استاذ موارد مائية يحذر من زلزال إثيوبيا وتداعياته على ليبيا و السودان    الداخلية: "الإجراء" ضد أحد المحامين جاء بعد معاينة جريمة "هضم جانب موظف عمومي أثناء آدائه لمهامه"    مجلس وزاري مضيق حول مشروع قانون أساسي يتعلق بتنظيم الجمعيات    عاجل: الإذن بالاحتفاظ بالمحامي مهدي زقروبة    المعهد الوطني للاستهلاك: توجه الأسر 5 بالمائة من إنفاقها الشهري إلى أطعمة يقع هدرها    سيدي بوزيد: توقّعات بارتفاع صابة الحبوب بالجهة مقارنة بالموسم الماضي    اصدار بطاقة ايداع في حق سنية الدهماني    موقعا قتلى وجرحى.. "حزب الله" ينشر ملخص عملياته ضد الاحتلال يوم الاثنين    الصحة الفلسطينية: القصف الإسرائيلي على غزة يُخلّف 20 شهيدا    فرنسا.. 23 محاولة لتعطيل مسيرة الشعلة الأولمبية على مدى أربعة أيام    كاس تونس لكرة القدم : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    اتحاد تطاوين - سيف غزال مدربا جديدا    على خلفية حادثة حجب العلم الوطني بالمسبح الاولمبي برادس ... فتح بحث تحقيقي ضد 9 أشخاص    صفاقس: الإذن بفتح بحث تحقيقي في ملابسات وفاة شاب عُثر عليه ميّتا في منزله بطينة (الناطق باسم المحكمة الابتدائية صفاقس 2)    مصدر قضائي: الإذن بإيقاف شخصين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل شبهة القتل العمد مع سابقية القصد    مصالح الحرس الديواني تحجز خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024 كميات من البضائع المهربة ووسائل النقل قيمتها الجملية 179 مليون دينار    تشكيات من تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    القصرين : عروض الفروسية والرماية بمهرجان الحصان البربري وأيام الإستثمار والتنمية بتالة تستقطب جمهورا غفيرا    وزارة الشؤون الثقافية: الإعداد للدّورة الرّابعة للمجلس الأعلى للتعاون بين الجمهورية التونسية والجمهورية الفرنسية    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    سليانة: تقدم عملية مسح المسالك الفلاحية بنسبة 16 بالمائة    جراحو القلب والشرايين يطلعون على كل التقنيات المبتكرة في مؤتمرهم الدولي بتونس    في معرض الكتاب بالرباط.. احبها بلا ذاكرة تحقق اكبر المبيعات    كرة اليد.. تحديد موعد مباراتي نصف نهائي كأس تونس    وزارة الصحة تنتدب 3000 خطة جديدة خلال السداسي الثاني من 2024    طقس الليلة.. امطار متفرقة ورعدية بعدد من الجهات    ''قطاع التأمين: ''ندعم قانون المسؤولية الطبية.. فلا بد من تأطير قانوني    سعيّد: "أكثر من 2700 شهادة مدلّسة.. ومن دلّسها يتظاهر اليوم بالعفّة"    وزير الفلاحة: مؤشرات إيجابية لتجربة الزراعات الكبرى في الصحراء    سوسة: سائق سيارة تاكسي يعتدي بالفاحشة على قاصر    بنزرت: ضبط ومتابعة الاستعدادات المستوجبة لإنجاح موسم الحصاد    البنك التونسي ينفذ استراتيجيته وينتقل الى السرعة القصوى في المردودية    المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: الشركة التونسية للبنك تدعم مقاربة الدولة للأمن الغذائي الشامل    معين الشعباني: سنذهب للقاهرة .. كي ندافع عن حظوظنا مثلما يجب    من هو وزير الدفاع الجديد المقرب من فلاديمير بوتين؟    عاجل : الكشف عن وفاق اجرامي يساعد الأجانب دخول البلاد بطرق غير قانونية    الكرم: القبض على افريقي من جنوب الصحراء يدعو إلى اعتناق المسيحية..وهذه التفاصيل..    مغني الراب سنفارا يكشف الستار : ما وراء تراجع الراب التونسي عالميا    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    5 جامعات تونسية تقتحم تصنيفا عالميا    تفاصيل جديدة بخصوص الكشف عن شكبة إجرامية دولية للاتجار بالمخدرات..#خبر_عاجل    مسؤولة بالستاغ : فاتورة الكهرباء مدعمة بنسبة 60 بالمئة    وفاة أول متلقٍ لكلية خنزير بعد شهرين من الجراحة    نائبة بالبرلمان : '' سيقع قريبا الكشف عن الذراع الإعلامي الضالع في ملف التآمر..''    راس الجدير: ضبط 8 أفارقة بصدد التسلل إلى تونس بمساعدة شخص ليبي..    