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    بطولة روما للتنس: أنس جابر تستهل اليوم المشوار بمواجهة المصنفة 58 عالميا    لهذه الأسباب تم سحب لقاح أسترازينيكا.. التفاصيل    دائرة الاتهام ترفض الإفراج عن محمد بوغلاب    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    بسبب خلاف مع زوجته.. فرنسي يصيب شرطيين بجروح خطيرة    عاجل/ مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص شراء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار..    أضحية العيد: مُفتي الجمهورية يحسم الجدل    المغرب: رجل يستيقظ ويخرج من التابوت قبل دفنه    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    نبات الخزامى فوائده وأضراره    اللغة العربية معرضة للانقراض….    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن واقع الصحة في عاصمة الشرق الجزائري
نشر في الفجر نيوز يوم 08 - 05 - 2008

فيما تعددت الهياكل الصحية و استهلكت الملايير..الإصلاح الصحي في قسنطينة يبحث عن إصلاح جديد و سياسة صحية جديدة
إعداد علجية عيش الفجرنيوز : خاص www.alfajrnews.net
تعددت الهياكل الصحية و المستشفيات الجامعية و الجوارية في مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري و استهلكت الأموال الطائلة استنزفت خزينة الدولة، و رغم سعي الوزارة المعنية على وضع سياسة جديدة و إيجاد صيغة جديدة من أجل تطوير وتوحيد الخريطة الصحية حتى تتماشى مع المقاييس المحددة عالميا، وبهدف تقريب الصحة من المواطن، لكن المشاكل كما هي بل زادت تعفنا..

ويكفي الوقوف على بعض المصلحات الإستشفائة لمستشفى ابن باديس الجامعي لأخذ صورة مصغرة عن واقع الصحة في قسنطينة، وهو ما وقفت عليه صوت الأحرار في رحلتها التفقدية رفقة لجنة الصحة و البيئة للمجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة..، بعد يأسها من الالتقاء بمدير الصحة لولاية قسنطينة بحجة أنه لا بد من أخذ مواعيد و كأننا نريد الدخول إلى وكالة فضائية، و قد ساهم الإقبال الكبير للمرضى على المستشفيات و القطاعات الإستشفائية من مختلف الولايات و الرقابة و التفتيش في تسيب الطاقم الطبي و الإداري للهياكل الصحية و تنامي سياسة المضاربات و المزايدات في الصحة البشرية ..

إتلاف أجهزة كلفت الملايير و أخرى منعدمة
"الكافيترونle cavitron ضروري لعمليات فصل المخ

أول خطوة قمنا بها هي تفقد مستشفى الأطفال بالمنصورة و شهد هذا الأخير حالة مزرية لاسيما المخبر و قاعات المرضى و الزائر لمستشفى المنصورة يلمس لا محالة الوضع الكارثي الذي آل إليه هذا المستشفى بعدما طالته أيادي التخريب و الفساد و التلاعب بالصحة البشرية التي تعتب عاملا مهما في حياة الإنسان ورأسماله الوحيد..
الأوضاع التي يعيشها أطفال مستشفى المنصور يؤكد غياب الجهة المسؤولة عن الإطلاع عما يحدث داخل المستشفى من تسيب و إهمال و الفوضى خاصة المخبر و غياب التنسيق بين الطاقم و الإداري رغم التعداد الهائل للمستخدمين، المخبر يبدو مكان للوقوف على ألطلال نتيجة من لحقه من أوساخ لاسيما على مستوى المرحاض و الرائحة الكريهة المنبعثة منه و كذا المياه القذرة المتدفقة داخل المخبر خاصة مع تواجد أجهزة خاصة بتحليل البصاق بمحاذاة المرحاض قد يشكل العدوى لمستخدمي المخبر ناهيك عن تعرض العديد من الأجهزة إلى التلف و الضياع باعتراف من مدير المستشفى الذي نصب حديثا على رأس المستشفى ، علما أن طاقة المستشفى تقدر بما يفوق عن 60 سريرا وقد شكل ضيق القاعات اكتظاظا كبيرا أمام تواجد الأمهات المرافقات للأطفال المرضى و ما يزيد من استياء الزائر هو تحويل قاعات المرضى هو تحوله إلى مطعم مما ساهم بكثير في انتشار الأوساخ داخل القاعات، إلى جاني الغياب الكلي لحق الطفل في متابعة برنامجه الدراسي داخل المستشفى و وسائل ترفيهه..و من الأجهزة الضرورية المفقودة في الجزائر..
و حسب الدكتور عبد الله بن أعراب رئيس لجنة الصحة و البيئة بالمجلس الشعبي الولائي و خلال زيارتنا مصلحة مرضى الأعصاب بنفس المستشفى و ما لوحظ على هذا الأخير غياب الجهاز الخاص بعملية فصل "المخ" دون المساس بالخلايا العصبية، و قد اثر غيابه بالسلب في كثير من الحالات كونه يكلف بالعملة الصعبة ، و نفس الشيء بالنسبة لمصلحة مرضى السرطان التي تعاني من نقص كبير في الأجهزة رغم الإقبال الكبير للمرضى من مختلف الولايات حتى من وهران و تلمسان، و حسب المعلومات التي استقيناها يكلف الجهاز الواحد ما يفوق عن 02 مليار سنتيم، علما أن عدد المرضى الذين يقبلون على مصلحة مرضى السرطان بمستشفى قسنطينة يصل الى 400 مريض في اليوم الواحد فقط..

