الفجرنيوز:أكد رئيس رابطة مسلمي الدنمارك د.محمد البرازي إدانته للعملية الانتحارية التي استهدفت السفارة الدنماركية بباكستان اليوم، والأسباب التي قد تكون أدت إليها، متوقعا أن يتسبب الحادث في مزيد من التضييق والاستهداف للأقلية المسلمة في تلك الدولة الأوروبية. وقال البرازي في تصريح خاص ل"إسلام أون لاين.نت" اليوم الإثنين 2-6-2008: "ندين هذا العمل التفجيري وغيره من أعمال العنف والتطرف، كما ندين الأسباب التي قد تكون دافعًا لمن قاموا بالتفجير، ومنها الرسوم المسيئة"، في إشارة إلى قيام بعض الصحف الدنماركية بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في فبراير الماضي.
ووصف البرازي العملية الانتحارية بأنها "عمل غير مسئول يضر بالوجود الإسلامي في أوروبا بشكل عام والدنمارك بشكل خاص، لا سيما مع وجود بعض الأحزاب اليمينية المتشددة التي لا تفتأ تهاجم المسلمين، وستجد فيما حدث ذريعة مناسبة لزيادة التضييق عليهم". واستهدف تفجير انتحاري السفارة الدنماركية بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد صباح اليوم، مما أدى إلى سقوط 8 قتلى قابلين للزيادة وفق مصادر أمنية باكستانية. وأظهرت مقاطع فيديو من مسرح الحادث انهيار الحائط الأمامي لمبنى السفارة الكائن بحي سكني، وتضرر عدد من المباني المجاورة، وعشرات السيارات المتوقفة في المنطقة، حيث مقر العديد من الشركات الدولية. يُشار إلى أن وزارة الخارجية الدنماركية أعلنت في أبريل الماضي إخلاء سفارتيها بالجزائر وأفغانستان بسبب تلقيها تهديدات بعد إعادة نشر الرسوم المسيئة. إنهاء الاحتقان وقبل دقائق من توجهه للمشاركة في مؤتمر "الحوار" الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة بدءا من يوم الأربعاء المقبل، أكد البرازي ضرورة إنهاء حالة الاحتقان التي تشهدها الدنمارك بسبب إعادة نشر الرسوم، وإصدار بعض القوانين التي تستهدف الوجود الإسلامي في تلك الدولة، وأخيرا تفجير إسلام آباد. وحول الخطوات التي يرى البرازي ضرورة القيام بها لتحقيق ذلك قال: "دائمًا ما ندعو إلى الحوار حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه، أما وقد حدث فربما نقوم بطرح أمر ما خلال مؤتمر مكة يساعد في تخفيف حدة الموقف، كما ننوي القيام كجالية إسلامية بتحركات تؤكد إدانتنا للحادث ورغبتنا في الاندماج في المجتمع الدنماركي". وأعرب البرازي عن أمله ألا يتسبب الحادث في تعرض المسلمين بالدنمارك للاضطهاد أو عمليات انتقامية، وخاصة أن الأقلية المسلمة تؤكد إدانتها لمثل هذه الأعمال. وأشار إلى اطمئنانه للرأي العام الدنماركي الذي "بأكثريته لم يكن راضيًا عن إعادة نشر الرسوم، وبالتالي لو ترك الأمر بيديه لاختار عدم إثارة هذه الإشكاليات، لكن الأحزاب اليمينية المسيحية المتطرفة هي من تصر على التصعيد". واستبعد البرزاي أن يؤثر حادث تفجير السفارة على قرار القضاء الدنماركي، الذي من المنتظر أن يفصل خلال الأسبوع الجاري في قضية نشر الرسوم المسيئة بشكل نهائي، داعيا جميع الأطراف إلى "مزيد من التعقل" لإقرار الأمن في الدنمارك.