بطولة ايطاليا: تعادل جوفنتوس مع ساليرنيتانا وخسارة روما أمام أتلانتا    المالوف التونسي في قلب باريس    دربي العاصمة 1 جوان : كل ما تريد أن تعريفه عن التذاكر    مصر: انهيار عقار مأهول بالسكان في الإسكندرية وإنقاذ 9 أشخاص    نتنياهو: نناقش "نفي قادة حماس.."    بين الإلغاء والتأجيل ... هذه الأسباب الحقيقة وراء عدم تنظيم «24 ساعة مسرح دون انقطاع»    دراسة تربط الوزن الزائد لدى الأطفال بالهاتف والتلفزيون..كيف؟    مئات الحرائق بغابات كندا.. وإجلاء آلاف السكان    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع :الروائية التونسية المثيرة للجدل آمال مختار
نشر في الفجر نيوز يوم 10 - 05 - 2008

حوار مع :الروائية التونسية المثيرة للجدل آمال مختار
الحرية أولاً.. والخبز ثانياً
وضعوا أسطراً حمراء تحت اسمي.. وهذا ظلم كبير لي فتجربتي بعيدة عن الإثارة المجانية
الرقيب لا يعنيني نهائياً.. وكان ردي علي منع الكرسي الهزاز إصدار أربعة كتب أخري
جائزة نوبل فقدت نكهتها الحقيقية إلي أن حادت عن استقلاليتها
تونس : إشراف بن مراد: تعتبر آمال مختار من أعلام التجديد في الكتابة القصصية في تونس . ويري النقاد أنّها من أبرز ممثلات المحاولات النسائية الجريئة في معالجة الواقع وفي متابعة اختلاف القيم وتيّاراتها المتضادّة. ولعلّ أبرز هاجس في أعمالها هو التحرّر والبحث عن جوهر المفاهيم والعلاقات في الواقع الجديد المعقّد عموما، وفي ما يتّصل بشخصية المرأة علي وجه الخصوص.
ولدت آمال مختار سنة 1964 بتونس. وقد درست العلوم الطبيعية واشتغلت بالصحافة في مجال الثقافة منذ سنة 1985. ومنذ تلك السنة بدأت الكتابة القصصية ونشرت باكورة محاولاتها في بعض الصحف والمجلات الأدبية. وللإشارة أحرزت الروائية آمال مختار جوائز أدبية نذكر منها جائزة وزارة الثقافة للإبداع الأدبي لسنة 1994.
سنة 1993، صدرت روايتها الأولي نخب الحياة في بيروت.ثم صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان لا تعشقي هذا الرجل لتتتالي في مرحلة لاحقة إصداراتها التي أثبتت فيها تميّزها وقدرتها علي التجديد كهاجس فكري وفنيّ. ونشرت لها مؤخرا رواية أخري بعنوان الكرسيّ الهزّاز سلطّت فيها الضوء علي مأساة فتاة عانت الاغتصاب.
الراية التقت المبدعة آمال مختار، فكان الحوار التالي:
# تعتبرين من أبرز ممثلات المحاولات النسائية الجريئة في معالجة الواقع في متابعة اختلاف القيم وتياراتها المضادّة. فإلي أيّ درجة تكونين حرّة عند الكتابة؟
تعريفي مسؤولية كبيرة جدّا بالنسبة إلي امرأة تكتب في بلاد عربية، فكأنّ الكتابة والمرأة ضدّان.الكتابة بالنسبة لي شخصيا تعني شدّة الحرية. بينما الكتابة في بلاد عربية تعني الصمت والمسكوت عنه، الدوران حول الموضوع، محاولة البحث فيه لكن علي مستوي الهامش دون التعمق في لبّه وصلبه وهو ما يعنيني تحديدا.
بالنسبة إليّ، الكتابة مسؤولية خطيرة جدّا لأنّها ليست مرتبطة باللحظة الآنية فقط لأنها فعل خالد وهذه هي الخطورة التي علي الكاتب أن يعيها جيّدا ويعرف ماذا سيكتب. لذلك فإنّ المرأة عندما تكتب هي تكتب من أعماق ذاتها، تكتب تجربتها وتجربة مثيلاتها وتكتب عن الرجال الذين حولها،إنها تكتب الإنسان بشكل عام وتكتب المجتمع الذي تعيش فيه وهي بشكل من الأشكال تؤرخ للمرحلة التي تعيشها.
وإذا كان التاريخ دائما يوصف بأنّه مرتبط بأمزجة المؤرخين وبأمزجة اللحظة التي دوّن فيها والتي عادة ما تكون مرتبطة بقرار سياسي وبسلطة ما فإنّ الرواية تكتسب عمقها وعلاقتها بالتاريخ من كونها مرتبطة بمبدع فنّان يري الأشياء بشكل مختلف عن السياسي وعن صاحب السلطة.وبالتالي فإنّه سيكتب التاريخ الحقيقي لهذه المجتمعات. لذلك، أعتبر أنيّ عندما أكتب فأنا لن أضيف علي مستوي الموضوع لأنّ كلّ ما يهم الإنسان قد كتب منذ بداية الحياة وبأشكال وطرق وأساليب مختلفة. ربما إضافتي الصغيرة التي أستطيع أن أعتبر أني قدّمتها هي في الخوض في ما نعيش ونتألم ونبكي من أجله لكننّا لا نجرؤ علي القول والخوض فيه علنا.