مرضى مستاءون و هم يبحثون أين الطبيب

وبمصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن باديس الجامعي تقف على واقع مرير فقد تعددت المشاكل بهذه المصلحة أغلبها غياب ألأجهزة الطبية و إن وجدت هذه الأخيرة فهي جلها معطلة لاسيما الأجهزة الخاصة بتحليل غازو ميتري و هذا راجع إلى عياب المادة الخاصة بهذه التحاليل كونها غير متوفرة فيلا السوق الوطنية، حيث يتم استيرادها من ألمانيا و تفوق تكلفتها ال: 600 مليون سنتيما، ولم يكن على الطاقم الطبي سوى الركون للسلبية، زيادة على ذلك فقد طبعت المصلحة الفوضى و اللامبالاة على مستوى مصلحة ألإنعاش التي تكاد أن تتحول إلى شبه قمامة لوجود الصدأ و تجمع الأوساخ بها، كذلك رداءة الأفرشة مما يساهم بكثير في انتشار العدوى من مريض لآخر و ألسباب تعود إلى عطب الأجهزة بمصلحة غسل الملابس ، أما الطاقم الطبي فقد ضرب بأخلاقية المهنة عرض الحائط و ذلك بعدم احترام مواعيد الفحوصات و المراقبة الطبية للمرضى أو التزام بشروط العمل الطبي و أدناها ارتداء المئزر و هو الظاهرة التي وقفنا عليها مع الطبيب المدعو ( غ.ع.ع) ، و نسي هؤلاء أن مفهوم الاستعجالات الجراحية معناها التدخل السريع و الفوري في إنقاذ المريض ، و كم وقفنا على الكثير من الحالات بهذه المصلحة و سمعنا ما رواه المرضى و نذكر على سبيل المثال أحد المرضى من ولاية عنابة الذي كان مبعوثا الى قسنطينة من أجل إجراء عليه عملية جراحية مجانا بعدما عجز عن دفع حقوق العملية في مستشفى عنابة و التي حددها الطبيب الجراح ب 20 ألف دينار ناهيك عن التباطؤ في عمليات التخدير للمريض، في حين عمد أحد الأطباء إلى غلق مصلحة الأمراض الصدرية بقصد توجيه المرضى إلى إحدى قريباته لإجراء عندها الأشعة مقابل مبلغ 04 آلاف دينار و هي أمثلة بسيطة عن التجاوزات التي تحدث بمصلحة الاستعجالات التي يسيرها البروفيسور حساني، دون أن يقوم هذا الأخير بأي إجراء ردعي تجاه هؤلاء الذين حولوا من مهن الطبيب و المريض إلى سوق للبزنزة، و ليت ألأمر وفق إلى هذا الحد، فقد كشف لن هذا أحد النقابيين على تعيين أناس غير مؤهلين للسهر على صحة المريض بهذه المصلحة، "عمال" يمارسون مهام "الممرض" خاصة في مجال العلاج بالجبس plâtre ..

نقص كبير في المخابر..

