جندوبة تلك هي مقدمة البيان الذي أصدره المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل بجندوبة في الأيام القليلة الماضية فعلى غرار البيانات التي أصدرتها العديد من النقابات في بعض جهات البلاد تنديدا بالممارسات القمعية التي طالت العديد من المواطنين في منطقة الحوض المنجمي اصدرا لمكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة بيانا وصفه بعض النقابيين والسياسيين بشديد اللهجة ووزع بكثافة.جاء فيه: "بانشغال واستياء عميقين يتابع المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة التطورات الخطيرة بالحوض المنجمي وخاصة بالرديف والتي بلغت حد إطلاق النار على المواطنين تكميما للأفواه وإسكاتا لصرخات الجياع.وإزاء هذه الخطورة التصعيدية الخطيرة والممارسات القمعية التي أدت الى استشهاد الشاب حفناوي بن رضا المغزاوي ليلتحق بالشهيد هشام بن جدو.والذي يعبر عن حالة التخبط والعجز التي تمر بها الجهات المسؤولة في معالجة هذا الملف ..." وقد عبر البيان عن مساندته الكاملة لمطالب أهالي الحوض المنجمي لاسيما حقهم في الشغل والتنمية كما ندد بشدة بالممارسات اللامسؤولة والقمعية التي طالت كل أهالي المنطقة وطالب أعضاء المكتب التنفيذي عبر بيانهم برفع ما اعتبروه" الحصار البوليسي" المضروب أهالي الحوض المنجمي وإطلاق سراح جميع المعتقلين وإيقاف التتبعات والمداهمات والانتهاكات اليومية لأبسط الحقوق. من جهة أخرى حمّل البيان السلطة مسؤولية ما آلت إليه الأمور مؤكدا رفضه المبدئي إلى اعتماد الحل القمعي البوليسي والقوة والغطرسة سبيلا للتعتيم على واقع التفكك الاجتماعي الذي أصاب نسيج مجتمعنا وخاصة بجهات الداخل حيث تفاقمت البطالة والفقر وتعمقت الهوة بين الجهات. وفي ذات السياق دعى البيان المركزية النقابية التي لم تصدر بيانها إلا بعد مرور ما يفوق الخمسة أشهر من انطلاق الحركة الاحتجاجية في منطقة الحوض المنجمي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية في الدفاع عن قضايا جماهير الشعب واتخاذ مواقف أكثر حزم. وقد عد بعض النقابيين والملاحظين أن تأخر الاتحاد في اتخاذ موقف سابقة خطيرة وذلك بالنظر إلى مسيرته النضالية و التاريخية. يذكر أن العديد من النقابات الأساسية بجندوبة سبق وان أصدرت منذ شهر مارس 2008 بيانات مساندة لأهالي الحوض المنجمي وعرائض احتجاجية نددت بتجميد النقابي عدنان الحاجي احد رموز الحركة الاحتجاجية السلمية والحضارية بالرديف ،هذه الحركة التي وان ذهب ضحيتها عددا من المناضلين فقد استطاعت أن توجه رسالة تعكس مدى نضج وقدرة الشعب التونسي في التعبير عن مطالبه بطرق حضارية قلما عرفتها تونس لاسيما وان الحركة تشرف على طي شهرها السادس. من جهة أخرى لقد مثلت هذه الحركة إحدى أهم العناوين الكاشفة لمدى فشل خيارات الحكومة التنموية وإحدى أهم الصرخات الشعبية المعبرة عن عمق معاناة الشعب التونسي خاصة بالمناطق الداخلية.