في هذا الهامش الصغير تكمن إضافتي الصغيرة وأمارس حريتي علي الصفحات. هي حرية ثمنها باهظ جدّا لأنه عندما تكتب وتكون صادقا فعلا تنسي الآخرين وتنسي الرقيب وتحارب رقيبك الذاتي لأنّ ما سيخرج لن يرضي الجميع سيرضيهم في صمتهم في علاقاتهم الحميمة مع الكتّاب والنصّ والرواية. لكن علي مستوي الموقف العام ستكون منبوذا ووحيدا. وأنا شخصيا عشت هذه التجربة ولا زلت أعيشها. فكل أصدقائي يقرؤون رواياتي بإقبال وبحب شديدين ويتصلون بي عبر الهاتف ويمتدحون هذه الأعمال وأنا أحسّ نبرة الصدق في صوتهم لكنّهم لا يجرؤون علي الفضح والكتابة والإعلان لأنّ الكتابة موقف وللأسف هناك من لا يجرؤ علي أخذ هذه المواقف.
# إلي أي درجة يمكن أن تغيّر الرقابة من توجه الكاتب بصفة عامة وآمال مختار بصفة خاصة؟ أي إلي أي درجة يمكن للمسكوت عنه أن يضع حدودا وخطوطا حمراء أمام المبدع؟
أعتقد أنّ الكتابة هي طريقة للمعالجة فهي دواء النفس المريضة. لكن عندما يضع الكاتب في ذهنه الرقيب فإنّه سيصاب بالخوف والارتباك لأنّه سيري الرقيب متجسدا في شكل مرعب. والحقيقة هو مجسّد في صورة كل ما يمثّل المجتمع وبالتالي سيعود الكاتب إلي نصّه يشطب ويشطب، هذا إذا كانت علاقته بالرقيب الذاتي أولا علاقة جيدة لأنّ هناك الرقيب الذاتي والرقيب الآخر. وفي الحقيقة هذه العملية تبدأ بالرقيب الذاتي وهو مرتبط أساسا حسب اعتقادي بتكوين الكاتب، بطفولته كيف عاش وكبر فهذه الفترة هي التي تشكّل أساسات الشخصية والجذور الأساسية التي تنبني عليها الشخصية النفسية للكاتب. ومن ثمّة، هناك كاتب لديه شخصية فيها رقيب ذاتي منطلق غير فاعل وهناك نوع وهم الأغلبية للأسف كتّاب الرقيب الذاتي بالنسبة إليهم هو صورة أخري من صور الرقيب الذي يسكن في أعماقهم وبالتالي لا تضيف كتاباتهم أي شيء وأنا أقول إذا لم يستطع الكاتب أن يقدم شيئا كبيرا للقاريء عليه أن يحثه علي السؤال علي الأقل،وهي خطوة لتحريك هذا الصمت والمسكوت عنه.
فأنا أعتبر الرقيب الذاتي أخطر من الرقيب الآخر فربما تستطيع أن تحارب الرقيب وكلّ الأذي الذي يسلطه علي النصّ وعلي شخصية الكاتب. لكن هل تستطيع أن تحارب رقيبك الذاتي. والسؤال هنا يدعو الكاتب إلي معالجة نفسه لأني شخصيا أعتقد أنّ الذي يكتب هو شخص مريض فكّل فنان هو شخص مريض وأقل هذه الأمراض شدّة الحساسية التي يعاني منها وقدرته علي رؤية التفاصيل التي لا يراها الآخرون... كل هذه الأشياء تجعله شخصا مريضا في المجتمع وبالتأكيد أمراضه نفسية وبالتالي سيحاول أن يبرز هذه الأمراض علي شكل إبداع.شخصيا حاولت أن أقتل رقيبي الذاتي تماما لكنّه يظلّ موجودا في أعماقي لأني لا أستطيع أن أتخلي نهائيا عن عائلة ومجتمع انتمي إليه.
# كيف هي علاقتك بالرقيب؟
لا يعنيني الرقيب الآخر نهائيا ولا أضعه في اعتباري نهائيا فهو حرّ أن يحجز ويفعل ما يشاء والدليل تجربة كتابي الذي حجز منذ سنة 2002 الكرسي الهزّاز ولم أحرك ساكنا بالعكس أنا أجبته بالكتابة فأصدرت أربعة كتب بعد الكرسي الهزاز وكنت أؤمن إيمانا شديدا أنّ الزمن كفيل بتغيير بعض الأشياء وبأن الحراك العالمي الذي يحدث سيمّس بالتأكيد أي شيء يحدث في زاوية صغيرة في مكان ما..لذلك خرج هذا الكتاب دون أدني مجهود مني وكان ذلك إثر الإعلان الذي قام به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للإفراج عن كل الكتب. أنا أدعو إلي ضرورة ترك قضية الرقابة للقضاء وأعتقد أنّه الحلّ الأمثل لأني أعتبر أنّ كل كاتب يكتب لابدّ أن يكون لديه حدّ أدني من المسؤولية تجاه الآخرين فلا أعتقد أن الكاتب يكتب لإيذاء الآخرين.
