استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام www.alfajrnews.net الكتاب استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام إعداد الدكتور باسم خفاجي الناشر المركز العربي للدراسات الإنسانية سنة النشر القاهرة ربيع الآخر 1428 ه/ مايو 2007 م أصدرت مؤسسة راند الأمريكية في نهاية شهر مارس 2007م تقريرًا بعنوان: (بناء شبكات مسلمة معتدلة)، وهو تقرير متمم لسلسة التقارير التي بدأها المركز الفكري المؤثر في إصدارها لتحديد الأطر الفكرية للمواجهة مع العالم الإسلامي في الفترة التي أعقبت أحدات سبتمبر 2001م. ومؤسسة راند هي أكبر مركز فكري في العالم، مقرها الرئيسي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وقد اشتق اسمها من الأبحاث والتطوير أي Research and Development وتقوم هذه المؤسسة بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات، ومن ثم تحليلها وإعداد التقارير ولأبحاث التي تركز على قضايا الأمن القومي الأمريكي في الداخل والخارج، ويعمل في تلك المؤسسة ما يقرب من 1600 باحث وموظف يحمل غالبتيهم شهادات أكاديمية عالية، وميزانيتها السنوية تتراوح بين 100: 150 مليون دولار أمريكي. وتعد مؤسسة راند إحدى المؤسسات الفكرية المؤثرة بشكل كبير على المؤسسة الحاكمة في أمريكا، وهى تدعم توجهات التيار المتشدد في وزارة الدفاع، كما تتولى الوزارة دعم كثير من مشروعاتها وتمويلها وترتبط مؤسسة راند بعلاقات ومشروعات بحثية مع وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالية ويصب كثير من الدراسات والبحوث الصادرة من هذه المؤسسة في خانة مواجهة انتشار الإسلام والمسلمين، وقد ساهمت في رسم خطة الحرب الأخيرة على ما يطلق علية الأمريكان "الإرهاب"، وتقدمت بدراسة لوزارة الدفاع تقترح فيها ضرب المملكة العربية السعودية واعتبارها العدو الأول في العالم. ويعد فرع راند في المنطقة العربية مركزًا مهمًا للمساهمة في إعادة تشكيل الرؤية التي تطرحها الإدارة الأمريكية وقد قام بإعداد تقارير راند لعام 2007 انجل راباسا وشيريل بينارد وليول شوارتز سكيل. ويرى الدكتور باسم خفاجي الذي قام بإعداد القراءة للتقرير أن الجديد في تقرير هذا العام هو أنه يقدم توصيات محدودة وعملية للحكومة الأمريكية. ويؤكد التقرير أن هناك صراعًا فكريًا بين الغرب والعالم الإسلامي، وأن هذا الصراع الفكري يحتاج إلى الاستفادة من التجارب السابقة، ومن أهمها: تجربة الصراع مع التيار الشيوعي خلال فترة الحرب الباردة. ويوصى التقرير الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تستفيد من تلك التجارب، وأن تبحث في أسباب نجاحها وما يمكن أن يتكرر ويستخدم مرة أخرى من وسائل وأدوات وخطط وبرامج في إدارة الصراع مع التيار الإسلامي. كما يعقد التقرير مقارنة بين المعركة الفكرية مع التيار الشيوعي والمواجهة الحالية مع العالم الإسلامي، كما يرى التقرير أهمية استعادة "تفسير الإسلام" من أيدي التيار الإسلامي، وتصحيح تلك التفسيرات؛ حتى تتناسب وتتماشى مع واقع اليوم، ومع القوانين والتشريعات الدولية في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا المرأة. جاء التقرير في عشرة فصول. وصف الفصل الأول واقع العالم الإسلامي من ناحية دور المسجد في المعارضة السياسية، وعدم تمكن التيار العلماني من استخدام هذا المنبر من أجل التعريف ببرامجه، ويرى التقرير أن التيار الإسلامي يتمتع بكل من المال والتنظيم، وهما العنصران الأكثر تأثيرًا في المجتمعات الإسلامية، ويتحدث بكل بوضح عن الحاجة لاستخدام التيار الإسلامي. أما الفصل الثاني، فقد خصصه لخبرة الحرب الباردة وفية يشرح كيف تحولت المواجهة مع الاتحاد السوفيتي من مواجهة اقتصادية وعسكرية إلى مواجهة فكرية بالدرجة الأولى كما يوضح التقرير أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أدركت مبكرًا أن طبيعة المعركة الحقيقة في ذلك الوقت كانت فكرية وبالتالي قامت الولاياتالمتحدة بوضع إستراتيجية فكرية عامة للتعامل مع الخطر الشيوعي ويقدم التقرير في نهاية