وهو ما تعانيه مصلحة أمراض القلب التي تستقبل أكثر من 1300 مري سنويا، يمثلون 50 بالماء من خارج الولاية و تتوفر على أكثر من 78 سرير و نظرا للإقبال الكبير فالمصلحة تعاني من ظاهرة الاكتظاظ نظرت للإقبال الكبير لا تقدر على توفير عدد كبير من الأسرة ، و أمام افتقارها لمخبر لإجراء التحاليل فقد عرفت المصلحة تضارب في نتائج التحاليل المخبرية ما استوجب على رئيس المصلحة أن يطلب من الجهة الوصية على ضرورة تدعيم المصلحة بمخبر مصغر..
مسئول مدى الحياة A Vie

نفس الشيء يحدث على مستوى مصلحة جراحة الأعصاب بذات المستشفى حيث نجد مرحاض واحد يتقاسمه الطاقم الطبي للمصلحة المرحاض مع المرضى، و رغم أشغال تهيئة هذه المصلحة التي أجريت عليها مؤخرا من طلاء للجدران و ما شابه ذلك ، إلا أن المسؤول الأول عنها و هو البروفيسور عرّوف عمد الى تهميش قسم الإنعاش رغم حساسية هذا القسم بحيث بقي هذا القسم يعاني من التدهور، و غياب أدنى العناية به لا من حيث النظافة ولا من حيث تجديد الأجهزة و وسائل العمل، ناهيك عن عمليات السرقة التي تحدث بين الحين و الآخر و ما تزال بعض الملفات طي النسيان دون أن يتطرق إليها الطاقم ألإداري مثل قصة جهاز التلفزيون الملون من مكتب رئيس المصلحة دون إحداث أي تكسير في باب المكتب، و الثمن الذي دفعه طاقم المصلحة ككل جراء عملية السرقة و ذلك حسب أحد النقابيين بخصم مبلغ 2000 دينار من رواتبهم الشهرية دون إجراء أي تحقيق لمعرفة الفاعل، رغم أن الجميع يعرف الفاعل دون أن يتحرك أحد من مستخدمي المصلحة بالحديث..

غياب العقلانية في توزيع المستخدمين

و ما يحدث على مستوى مصلحة جراحة الأعصاب حدث و لا حرج، و يكفي الوقوف على ما قام به مسؤول الأطباء من تجاوز للأطر المهنية الطبية خاصة في قسم ألإنعاش حيث قام هذا الأخير بطرد أطباء التخدير و تحويل أماكن جمع النفايات الإستشفائية الى مرحاض خاص به وحده أين اضطر الطاقم الطبي و الشبه الطبي الى رمي هذه النفايات داخل المصلحة، إلى جانب غياب العقلانية في توزيع المستخدمين الشبه الطبيين من قبل مدير تسيير الموارد البشرية ، فعلى سبيل المثال نجد في مصلحة الأعصاب ممرض واحد يقوم بعلاج 30 مريض، و ممرض واحد في الطب الداخلي يشرف على معالجة 50 مريض، و قد خلق هذه الإجراء العديد من المشاكل داخل المصلحات لاسيما و عدد الشبه الطبيين في المستشفى الجامعي ابن باديس يفوق 254 ألف إطار..

فيما استهلكت أكثر من 150 مليار سنتيم في الدواء
مرضى محاصرون بين آلام المرض ومشقة البحث عن الدواء

لم تعد آلام المرض تسبب قلقا للمريض بقدر ما أصبح البحث عن الدواء "الداء" الإضافي المزمن للمرضى على حد سواء ، حيث يجد المريض نفسه محاصرا بين آلام المرض ومشقة البحث عن الدواء ، وهو ما دفع كثيرا من المرضي إلي إحضاره من الخارج مهما بلغ سعر الدواء ، خاصة أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، و لا احد يعرف أين المشكل و من المتسبب فيه أمام المظاهر المؤسفة التي نلاحظها على مستوى الصيدليات العمومية أو المركزية أم التابعة للقطاع الخاص، ل يعود المشكل الى ندرة المواد الصيدلانية لاسيما و العديد منها يستورد من الخراج و يكلف خزينة الدولة غاليا ، و قد كان هذا العامل الفضاء المتاح لتجار الأدوية في استعمال المحاباة و المحسوبية في توزيع الدواء، وهو السؤال الذي طالما ردده المرضى و هم يعيشون حالة التذمر و الاستياء لمعرفة المسؤول عن غياب الدوار أو نقصانه أو حتى انعدامه ، و إذا ما كانت حياة المواطن ستبقى بيد الوكلاء يتحكمون بها كما يشاءون ، بسبب تأخر وصول الكميات التي يقومون باستيرادها كما صرح العديد من الصيادلة..
للوقوف على الأسباب و معرفة الداء كان لنا لقاء مع مسئولة الصيدلية المركزية بالمستشفى الجامعي ابن باديس ، حيث كشفت لنا هذه الأخيرة عن معاناة المصلحة في استلام الأدوية المطلوبة و العراقيل التي تصادفها في الحصول عليها..، الرقم الذي كشفته المسئولة على المصلحة يبدو مذهلا جدا في الوقت الذي ما زال المرضى يشكون من انعدام الأدوية داخل المستشفى و حتى خارجه و كذا المواد الخاصة بالتحاليل و التشخيصات الطبية ، و قد استهلكت المصلحة ما يربوا عن 150 مليار سنتيم في استهلاك الدوار وحده لسنة 2007 ، منها 83 مليار سنتيم وجهت للمرضى المصابين بداء السرطان ، و تضاعف المبلغ خلال السنة الجارية 2008 بثلاث مرات نتيجة الطلب المتزايد على الدوار حتى من خارج المستشفى..