# يري النقاد أنّ اسم آمال مختار ذاع صيته في مجال كتابة القصة منذ صدور روايتك الأولي نخب الحياة سنة 1993 في بيروت .لماذا الانطلاقة الأولي كانت من بيروت؟
كانت صدفة ففي الحياة أنا أؤمن إيمانا شديدا أنّ الإنسان محكوم بقدر ربما هو يعتقد أنّه يستطيع أن يسيطر علي حياته أو يختار لكنه وهم من بين الأوهام الجميلة التي نعيشها لأنه عندما نفقد علاقتنا المبهمة بالوهم، بوهم أننا نختار، يصبح الإنسان غير فاعل ولا يملك إرادة أو قوة للمواجهة. وللأسف فإنّ الكتّاب والأدباء والفنانين هم أول الذين يتمسكون بالوهم والخدعة وهناك من يقول وعيك بهذا الوهم يفقدك الإيمان به والحماسة إليه ويفقدك عواطفك تجاهه وبالتالي تفقد ما يمكن أن نسميه بالسعادة.
وقد نجحت في أن أكشف مبكرا عن كل الأوهام وربما من هنا جاء شقائي النفسي وهو ما تمثله متعة الكتابة بالنسبة إلي علي الأقل هي تمنحني فرصة إعادة بناء عوالم حسب رؤيتي وتفكيري وبالحرية التي لا أستطيع أن أعيشها في المجتمع.
# في نخب الحياة، البطلة امرأة تونسية تتحدي التقاليد وتسافر بحثا عن الحرية الكاملة،لماذا هذا التركيز علي الحرية؟ هل هي أم القضايا بالنسبة إلي المرأة؟ ألا توافقينني القول إنّ المرأة قد جعلت من هذه القضية حصنها الذي تحول إلي سجن تقوقعت فيه في حين أنّ هناك قضايا أخري؟
أعتقد أنّ حدس المرأة الكاتبة أو غير الكاتبة حدس صحيح وأنا من الذين يؤمنون بالذكاء العاطفي للمرأة فهي تختلف عن الرجل في تكوينه وبنائه 0فهي تتمتع حسب عديد الدراسات والشهادات العلمية بصفات لا تتوفر لعديد الرجال هي هذا الذكاء العاطفي الذي يمنحها القدرة علي الحدس وحدسها غالبا ما يكون في مجاله.
وقد حدست المرأة أنّ أساس كل شيء هو الحرية.ومن ثمّة أنا لا أعتقد أنها تقوقعت داخله بل هي بصدد تهديم كل الحصون لأننا عندما نقول حصن نقول كبت وبالتالي تواصل المرأة بحثها عن الحرية عنها ونضالها من أجلها سواء من خلال كتاباتها أو من خلال أي مجال موجودة فيه.
أعتقد أنّ الحرية شيء أساسي فلا يستطيع الإنسان أن يكون فاعلا أو أن يضيف شيئا من غير حرية. وبالتالي حدس المرأة في مجاله صحيح لأنّ الحرية أهم شيء فهي أولا والخبز ثانيا.
# هناك من يتحدث عن الأدب النسوي هل توافقين هذه التسمية وهذا التقسيم أي هل هناك أدب نسوي وأدب رجالي؟ وماهو الأدب النسوي؟ هل هو ما تكتبه المرأة للمرأة أم أيضا ما يكتبه الرجل للمرأة؟
هنا أعود إلي ما قلته سابقا فالأدب الذي تكتبه المرأة هو أدب إنساني. شخصيا،أنا من الذين يؤمنون جيدا أنّ المرأة مرأة والرجل رجل،لست من حزب النسائيات اللواتي يدعون إلي اعتبار الرجل عدوا أو هو المتسبب الأساسي في ما يحدث للمرأة لكن بالعكس أعتقد أنّ الرجل هو وجه آخر من أوجه المعاناة التي تعيشها المرأة خصوصا والإنسان العربي وغير العربي عموما... فوضعية المرأة في مجتمعات أخري يمكن أن تختلف مظاهرها لكن في العمق رؤية المجتمعات إلي المرأة هي نفسها سواء في الغرب أو في الشرق... المرأة هي الكائن الضعيف فكما كانوا يعاملون العبيد يعاملون المرأة ربما تغيرت بعض الوضعيات نتيجة بعض الحركات كما حدث في أوروبا وفرنسا 1968. لكن في العمق المرأة مازالت تعاني من العنف علي الرغم من أنّ الغرب قد نجح في طرح الإشكال.
في تونس،نحن نتمتع بقوانين رائدة لكني سبق أن قلت إنّ هذه القوانين متقدمة جدا جدّا مقارنة بالواقع. فالعقلية هي التي يجب أن تتغير لأنها تعاني من التخلف والتأخر وهذا طبيعي لانّ تغير المجتمع لا يأتي بقرار وبشكل سريع ويمكن علينا أن ننتظر الأجيال القادمة حتي يطبقوا ما ورد في مجلة الأحوال الشخصية في تونس بشكل جيد.العقلية السائدة عقلية يحكمها القانون العرفي الذي أعتبره شخصيا أقوي بكثير من القانون الوضعي الموجود والمتطور جدّا.
