رويترز القاهرة–الفجرنيوز:فرقت الشرطة المصرية اليوم الجمعة مظاهرة نظمها مئات المسيحيين في محافظة المنيا جنوبي القاهرة بعد مقتل شاب مسيحي اتهم بقتله شاب مسلم بسبب نزاع على أرض، حسبما قالت مصادر أمنية. ويأتي الحادث بعد أسبوع من مقتل مسلم في اشتباكات وقعت في قرية أخرى بالمحافظة في نزاع على قطعة أرض أراد أحد الأديرة استخدامها للتوسعة. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إن المتظاهرين تجمعوا مساء أمس الخميس أمام كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس في قرية دفش بمحافظة المنيا بعد ذيوع نبأ مقتل ميلاد فرح إبراهيم (22 عاما) مرددين هتافات مناوئة لجيرانهم المسلمين، ومطالبين بالقصاص من القاتل. وأضاف الشهود أن المتظاهرين استمروا في التظاهر إلى أن فرقتهم الشرطة باستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع صباح اليوم الجمعة. ويقول أقارب القتيل إن جاره المسلم خميس عيد عبد الحميد استدرجه إلى منطقة غير مأهولة غربي القرية وسدد له طعنات في الرقبة والبطن ولاذ بالفرار. وأفاد أحد الأقارب أن شابا مسيحيا يدعى عماد مر بالقرب منه بالمصادفة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنه أبلغه باسم المتهم. وقالت مصادر أمنية إن الشرطة ألقت القبض على عبد الحميد، وإن النيابة العامة تحقق معه. وقال الشهود إن شبانا مسيحيين حاولوا اليوم الجمعة منع دفن جثة إبراهيم قبل الثأر لمقتله، لكن قوات الشرطة أرغمتهم على دفن الجثة. وأضافوا أن اشتباكات وقعت بين شبان مسلمين وشبان مسيحيين بعد الجنازة، لكن قوات مكافحة الشغب فرقتهم. وأوضح سكان بالقرية لرويترز أن القرية تحولت إلى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد الاشتباكات بين الشبان المسلمين والشبان المسيحيين، وأن قوات مكافحة الشغب التي انتشرت فيها تمنع السكان من الخروج من بيوتهم. حادث جنائي وأوضح مصدر في الشرطة لرويترز أن الحادث جنائي ولا علاقة له بحادث آخر مشابه وقع في دير "أبو فانا" بقرية عرب قصر صور بمدينة ملوي التي تبعد حوالي 125 كيلومترا عن قرية دفش. وأضاف: "يبدو أن نزاعا على قطعة أرض هو السبب في حادث دفش". ووقع اشتباك يوم السبت الماضي بين مسلحين مسلمين من قرية عرب قصر صور وعمال مسيحيين في دير "أبو فانا" لخلاف على قطعة أرض؛ مما تسبب في قتل مسلم بالرصاص وإصابة 5 رهبان واثنين من طلاب الرهبنة، وحرق بعض المباني والمزروعات في الدير. وبحسب رويترز، ألقت السلطات القبض بعد الحادث على 11 مسلما واثنين من المسيحيين. وقال القس باسيليوس يونان راعي كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس في قرية دفش لرويترز: إن مقتل إبراهيم حادث جنائي. وأضاف: "لكن لم أستطع منع المتظاهرين من التجمع أمام الكنيسة." وشهدت قرية دفش اضطرابات عامي 2000 و2003 أصيب فيها بعض الأشخاص حين كان المسيحيون يقيمون كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس في القرية وسط اعتراضات مسلمين، وانتهى المسيحيون من بناء الكنيسة عام 2006. والعلاقات طيبة بوجه عام بين المسلمين والمسيحيين، لكن مشاحنات واشتباكات تقع أحيانا بين مسلمين ومسيحيين بسبب نزاعات على أرض، أو علاقات بين شبان وبنات، أو تغيير الديانة