أدوية لابد من توفرها

وقد قادتنا الجولة التفقدية على مستوى المصالح الإستشفائية و الصيدلية المركزية بمستشفى ابن باديس الى معرف كم عدد الأدوية المفتقدة لاسيما و توفيرها يعتبر "إجباري" للغاية، و نخص بالذكر الدواء الخاص لعلاج مرض الربو لاسيما " سيريتايد ديسكيس Seretide Diskus الذي ما زال يعرف نقصا كبيرا في سوق الأدوية الوطنية، خاصة وهو يستعمل لصالح مرضى الربو ابتداء من سن الرابعة، جاء هذا الدواء بديلا عن الدواء القديم الذي يحتوي على سائل علاجي أو ما يسمى بالبخاخة و بالفرنسية يعرف باسم " فانتولين" المضاد للربو، و الذي أثبتت الدراسات تأثراته السلبية على المريض و تقدر قيمته ما بين ى2500 إلى 04 آلاف دينار و هو ليس في متناول كل المرضى كون أغلبهم من الطبقة الوسطى المحدودة الدخل..
الجدير بالاهتمام بمرضى الربو هو أن هذه الشريحة ما تزال تفتقر الى مصحات خاصة، ماعدا المركز المتواجد بشارع رحماني عاشور المعروف بباردو ، و يعرف هذا الخير إقبالا كبيرا للمرضى من مختلف المناطق حتى من خارج الولاية، و من خلال الأرقام المحصل عليها فقد بلغت طاقة استقبال هذا المركز أكثر من 770 مريض لسنة 2007 مصاب بالسل و الربو منها 70 حالة جديدة في السل و من خلال الإقبال المتزايد وصل عدد المرضى الوافدين لهذا المركز مع بداية السنة الجديدة 2008 حوالي 750 مريض بالسل، بغرض إجراء الفحوصات الطبية و 425 مصاب بالأمراض التنفسية منهم 55 مريض بالربو يخضعون باستمرار إلى المراقبة الطبية ، إلى جانب التحاليل و الأشعة و التي تتجاوز في اليوم 44 حالة..
كذلك غياب "التروبونين" trauponine بمصلحة الاستعجالات الجراحية منذ أشهر عديدة، لاسيما و فقدانه يؤدي إلى مضاعفة الصدمات القلبية، و قد ينتهي بالمريض إلى الإصابة بسكتة قلبية و بما أن هذه المادة ضرورية جدا في مثل هذه الحالات فالمصلحة تضطر إلى إجراء التحاليل بالمخبر المركزي، غير أن المشكل ما يزال عالقا كون ساعات توقيت العمل بالمخبر المركزي لا يتناسب مع ساعات توقيت العمل بهذه المصلحة، و قد سبق و أن أرجع الدكتور بن معطي غياب هذه المادة إلى تماطل المسئولين محملا في ذلك الجهة المسؤولة عن توفير الدوار لما يحدث للمرضى..

