نابلس- احتلال يحوي كل شرور الدنيا وابلسة الأباليس وشيطنة كل الشياطين ولا يرتدع عن فعل المحرمات وما تعارفت عليه البشرية منذ بدء الخليقة، وارتكاب أقسى صنوف العذاب بحق الشجر والحجر والبشر في فلسطينالمحتلة، وهو ما لم تعرفه الإنسانية لا من قبل ولا من بعد، حيث كان نصيب الأسيرة الفلسطينية المحررة هنادي من نابلس ما يعجر اللسان عن وصفه لعمق جراحه... لتخط إحدى قصص البطولة والصبر والمرابطة كحال أهل فلسطين الذين يلاقون مختلف صنوف العذاب من ممارسات الاحتلال. بعد منتصف الليل تقول الاسيره المحررة هنادي سمير كنعان 26 عاما ومن مواليد سوريا وخريجه الهندسه المعماريه وطالبة الماجستير في جامعه النجاح:" اقتحم جنود الاحتلال منزلي الواقع في شارع المريج بمدينة نابلس الساعة الواحدة من بعد منتصف ليل الخميس الموافق 27/3 وحاصروا المنزل وطلبوا فتح الباب، وعندما فتحت لهم الباب سألوني عن اسمي وطلبوا هويتي وجواز سفري ومنعوني من ارتداء ملابسي، حيث تم اعتقالي وانا في ملابس النوم، دون أن يوضحوا سبب اعتقالي، قائلين إنني مطلوبة للتحقيق. وضعوني بعربة عسكرية "الهمر" وسألوني إن كنت أعاني من أي مرض فاجبتهم لا. إلى التحقيق وتضيف كنعان نقلوني إلى معسكر حواره انتظرت هناك ما يقارب الساعتين سمحو لي خلالها بتبديل ملابسي وبعد ساعتين من الانتظار قاموا بنقلي إلى معتقل" بتاح تكفا"، وتتابع هنادي قائلة: وضعوني في زنزانه لوحدي، الزنزانة وضعها سيء جدا، مساحتها صغيره جدا لا تتجاوز ال2 متر مربع، لا يوجد بها شباك بل مكيف بارد جدا، بها فتحة بالأرض عبارة عن مرحاض وضعه مقرف ومزري ورائحته كريهة، حيطان رمادية مقصوره قصاره خشنه، حتى أنني لا استطيع ان أضع ظهري عليه لارتاح ولو قليلا، ومغسله صغيره من الحديد، الغرفه بارده.. الغطاء خشن.. والفرشه سيئه جدا، لا اعرف ما الوقت جراء جولات التحقيق المتتالية فهل هذا وقت النهار أم الليل؟ وصوت الزنازين يزعج ومقلق في لحظة تفتح وفي لحظة تغلق وكأنه صوت يخرق الرأس. قسوة المحققين وقالت الأسيرة "كنعان إن المحققين تعاملوا معها بجلافة واستهزاء- وكأنهم شياطين بلباس ألإنس لوحشيتهم وفقدانهم لأدنى مستويات الرحمة والشفقة والإنسانية- كما هددوها بترحيلها خارج البلاد، فقد كانوا يهددوني عده مرات أثناء التحقيق أنهم سيقومون بأبعادي بحجة الهوية أو تحويلي إلى الاعتقال الإداري في حال لم أتتجاوب معهم في التحقيق". وتضيف كما لم تسمح قوات الاحتلال للصليب الأحمر برؤيتي وأنا بسجون الاحتلال إلا بعد مرور 14 يوما فقاموا بالاطمئنان علي وطمأنت أهلي أيضا كما ومنعوا أيضا زياره أي محامي لي إلا بعد مرور 26 يوما من اعتقالي". وتضيف كنعان "بعد مرور 35 يوما على اعتقالي تم الإفراج عني بكفاله قدرها 5000 شيكل و بأن ما قام به جنود الاحتلال من توقيفي والتحقيق معي ما هو إلا إجراء تعسفي فانا لم افعل شيء" كما أشارت إلى أن محاكمتها تحددت في 2-9. ليست الوحيدة هنادي ليست الأولى ولا الأخيرة من بين الفتيات والنساء الفلسطينيات الماجدات اللواتي يخطن تاريخ فلسطين بمداد من ذهب واللواتي يختطفن ويعتقلن بدون سبب سوى حب فلسطين، فالقهر والإذلال وحياة لا تليق بالبشر وقساوة الظروف الاعتقالية خاصة في التحقيق وظلم السجان والظروف الصحية الصعبة التي تعيشها النساء الأسيرات والقاصرات والتي بلغ أكثر من مائة أسيرة، كل ذاك وأكثر منه وسط عدم قبول سماع صرخة وامعتصماه عن آذان القادة العرب والمسلمين. ما تتعرض له الأسيرات في سجون الاحتلال ما هو الا انتهاك صارخ لكل مبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية والإنسانية واعتداء صريح على كل القوانين والشرائع الإنسانية والسماوية" من ضغط نفسي وحبس انفرادي.... وما ورد عن الاسيره المحرره هنادي ما هو إلا بالجزء اليسير جدا مما تراه الأسيرات الفلسطينيات من قمع وعزل....... ورحلة ألم مع قوات الاحتلال الذين لا يعرفون معنى للرحمة فهم فاقدون للإنسانية ووحوش مجرمة لا يميزون بين امرأة أو ورجل أو طفل.