الفصل وصفة النجاح في ذلك الوقت والتي جمعت بين وجود إستراتجية موحدة والاستفادة من المتاح على أرض الواقع وأن طبيعة المواجهة الفكرية كانت هجومية وليست دفاعية. أما الفصل الثالث من التقرير فكان مقارنة بين الحرب الباردة وتحديات العالم المسلم اليوم، وتوحي هذه المقارنة بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية في حرب جديدة وأن الخصم في هذه المرحلة هو التيار الإسلامي. ويركز الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان جهود أمريكا في تقليل موجة التطرف على تقييم ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الأعوام الماضية من خطوات عملية تحجيم التطرف، ويرى معدو التقرير أن أمريكا قد أخطأت عندما أظهرت بعض الدعم لعدد من الحركات الإسلامية التي ظهرت وكأنها تدعي الاعتدال، ولكن ما لبث أن انكشف الوجه الآخر لها والمعادي لمصالح الولاياتالمتحدة، وأن تلك الحركات ليست معتدلة بالمفهوم الأمريكي للاعتدال، ويضرب التقرير لذلك مثالين هما: حزب العدالة والتنمية بالمغرب، وجبهة العمل الإسلامي بالأردن. وفى الفصل الخامس يضع التقرير خارطة الطريق، لبناء شبكات معتدلة في العالم المسلم، ويؤكد التقرير على أن نقطة البدء الرئيسة في بناء شبكات المسلمين المعتدلين تكمن في تعريف وتحديد هوية هؤلاء المسلمين، ووضعت بعض الملامح التي يمكن من خلالها تحديد ماهيّة الإسلاميين المعتدلين، أهما: القبول بالديمقراطية والقبول بالمصادر غير المذهبية في تشريع القوانين واحترام حقوق النساء والأقليات الدينية ونبذ الإرهاب والعنف غير المشروع. كما يضع القرير اختبارًا يسميه: "اختبار الاعتدال" وهو 11 سؤالاً، تشكل في مجملها المحددات الرئيسية لوصف الاعتدال المقترح، وهي: * هل يتقبل الفرد والجماعة العنف أو يمارسه؟ * هل تؤيد الديمقراطية بمعناها الواسع؟ * هل تؤيد حقوق الإنسان المتفق عليها دوليًا؟ * هل تؤمن بأن تبديل الأديان من الحقوق الفردية؟ * هل تؤمن بوجود خيارات لا تستند للشريعة بالنسبة لمن يفضلون الرجوع إلى القوانين المدنية ضمن نظام تشريع علماني؟ وتعبر هذه الأسئلة في مجملها عن الاعتدال بالمفهوم الأمريكي، ولا تعبر إلا عن المصالح الأمريكية الهادفة إلى تحويل السلميين بعيدًا عن الإسلام تحت دعوى الاعتدال العالمي. وقسم التقرير من يمكن للإدارة الأمريكية أن تتعاون معهم إلى: • العلمانيون. • الإسلاميون العصرانيون. • التيار التقليدي المعتدل. وفي الفصل السادس يتناول التقرير ((مسلمي أوروبا)) ويركز على ثلاثة تيارات رئيسة، وهى: 1- تيار الاندماج في الحياة الأوربية وتغيير الإسلام ليتناسب مع الحياة الأوربية المتمدنة. 2- تيار الاهتمام بالهوية الإسلامية داخل أوروبا 3- تيار الاعتزاز بالإسلام بأكمله وهم بالعموم أنصار التيار السلفي كما يذكر التقرير. ويصف ذلك التيار بأنه أخطر التيارات التي تواجه أوربا، ويجب تحجيمه ومقاومته. أما الفصل السابع فكان خاصًا بجنوب شرق آسيا. ويؤكد على أهمية الاستفادة من التجربة الاندونيسية في إشاعة الليبرالية تحت مظلة الاعتدال. وفى الفصل الثامن يحدد التقرير العائق الرئيسي أمام بناء شبكات معتدلة في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك إلى عدم وجود حركة ليبرالية علمانية واسعة. بينما في الفصل السابع يركز على أهمية أن تعيد الولاياتالمتحدةالأمريكية النظر في سياستها ورؤيتها لدور التيار العلماني الليبرالي في الشرق الأوسط في خدمة بناء الشبكات المعتدلة. وكان الفصل العاشر قد خُصص للتوصيات، حيث يوصي التقرير بأهمية التركيز على أطراف الصراع مع التيار الإسلامي، والبعد عن المركز لصعوبة تحقيق انتصارات حقيقة في هذه المرحلة في المركز. وقد استغرق إعداد هذا التقرير ثلاثة أعوام كاملة، وقام معدوه بالعديد من الزيارات واللقاءات مع كثير من المفكرين والإعلاميين في الولاياتالمتحدة وأوربا والعالم الإسلامي؛ من أجل إعداده. وللأسف، صدر التقرير منذ شهور، وهو يتناول أهم قضايانا. ولم نره بالعربية ولم نستفد منه، لكي نعلم كيف يفكر أعداؤنا، وماذا يدبرون لنا.