وقد استوجب على طاقم اللجنة الولائية للصحة أمام هذه الحالات مواصلة رحلتها للوقوف التفقدية للإطلاع على المشاكل التي تعانيها مصلحة أمراض القلب بالمستشفى..، حيث لوحظ كذلك نقص كبير في توفير الأدوية، لاسيما الخاصة بعلاج المريض عند انسداد شرايين القلب، علما ان المصلحة تجري في اليوم ما يفوق عن 03 عمليات جراحية لمعالجة انسداد شرايين القلب، غير أن المصلحة لا تلقى إلا جرعة واحدة من ال " أكتيليز actilyse " في اليوم و اضطرت المصلحة في هذه الحال استعمال "الستريبتوتيناك" من الجيل الأول، ناهين عن النقص الكبير في آلات المراقبة..، و أمام تصريحات المسئولين المتناقضة أشارت رئيس الصيدلية المركزية بمستشفى ابن باديس الجامعي إلى المضاربات و المزايدات في توزيع الدواء، إلى جانب التأخر في الحصول عليه كون المصلحة تتعامل مع موردين خواص و تستغرق عملية التمويل أشهر عديدة..
وقد عملت الولاية على تقديم أدنى الحلول بإنجاز المشاريع و الهياكل الصحية المجهزة سواء المستشفيات النهارية أو المؤسسات الصحية الجوارية بعد فصل هذه ألأخيرة عن المستشفيات من خلال المادتين 06 و 25 من المرسوم رقم 07/ 140، و هذا بهدف تقريب الصحة من المواطن لاسيما المتعلقة بالأمراض المزمنة كالسكري و مرضى الربو و غيرها ، علما أن مرضى السكري يصل عددهم إلى ال: 15 ألف مصاب بالسكري و 777 مريض مصاب بالربو، و هي منهجية جديدة اتبعتها مديرية الصحة لولاية قسنطينة من اجل التكفل بالمرضى المزمنين..
وقد فتحت المؤسسة الصحية الجوارية بحي التوت لهذا الغرض ، و كذا المساهمة في تحسين الخدمات الصحية وتخفيف الضغط على المستشفيات الكبرى، إلا أن الإقبال حسب ما أكدته بعض المصادر العاملة في القطاع يبدو قليل جدا ، و هذا بسبب غلاء الكشوف أو الفحوصات الطبية التي تصل إلى 350 دينار للكشف الواحد ، وذلك خارج عن التحاليل التي يطلبها الطبيب من المريض و هي لا تختلف عن الأسعار المعمول بها في القطاعات الخاصة، ناهيك عن رداءة الفحوصات الطبية التي يجريها أطباء القطاع العمومي ، حيث يلجأ هذا الأخير على ملأ الوصفة الطبية من خلال الحديث الشفهي مع المريض دون إجراء عليه أي فحوصات، و هي سلوكات لوحظت على مستوى القطاعات الصحية العمومية، و كم هي الأخطاء التي وقع فيها الأطباء نتيجة عدم الفهم الجيد لحالة المريض الصحية و من أي آلام يشكوا..
أما مشروع التوسيع في مستشفى أطفال المنصور الذي انطلق في سنة 2006 فما يزال كما هو ، رغم ما استنزفه من أموال تفوق 08 مليار و 600 مليون سنتيم ، و هي تكاليف خارجة عن تكاليف تجهيزه حيث و من المنتظر أن يسلم هذا ألخير في غضون شهر جويلية المقبل..


"الصدمات القلبية" الأمراض الأكثر انتشارا
في قسنطينة و الرجل الأكثر تعرضا

أما عن الأمراض الأكثر انتشارا في ولاية قسنطينة فقد أشار الدكتور عبد الله بن أعراب هي أمراض الصدمات القلبية ، و ظهور هذه الأمراض حسب بن أعراب تعود إلى تغيير نمط الأغذية و النقص الكبير في الحركات، لاسيما و هي تعتبر الأكثر تسببا في الوفيات، لأنها تؤدي إلى إعاقة عمل عضله القلب كمضخه لضخ الدم في الجهاز الدوري، كما يعد الرجل الأكثر تعرضا للإصابة بالصدمات القلبية مرتين على المرأة ، كون هرمون المرأة يقوم بحمايتها من هذا المرض تليها الأمراض الجرثومية و في المرتبة الثالثة السرطان بأنواعه سواء الجلدي أو الرئوي و المعدي، و أضاف الدكتور بن أعراب أن الخطر الذي أصبح يهدد الصحة العمومية هو ظهور الليشمانيوز" الذي بدأ يأخذ له انتشارا واسعا عبر الوطن نتيجة التنقل السريع للعدوى..
وفي الأخير يبقى قطاع الصحة إحدى المعضلات الكبرى التي يعاني منها المواطنون، ويحتاج إلى إستراتيجية وطنية شاملة وآليات صارمة لتطبيقها، في انتظار تطبيق القانون الجديد الذي سيسمح بتنظيم واستغلال أفضل للمؤسسات الصحية والمراكز الاستشفائية التي وعد بها وزير الصحة "عمار تو" في لقائه ألأخير مع النواب..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.