إذن، المرأة والرجل علي حدّ سواء ضحية لمجتمع ذكوري ويجب علي المرأة التي تكتب أن تعي جيدا أنها يجب أن تدافع عن الرجل أيضا الذي يجب أن يقف إلي جانبها وليس أن تضعه كعدو.. علي المرأة أن تكتب كمرأة، أنا ضدّ من تقول أنا أكتب كرجل، لماذا تكتب كرجل وهي امرأة فالأنوثة نعمة من نعم الله والمرأة محظوظة بأنوثتها لذلك عليها أن تناضل حتي تبرز أنّ هذه الأنوثة شيء للإبحار وليس للعذاب والشقاء.
انطلاقا من تجربتي ومن خلال قراءاتي واطلاعي علي تجارب النساء أدركت أنّ إرادة المرأة لا تحاط بأي وضعية ..فعندما تقرر المرأة تستطيع وتنجح وتنجز ما قررت في المقابل هناك عديد من الرجال يعيشون وهم اللغة والكلام ولا يحوّلون ما يقولون إلي فعل وحقيقة
# ماهي الإضافة التي قدمتها المرأة إذن؟
بالتأكيد أنّ هناك بصمة لأنّ الرواية تؤرخ للمجتمع فعندما كتبت المرأة في تونس في بداية القرن العشرين كتبت في باب النضال ومناهضة الاستعمار وكانت القصص الأولي خجولة كما هي وضعية المرأة. وبعد الاستقلال جاءت مجموعة من الكاتبات كتبن ما أسميه الأدب التوعوي وهو الأدب الذي يوجّه المرأة ويساعدها علي الخروج من عزلتها وقوقعتها لاستدراجها لتطور المجتمع الذي جاء مع الاستقلال وكانت محاولات جريئة في تلك الفترة.
ثم جاءت محاولات أخري للخروج من هذه الفترة التاريخية، فبرزت أسماء قدّمن كتابة مرتجلة بعض الشيء إذ بدأت المرأة تعي أهميتها وقيمتها في المجتمع التونسي. وإلي حدّ سنة 1993 تاريخ إصدار روايتي الأولي كان عدد النساء الكاتبات قليلا جدّا لا يجاوز الست. وحسب إحدي الإحصائيات كانت رواية نخب الحياة الرواية السادسة أو السابعة من حيث الصدور. واعتبر الكثير من النقاد أنّ نخب الحياة شكّلت منعرجا في الأدب الذي تكتبه المرأة. ربما لأنه في هذه التجربة حاولت شخصيا أن أقدم صورة المرأة في تلك السنوات كما هي دون رتوش ودون الرقيب الذاتي الذي كان يحكم مجموعة من النساء سبقنني في الكتابة.
ثم تتالت التجارب وتطور عدد الروايات ليتجاوز 30 نصا روائيا في السنة الواحدة في حين أنّه كنّا علي مدي سنوات لا نصل إلي عشر روايات. وبالتالي الرواية تؤرخ بطريقتها للحراك الموجود في المجتمع. والمرأة حاليا ربما هي أكثر وعيا وجرأة خاصة المرأة التي تكتب. فهي علي بوابة المجتمع وهي التي لا بدّ لها أن تعلن ما يحدث في هذا المجتمع وتكون المبادرة حتي لو كان الثمن باهظا.
# خضت في أصناف عدة من الكتابة منها الصحفية، هل تعتقدين أنّ هناك صعوبات خاصة ربما لو كانت المرأة الكاتبة رجلا لما تعرضت إليها؟ ولماذا الكتابة الصحفية هل ترينها أكثر تبليغا وحرية؟
لقد اختلفت العراقيل التي تعيشها المرأة التي تكتب باختلاف الزمن والعصر. وهنا سأتحدث عن تجربتي الخاصة فأنا عندما غادرت في منتصف الثمانينات الجامعة واختصاصي العلمي. جئت إلي الكتابة بطريقة مرتجلة تدفعني الرغبة، العشق المجنون للكتابة فاعتقدت في وقت من الأوقات أنّ الصحافة هي المجال الذي سيسمح لي أن أعيش هذا الشيء الذي يكتمل في أعماقي.
لكن عندما دخلت لم تكن الطريق سهلة وهيّنة نهائيا،خاصة بالنسبة إلي امرأة تكتب باللغة العربية في المجال الثقافي التونسي علي الرغم من وجود صحفيات يكتبن في الثقافة باللغة الفرنسية.. لقد كانت الكتابة الصحفية بالنسبة إليهن أكثر سهولة لأنّ منطق اللغة الفرنسية أكثر لينا وعقلية مجتمع اللغة الفرنسية ربما هي أكثر تفتحا مقارنة بالمجتمع التونسي بشكل عام.
