القدس فلسطين :عقدت الجبهة الاسلامية المسيحية ظهر اليوم الاربعاء 11/6/2008م مؤتمرا صحفيا في المركز الاعلامي التابع لوزارة الاعلام برام الله، بحضور هيئة رؤساء الجبهة الشيخ تيسير التميمي والمطران عطالله حنا و الامين العام للجبهة الدكتور حسن خاطر، وحشد من الصحفيين ووسائل وقد تم في هذا المؤتمر تقديم خلاصة التقرير الخامس عشر حول اوضاع القدس والمقدسات، بدأ المؤتمر بمداخلات هامة من قبل الشيخ تيسير والمطران عطالله اكدا فيها على ضرورة استرجاع الوحدة الوطنية والعمل يدا واحدة للدفاع عن القدس والمقدسات،واعربا عن استنكارهما الشديد لتصريحات اوباما حول القدس وانها العاصمة الموحدة لاسرائيل مؤكدين ان القدس كانت وستبقى العاصمة الخالدة للشعب الفلسطيني، اضافة الى تحذيرهما من الاخطار المتزايدة يوما بعد يوم في حق القدس والمقدسات. وبدوره قدم الدكتور حسن خاطر الامين العام للجبهة خلاصة مختصرة للتقرير الخامس عشر حول اوضاع القدس والمقدسات،وقد عرض التقرير للانحياز الامريكي التام لصالح دولة الاحتلال وقال رغم ان هذا منطق امريكي مألوف وممجوج طالما استمعنا اليه على مدار السنوات والعقود الماضية، وفي العديد من محطات التنافس السياسي، الا ان المفاجيء في هذا الموقف ان يصدر عن المرشح ذوي الاصول الافريقية والمنتمي شكلا – على الأقل – الى الشريحة المسحوقة في امريكا،والذي كان يظن انه وامثاله من السياسيين يمكن ان يكونوا اقرب الى آلام وآمال الشعوب المظلومه، الا ان هذا الموقف اكد مرة أخرى انه لا أمل في حيادية الادارة الامريكية، وقال كنا ننتظر في موضوع القدس خصوصا من امريكا واوروبا والعالم اجمع العمل بجد واصرار على رفع يد الاحتلال عنها وفك حصارها، لتعود كما كانت، مدينة مقدسة لدى جميع اتباع الديانات السماوية، ومفتوحة الابواب باستمرار لكل المؤمنين من أهل الأرض. ويبين التقرير كيف ان قيادات الاحتلال اصيبت بالتأثر والذهول امام هذه المواقف الامريكية غير المتزنة، والتي سبقت في تطرفها مواقف الكثير من قيادات الدولة الصهيونية .! وقد وقف التقرير ايضا مع الهجمة الاستيطانية الواسعة التي تتعرض لها مدينة القدس والتي تعززها مرحلة الضبابية السياسية التي تعيشها دولة الاحتلال بفعل الفضائح التي ما زالت تتكشف يوما بعد يوم لرئيس الوزراء الاسرائيلي والعديد من الشخصيات الرسمية الأخرى، حيث شرعت جميع القوى الاستيطانية في استغلال هذه الحالة لتكثيف اعمال البناء وطرح كل المشاريع الاستيطانية التي كانت مركونة في الأدراج لسبب او لآخر،او تلك التي كان عليها بعض التحفظات السياسية، وقد بدأت هذه الموجة بطرح مئات الوحدات في مستوطنات جيلو وهارحوما وبسغات زئيف وبيتار عليت وبيت صفافا،وشهد هذا الشهر الاعلان عن الشروع ببناء(1570) وحدة في عدد من هذه المستوطنات،وصرحت بعض القيادات الاسرائيلية ان الاعلان عن بناء هذه الوحدات يأتي بمثابة هدية لمدينة القدس في الذكرى ال 41 لتحريرها ! ولم تقتصر مشاريع الاستيطان على بناء الوحدات السكنية وانما تضمنت خلال هذا الشهر ايضا المصادقة على إقامة كنيس يهودي في حي سلوان يتبع لجمعية "العاد" الاستيطانية وهذه المنطقة لا تبعد سوى 200 متر فقط عن أسوار البلدة القديمة والمسجد الأقصى. ويتوقع التقريران تتصاعد الهجمة الاستيطانية خلال الايام