مدريد : تخوض مجموعة من الجزائريين والهنود إضرابا عن الطعام في مدينة مليلية شمال شرق المغرب والمستعمرة من طرف اسبانيا، مطالبين بنقلهم الي داخل الاراضي الاسبانية، وتتزامن مطالبهم مع سياسة التشدد التي تنهجها حكومة مدريد في مكافحة الهجرة السرية، في حين تطالب حكومة الحكم الذاتي في اقليم كاتالونيا من الحكومة المركزية ترحيل سبعين جزائريا يقيمون في قرية ويُعتقد انهم يتسببون في توتر بين سكانها. ففي مليلية، بدأ المهاجرون الجزائريون والهنود وعددهم قرابة أربعين الإضراب عن الطعام منذ عشرة أيام في الساحة الرئيسية للمدينة قبالة مندوبية الحكومة وتخلوا عن الاقامة في مركز الايواء الخاص بالمهاجرين السريين، ويؤكدون أنهم لن يعودوا الي المركز ولو تطلب الأمر التضحية بحياتهم إذا لم يحققوا مطلبهم الرئيسي. ويتجلي مطلب المهاجرين في نقلهم الي اسبانيا من مدينة مليلية بعدما أقاموا فيها لمدة سنتين في مركز للإيواء. وكان المهاجرون قد تسربوا من الأراضي المغربية الي مليلية التي تحتلها اسبانيا، لكن السلطات الاسبانية لا تسمح لهم بالانتقال الي الأراضي الاسبانية. ويذكر أن المهاجرين عندما يتسربون الي مليلية أو سبتة يبدو وكأنهم في سجن كبير، إذ لا يمكنهم مغادرة المدينتين نحو اسبانيا بحرا إلا بترخيص من الشرطة، الأمر الذي لا يحدث غالبا. وترفض حكومة مدريد نقلهم الي اسبانيا بحجة أنهم مهاجرين سريون يجب ترحيلهم من البلاد وفق قانون الهجرة. ويبقي من الصعب نقلهم الي المدن الاسبانية بحكم السياسة الجديدة المتشددة التي تنهجها مدريد في مواجهة الهجرة بسبب الأزمة الاقتصادية، بل ان رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو طلب من المهاجرين الذين سيفقدون عملهم خلال الشهور المقبلة ويقيمون بطريقة قانونية مغادرة البلاد، وبالتالي كيف يمكن الاستجابة لمطالب مهاجرين سريين. وفي الوقت نفسه، فمدريد لا يمكنها ترحيل المهاجرين المضربين عن الطعام لأنها من جهة، لا تجمعها اتفاقية ترحيل مع الهند، ومن جهة أخري يبقي تطبيق اتفاقية ترحيل مع الجزائر لا تطبق بشكل عادي عكس ما يجري مع المغرب الذي يقبل مواطنيه الذين يقيمون بطريقة غير قانونية في اسبانيا. ودائما في إطار الهجرة السرية، طلبت مصلحة الهجرة في حكومة الحكم الذاتي في إقليم كاتالونيا شمال شرق البلاد أمس الخميس من الحكومة المركزية في مدريد ترحيل 70 جزائريا يقيمون في قرية سيرخيا القريبة من مدينة جيدا الكاتالانية قصدوها للعمل في الزراعة، لكن موسم جمع المحاصيل لم يبدأ، وفي انتظار ذلك هم يقيمون في العراء بالقرية وخلقوا حالة من التوتر بين السكان. ويري مدير مصلحة الهجرة في حكومة كاتالونيا أوريول أموروس أن مدريد وقعت اتفاقية ترحيل مع الجزائر، ولهذا يجب تطبيق الاتفاقية في أقرب وقت وترحيل المهاجرين السبعين بدل تركهم هنا .