وعندما دخلت هذا المجتمع لم يكن الأمر هيّنا خاصة أني كنت منطلقة إذ كنت أؤمن بكل الكلام الذي كنت أقوله.. لم أكن أدعي خطاب الحرية وأمارس عكسه، كنت منطلقة في حياتي الخاصة وفي الوقت نفسه كنت محتفظة بإنسانيتي وكرامتي وشرفي لكن وجدت في المجتمع تقاليد غريبة فهو مثلا بالنسبة إليه امرأة في مقهي عمومي تجلس مع رجل بالضرورة هي صديقته الحميمة فالمجتمع في تلك الفترة لم يكن قادرا علي التفرقة بين الحياة العملية والعصرية التي فرضتها تطور الحياة وبين الأشياء الحميمة. وأنا إذ كنت أشكر شخصا فأنا أشكر عائلتي وبالخصوص والدي لأنه علّمني كيف أحمي نفسي فأكون واثقة بنفسي وتكون لدي القدرة علي الوقوف في مجتمع بكامل قواي وأفكاري ودون ذلك الخجل والارتباك الذي يصيب المرأة التي ما إن ينظر إليها الجميع حتي ترتبك وتفقد كلّ ما لديها من أفكار ولا تستطيع أن تجاهر بها.
وربما من هذا المنطلق تكونت هذه العلامة من تحت اسمي ثم بعد تجربة سنوات اكتشفت أنّ الصحافة لم تلب ما في أعماقي ما كنت أحتاجه وأنتظره. ثم جاءت صدفة علاقتي بسهيل ادريس بعد معرفة عن طريق الصحافة فشجعني ونشر لي رواية نخب الحياة لأنّه كان متأكدا من الموهبة التي في أعماقي.
وفي الكتابة الإبداعية وفي الرواية وجدت ضالتي وما أصبو إليه من حرية، من تحقيق للأفكار في بناء هذا العالم الذي أنا حاليا مكتفية ببنائه علي الصفحات.و لديّ كل القناعة والآمال أنّ ما أدعو إليه سيتحقق في سنوات قادمة، لست أدري متي بالضبط لكنّه سيتحقق، لأني مؤمنة أنّ أعماق الإنسان لا تتغير فهو دائما يصبو إلي الحرية والعدالة ولديه شوق كبير إلي حياة جميلة مفعمة بالحبّ والمشاعر الطيبة.
# ماذا أضافت الإذاعة الثقافية للمشهد الثقافي والإعلامي التونسي؟ ألا توافقينني القول إنّها قد كرّست نخبوية الثقافة؟
تمتّد تجربتي في الإذاعة إلي بداياتي التي تعود إلي منتصف الثمانينات. لكن الإعلام المكتوب أخذني.ومن ثمّة فإنّ عملي في الإذاعة الثقافية هو عودة فيها حنين للإذاعة خاصة وأنّي كنت أحلم دائما بإذاعة ثقافية. وقد وجدت هذا القرار صائبا وهو ليس نخبويا فوجود الإذاعة الثقافية ضروري في المجال الشاسع المتّسم بتعدد الإذاعات والقنوات التلفزيونية واتساع مجال الاختيار.
من هنا لابدّ للإذاعة الثقافية أن تكون حاضرة وأن يستمع إليها من يريد أن يستمع إليها بكامل حريته. وأعتقد أنّ ما نصبو إليه من تغيير العقلية في المجتمع لن يتحقق إلا عن طريق الإذاعات وعن طريق الإذاعة الثقافية بشكل خاص.
# منذ نجيب محفوظ لم يتوّج الإبداع العربي عالميا ما السبب؟
التجربة العربية مهمة جدا والأسماء المتميزة موجودة علي مستوي الإبداع العربي بكل تخصصاته لكن تظلّ الجوائز أشياء مرتبطة بأوضاع سياسية وبعلاقات ورؤي لأناس بأيديهم سلطة معينة. وأنا أعتبر أنّ الجائزة ليست دائما مقياسا بما في ذلك جائزة نوبل التي أعتبر أنها فقدت نكهتها الحقيقية إلي أن حادت عن استقلاليتها خاصة في السنوات الأخيرة التي أصبح فيها كل شيء مكشوفاً بفعل الثورة الرقمية.. ربما كنّا نعيش في نوع من الوهم، ربما كانت السلطة تحكم جائزة نوبل قديما لكننّا لم نكن ندرك ذلك لأنّها كانت تتم في الخفاء والصمت ولعل ذلك الوهم اكسب جائزة نوبل للآداب تلك القيمة التي آمنّا بها طويلا لكنّ أعتقد أنّ هذه الثورة فضحت الأشياء التي كانت تحدث في صمت .و الأكيد أنّ هذا جيّد لأن الصورة علي الأقل أصبحت أكثر وضوحا وشخصيا لا أعتبر الجوائز شيئا محددا لقيمة الإبداع، هي شيء عابر وقتي.. فهذه المجموعة اختارت أن هذا الكاتب كاتب جيّد ربما هو غير جيّد لدي مجموعة أخري.. إنها أمور نسبية بالنسبة إليّ شخصيا مقياس الإبداع ليس آنيا. فالنجاح الحقيقي هو عندما يسعي المتلقي نحو الإبداع إنّها شهادة بأنّ هذا الإبداع في طريقه إلي الخلود الذي يكتسب قيمته من مضمون النصّ الذي لابدّ أن يحتوي علي القيم التي لا تفقد قيمتها مع الزمن تماما كالذهب يظل محافظا علي بريقه طال الزمن أو قصر. فكل الكتاب الذين نحبهم ونقرأ لهم ونسعد باللحظات التي نجلس فيها مع كتبهم هم كتاب ذهبوا منذ آلاف السنين فالمتنبي شاعر أقام الدنيا ولم يقعدها إلي يومنا وكان له من الحدس والذكاء والرؤية الممتّدة في الزمن فامتدح نفسه بأبيات شهيرة جدّا لكنه ربما أيضا لم يكن يعي انه سيظل يعيش إلي يومنا هذا لأنه يمتلك تلك المادة الإنسانية التي لا تفقد بريقها بمرور السنوات وقس علي ذلك الكتاب الذين نحبهم ونقرأ لهم من كتاب عالميين اندثروا منذ سنوات هذا هو المقياس الحقيقي فهذا الخلود هو الأساس وهو الذي يغير العقلية وهنا تأتي مسؤولية الكتابة.