والاسابيع القادمة،فرئيس الوزراء الاسرائيلي يسعى الى تبييض صفحته بغض الطرف عن كل هذه النشاطات وعدم عرقلتها، والقوى الاستيطانية تستغل هذا الضعف في سبيل تحقيق أقصى اهدافها، والمجتمع الدولي يستمر في لعب دور المتفرج، ومن السهل عليه تقبل اعذار اولمرت الذي يعيش ازمة كبيرة قد تطيح به في اية لحظة ! وقال الدكتور خاطر ان القدس في المحصلة عليها ان تدفع ثمن التنافس على كرسي البيت الابيض، وثمن الفضائح التي ترتكبها قيادة دولة الاحتلال، وثمن الصمت العربي والاسلامي والدولي! واكد التقرير ان دولة الاحتلال – مدعومة من الإدارة الأمريكية – تكرس التراجع الفعلي عن ابسط المباديء التي انطلقت على اساسها العملية السلمية منذ بدايتها،وهو "الأرض مقابل السلام" حيث تشرع اليوم في فرض اسس جديدة للعملية السياسية تجعل من الحديث عن "استرجاع الأرض" أمرا مستحيلا! واستنكر التقرير التطورات الاحتفالية التي شهدتها القدس في ذكرى النكسة، وبين ان ما قامت به الدولة وجموع المستوطنين من احتفالات دينية وتعبوية في شوارع القدس وازقتها وساحة البراق انما هو تعبئة دينية متطرفة ضد الحقوق الدينية والتاريخية والقانونية الثابتة للشعب الفلسطيني في المدينة المقدسة،الامر الذي يمهد الى صدام ديني خطير في المنطقة تتحمل سلطات الاحتلال مسؤولياته. كما ثمن التقرير دعوة الاحزاب الوطنية والإسلامية الجزائرية التي طالبت بهذه المناسبة جعل القدس المقر النهائي للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مع الإبقاء على المقار الحالية بصفة مؤقتة،واكد التقرير ايضا على تأييد الجبهة الكامل لاستحداث صندوق شعبي للقدس غير الصناديق الرسمية لتوثيق علاقة الشعوب بأولى القبلتين ومهد السيد المسيح. ووقف التقرير ايضا مع اعمال التخريب المتواصلة في حق المسجد الأقصى وابنية البلدة القديمة والتي اصبحت تهدد عشرات الابنية والمقدسات بالانهيار، اضافة الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت المقابر الاسلامية وحرمة الاموات اكثر من مرة . وإزاء هذه الأخطار التي تجتاح المدينة المقدسة من فوق الارض ومن تحت الارض وتطال الاحياء والاموات،طالب الدكتور حسن خاطر الامين العام للجبهة كل من منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس وجامعة الدول العربية وجميع المؤسسات المعنية والقادة الى تحمل مسؤولياتهم الكاملة تجاه القدس والمقدسات في هذه اللحظات العصيبة وقبل فوات الاوان .! ووقف التقرير ايضا مع ارتفاع نسبة الفقر في المدينة المقدسة والتي تجاوزت حسب الدراسات 68% وهي تفوق نسبة الفقر عند اليهود في المدينة بثلاثة اضعاف، وبين التقرير ان هذه النسبة المرتفعة جدا لا تمثل فقرا طبيعيا وانما هي نتيجة حتمية "لسياسة الإفقار" المبرمجة التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المواطنين المقدسيين بهدف إجبارهم على ترك مدينتهم والخروج بحثا عن لقمة العيش، فاقتصاد القدس يقوم أساسا على السياحة الدينية منذ عشرات القرون من الزمن، والمطلب الأول لهذه السياحة ان تكون المدينة مفتوحة للجميع دون حدود ودون قيود، الا أن سلطات الاحتلال اختطفتها من أجوائها الدينية والتاريخية وعزلتها تماما بواسطة الجدار العنصري ووضعت على مداخلها الحواجز والقيود المشددة،وحولتها الى ما يشبه السجن