غزة:طالت آثار الحصار الخانق المفروض علي قطاع غزة جميع مناحي الحياة، حتي وصل الامر الي عزوف الشباب عن الزواج والاكتفاء بالبحث عن تأمين الطعام لانفسهم فقط بعد ان باتت المواد الغذائية نادرة في حين اصبح 80% من اهالي القطاع معتمدين علي المساعدات الغذائية التي توزعها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الانروا . وفي ذلك الاتجاه بات اهتمام احمد الافرنجي البالغ من العمر حوالي 30 عاما منصبا منذ شهور بل سنوات علي الاصطفاف في طوابير الاهالي امام مخازن وكالة الغوث لاستلام بعض مخصصات عائلته من المساعدات الغذائية. واشتكي الافرنجي ل القدس العربي بأنه يحلم بالزواج من فتاة بالقطاع وتكوين اسرة الا انه يصاب بالفزع عندما يفكر بالمصير الذي ينتظر زوجته واطفاله في ظل تواصل الحصار علي اهالي قطاع غزة. وعند سؤاله لماذا لا يقدم علي خطبة الفتاة التي يحلم بها قال العين بصيرة والايد قصيرة ، مشيرا الي انه لا يستطيع شراء غذاء لنفسه حتي يستطيع فتح بيت وتكوين عائلة. واشار احمد الي ان هناك المئات بل الالآف من شباب غزة لا يفكرون في الزواج رغم تقدمهم بالسن نتيجة الفقر الذي يعيشونه وعدم مقدرتهم وعائلاتهم علي تأمين نفقات الزواج. واضاف احمد انا كل همي الآن ان احصل علي لقمة أكل حتي ابقي علي قيد الحياة ، ومضيفا سأتزوج عندما تتيسر الامور واحصل علي عمل اذا رفعوا الحصار عنا . وفي ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة ينشط بعض الوجهاء بحث الاهالي علي التنازل عن حقوق البنات مثل المهر وشراء بعض الحلي من اجل التيسير علي الشباب وتشجيعهم علي الزواج اذا ما استطاعوا تأمين غرفة للزوجة حتي وان كانت في منزل العائلة. الا ان بعض الشباب يشك في ان ترضي فتاة احلامه بأن تعيش في منزل العائلة وفق رأي الشاب الاعزب جمال أبو عليان، الذي قال: من هي الفتاة التي سترضي ان تعيش في بيت قديم من الزينكو وقد أكلت جدرانه الرطوبة، مع سبعة أفراد جلهم شباب في ربيع العمر وخريفه؟ مناشداً كافة الضمائر الحية بالوقوف الي جانب الشباب وتوفير مصدر رزق لهم لكي يعيشوا بكرامة، وإنقاذهم من حالة الإحباط الشديد الذي يعيشونه بسبب الحصار وتردي الاوضاع في قطاع غزة وعدم توافر فرص العمل. واكدت مصادر محلية في قطاع غزة ان الحصار المفروض علي غزة وما نتج عنه من ارتفاع الأسعار، وشُح الموارد خلقا حالة من العزوف الاضطراري عن الزواج لدي الشباب الذين باتوا غير قادرين علي توفير أدني مقومات الحياة الزوجية مثل غرفة النوم. وفي ظل تلك الأزمة الخانقة تنازلت العديد من العائلات والأسر عن حق بناتهم في المهر، أو مطالبة العريس بضرورة توفير غرفة نوم، مكتفين بتزويج بناتهم من شبان يستطيعون في اقل تقدير توفير لقمة العيش. وفي ذلك الاتجاه اوضحت المصادر المحلية بقطاع غزة بان المواطن محمد حمادة من محافظة خانيونس زوج ابنته من ابن شقيقته أحمد بدراهم معدودة، وقال لقد اخترت لابنتي شابا متدينا وملتزما، أعلم انه سيحافظ عليها وهذا أقصي ما أتمني ، ومشيرا الي أن سعادة ابنته لا تكمن في المطالبة بمهر مرتفع أو الضغط علي عريسها بتوفير ما لا يقدر علي توفيره في ظل الغلاء الفاحش والحصار الخانق. ولتشجيع الشباب علي الزواج والتغلب علي الحصار والغلاء الناتج عنه ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الجمعيات والمؤسسات الداعمة للشباب المقبل علي الزواج، في محاولة للحد من عزوف الشباب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة والذي يشهد ارتفاعاً في نسبة الفقر بلغت 85%.