شخصيا، لا تجذبني الأشياء المزيفة التي تبدو براقة بما فيها هذه الجوائز وجائزة نوبل بالتحديد وهذا ليس غرورا.
# كيف ترين التجربة النسائية المشرقية في الكتابة؟
لا تبتعد التجربة النسائية التونسية عن الوضع العام في تونس فوضعية المرأة التونسية أفضل من عدّة نساء لأنّ الكتابة هي شكل من أشكال العراء .فالمراة التي تكتب تتعري بكامل وعيها والعراء الأعمق هو العراء النفسي.وهذا بالنسبة إلي المجتمعات الشرقية ثمنه كبير وباهظ جدّا لكن عندما يكون هذا العراء لتوعية المتلقي ورجّه من الأعماق وتحريك سواكنه فهذا جيّد وهو نوع من أنواع التضحية والنضال.
أما بالنسبة إلي تجربة المرأة المشرقية فأنا أري أنها ربما كانت ّأكثر حظّا لتكون أكثر انتشارا مقارنة بالمرأة المغاربية. وذلك لأنّ أغلب دور النشر الشهيرة هي دور مشرقية.لكن أريد أن أشير إلي تحوّل الكتابة النسائية إلي موضة فقد أصبحت دور النشر تتهافت علي نشر ما تكتبه النساء. إذ أصبحت تمة الجسد تحرك أقلام الكثير من النساء اللاتي رغبن فجأة في الكتابة. وهذا مرتبط بهذه الثورة الرقمية وهو ما جعل المرأة تسعي إلي الشهرة والبروز والجلوس تحت الأضواء.
وللأسف لقد وقعت المتاجرة بمسألة خطيرة جدّا في الكتابة وهي جسد المرأة في حين أنّ هناك نساء تناضل حقّا وتدفع ثمنا باهظا وتحاول أن تقوم بفعل حقيقي في هذا المجال. في المقابل هناك من تركب هذه الموجات التي بلغتها حديثا فتقوم لأنّ لها امكانات مادية ومكانة اجتماعية معينة بنشر كتاب حول الجسد.. وهنا يكمن الاختلاف لأنّ ما تكتبه المراة المتألمة والمدافعة عن قضية هو شيء مختلف تماما .أنا ضدّ من يكتب الكتابة البونوغرافية وأنا لا أكتبها.
شخصيا أكتب كتابة فيها نوع من الإثارة التي يطلبها النصّ فعندما أتحدث عن الجسد لا أتحدث عنه كتمة خاصة في كتاب بل أتحدث عنه كجزء خاص في حياة شخصية النص لأننا لا نستطيع أن نجتث الحياة الجنسية من أعماق شخصية لأننا نكون قد قتلناها.
ونحن عندما نكتب بهذا المنطق فإنّنا نساهم في حركة نضال اعتبرها مهمة وخطيرة واعتبر أنها تؤدي إلي نتيجة بالتأكيد وإن علي مدي سنوات.. أما تلك الموجات فهي طفرة ستتلاشي بعد حين.
# التجديد في الكتابة هل يكون في المبني أم في المعني؟
لكل كاتب جنونه الخاص به، بالنسبة اليّ أنا امرأة واقعية أكتب أدبا واقعيا تعنيني الشخصيات الموجودة حاليا والرؤية التي نشأت وتكونت في أعماقي بكل ما اختزله من زاد ثقافي معرفي، ومن محيط اجتماعي ومن إحساسي الخاص، من جنوني، عقدي، هلوساتي، ومن أمراضي.. فكل الأشياء التي أحملها في داخلي هي التي تجعلني أصور العالم بطريقة فيها بعض الجنون والهلوسة والكثير من الواقع وفيها أيضا من ذاتي ومن الآخرين.