المغلق، وفرضت على من تبقى فيها من أهلها الكثير من الضرائب الباهظة والرسوم الخيالية وإجراءات وقوانين جائرة، تؤدي كلها في النهاية الى "تصنيع" الفقر ممزوجا بالقهر، وهي مواصفات خاصة بالاحتلال الإسرائيلي ! كما تطرق التقرير ايضا الى سياسة هدم المنازل المستمرة، والحملات الواسعة لمصلحة الضرائب التي توشك ان تحيل اسواق القدس الى اماكن خربة ومهجورة،كما وقف التقرير ايضا مع مواصلة سلطات الاحتلال منع أي نشاط فلسطيني في مدينة القدس،والى اعمال الاعتقال والضرب والابعاد التي نفذتها سلطات الاحتلال هذا الشهر في سلوان والبلدة القديمة،ووقف التقرير مطولا مع ظاهرة ال"تنظيمات الإرهابية" التي بدأ يشكلها ابناء المستوطنين في المدينة والمستوطنات المجاورة، ويتسلح افرادها باشكال مختلفة من السلاح الأبيض، وتستهدف المواطنين العرب في القدس وضواحيها، وقد نفذت هذه العصابات العديد من اعمال الاعتداء على المواطنين واصيب عدد منهم بطعنات واصابات خطرة ادخلوا على اثرها الى المستشفيات،وقال الدكتور خاطر: وكأن المواطن المقدسي لا يكفيه قمع الشرطة والجيش والمخابرات الاسرائيلية لينضم اليها ايضا عصابات المستوطنين المسلحة ! وخلص التقرير في هذا المجال الى القول ان تراكم عوامل القهر من اهم اسباب ازدياد واتساع الافات والامراض الاجتماعية وسط الشباب المقدسي وانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات التي تكاد أن تكون حاضرة في جميع تقارير الجبهة السابقة . واخيرا ختم الدكتور خاطر خلاصة التقرير بالوقوف امام محاولات الاقتحام المتواصلة للمسجد الأقصى واستمرار الاعتداءات على المصلين، ومواصلة عزل الأقصى والتحكم في مداخله ومخارجه والتدخل في خصوصياته واستمرار الحفريات تحت اساساته وقال : لا تعد هذه الاعتداءات مساسا بحرمة هذا المقدس الإسلامي الكبير فحسب وانما ننظر إليها على انها تكريس خطير للأوهام التي ينشرها هؤلاء المتطرفون وأمثالهم من ان المسجد الأقصى هو الهيكل المزعوم . ووقف التقرير مع اعمال الهدم والتخريب والبناء التي تجريها سلطات الاحتلال في منطقة حائط البراق، وبين ان هذا الجسر الذي تخطط سلطات الاحتلال لبنائه في هذه المنطقة سيكون بمثابة البوابة الرئيسية للمسجد الأقصى، ولكن تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة،وستتواصل اعمال الهدم والحفر تحت الجسر للكشف عما يعرف بباب "باركلي" الذي هو باب البراق،كما سيتم بناء كنيس في هذا الجزء من الأقصى،وسيتصل هذا الجسر بالأقصى من خلال جسم يصل عرضه الى 18 مترا،وسيكون بالامكان ادخال عربات مدرعة وسيارات مختلفة من خلاله الى ساحات الأقصى عند الضرورة مما يجعله جسرا امنيا وعسكريا بالدرجة الاولى، وهو في المحصلة جسر عدوان وشر على الأقصى وعلى المسلمين. وقد حولت سلطات الاحتلال مبلغ (17.5)مليون شيقل لغايات التخطيط والتنفيذ،وذلك بعد ان رفضت هذه السلطات كافة الاعتراضات التي تقدمت بها مؤسسات وشخصيات عربية ويهودية من اجل منع الاستمرار في هذا المشروع العدواني،وقال الدكتور خاطر اننا في الجبهة نؤكد ان استمرار اعمال الحفر والتخريب في هذا المكان ستؤدي الى مزيد من الشقوق والتصدعات في الابنية السفلية الموجودة تحت الأقصى وفي الواجهات العلوية من الناحية الغربية والجنوبية وكذلك في الجدار الغربي !