لكن بالتأكيد لكل إنسان جنونه فهناك من هو مغرم بتغيير الشكل. لذلك، أنا دائما أقول إنّ الأسلوب شخصي فهناك من تركبه صرعة فيقوم بتكسير قواعد النصّ بإحداث رجّة في النصّ حتي أني أشبهها بالهندسة المعمارية فهناك من يحافظ علي البيت القديم وهناك من يعتمد الفضاء الأوروبي والأمريكي كل إنسان وذوقه لكن ما يعنيني هو ما أقدمه كقضية وما أتحدث حوله.. ما أحاول الحفر فيه في اعماق الشخصيات التي أكتب عنها وما يمكن أن تقوله هذه الشخصيات التي اعتبرها أجرأ من الواقع وفي أحيان أخري أحس الواقع أكثر جرأة وكأنها جدلية هناك تبادل أدوار ولذلك تبقي الرواية والحكاية دائما موجودة لأنها تتغير كما تشاء حسب تطور الزمن.
# قال الأديب التونسي محمود المسعدي الأدب مأساة أو لا يكون فهل هو حقا مأساة أو لا يكون؟
أنا لست من مدرسة المسعدي فقد قرأت أعماله متأخرا ولكني أشاطره هذا الرأي وهذه المقولة لأني أؤمن إيمانا شديدا أنّ الإنسان الذي ليست له قدرة علي الحزن لا يستطيع أن يكتب.
فنحن لا ندوّن لحظات فرحنا، نحن نعيش لحظات الفرح لكن في لحظات الألم نتقوقع ونتألم وبعد ذلك نحاول إنتاج هذه اللحظة فيكون ذلك في شكل كتابة وتجربة وإبداع.
فحتي علي مستوي تجارب الآخرين، نحن لا تشدّنا تجارب الآخرين التي فيها فرح وزهو في حين أنّه تشدنا الدراما والحكايات المأساوية فذاكرتنا تدّون الشخصيات الدرامية أكثر من الشخصيات الكوميدية لست أدري ربما هو طبع إنساني لكن بالنسبة إلي اعتقد أنّ الأدب لابدّ أن يكون فيه جانب كبير من الألم والحزن حتي نستطيع أن نبدع.
# المرأة المعطاءة التي تضحي حتي الموت هي بطلة ما تكتبه المرأة فهل ترين أن هذه المرأة مازالت موجودة اليوم؟
هي موجودة وستظلّ موجودة ولن تندثر من الحياة في أي بقعة من بقاع العالم لكنيّ أنا ضد هذه الصورة الكلاسيكية للمرأة لأنها الصورة التي تعود بها المجتمع. ومن هنا جاء ضعف المرأة وجاءت عبودية المرأة من هذه القدرة علي العطاء حاليا أدعو المرأة أن تكون إنسانا وعندما نقول إنسانا نقول إنسانا قادرا علي العطاء وقادرا أيضا علي حبّ ذاته لأنّ حب الذات بدرجة معقولة هو دفاع عن الذات وحماية لها من التلاشي وسط المجموعة.
فالمرأة التي تعطي دون حدّ يتخلي عنها الجميع فتكون امرأة معزولة منبوذة في الوحدة والشيخوخة ولدينا علي ذلك في المجتمع .من هنا أدعو المرأة أن لا تكون متطرفة في العطاء ولا متطرفة في النرجسية لأنّ ذلك يصبح مرضا نفسيا.
فالقانون العرفي يربي المرأة أن تضحي وتعطي أكثر من اللازم، أن تتحمل وأن تصمت علي حقوقها ولا تدافع عن كيانها إلي حدّ أنها ممنوعة من أن تجلس مع نفسها وإذا جلست مع نفسها فهي لا بدّ أن تكون مريضة أو بها شيء .في حين انه من حقها أن تتأمل وتجلس مع نفسها أي أنها محرومة من أدني الحقوق علي مستوي العائلة فعليها أن تكون في خدمة الجميع وهذا الشكل الكلاسيكي للمرأة أصبح مقدسا وهو عائق أمام المرأة. فالمرأة التي يموت زوجها مثلا يفرض عليها المجتمع أن لا تتزوج .وهنا نتساءل لم لا إن كانت هي ترغب في ذلك ؟ ما المانع في أن تجدد حياتها؟
# ماذا تقول آمال مختار عن آمال مختار للقاريء القطري؟
أطلب من هذا القاريء أن يقرأ لآمال مختار دون لافتة الأحكام المسبقة، دون أن يحترس مما علق بالاسم من أشياء، علقت به في الطريق وهي أشياء مغلوطة نهائيا إذ وضعت اسطر حمراء تحت اسم آمال مختار. وأعتقد أنّه في هذا المجال ظلم هذا الاسم كثيرا فمن يقرأ رواياتي وقصصي سوف يفاجأ بهذا التضخيم الذي حدث حول هذا الاسم .في حين أنّ تجربتي لا علاقة لها بالإثارة المجانية والاندفاع الذي لا أوافق عليه.


السبت10/5/2008


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.