جاكرتا(رويترز)-الفجرنيوز:احتشد الاف من مسلمي اندونيسيا يرتدون ملابس بيضاء خارج قصر الرئاسة في جاكرتا يوم الاربعاء لمطالبة الحكومة بحظر الطائفة الاحمدية التي يعتبرها العديد من المسلمين خارجة عن صحيح الدين. وتصاعدت المخاوف من رد فعل عنيف من جانب المتشددين ضد الطائفة الاحمدية منذ أن اصدرت حكومة اندونيسيا أكبر الدول الاسلامية سكانا مرسوما وزاريا هذا الشهر حذرت فيه اعضاء الطائفة من مواجهة السجن لمدة خمس سنوات بتهمة ازدراء الدين لكنها لم تصل الى حظر نشاط الطائفة. وهتف الحشد الذي نظمته جماعة أمة الاسلام "الله أكبر" وطالب بحظر كامل للطائفة باعتبار ان تعاليمها تخرج عن اطار صحيح الدين.وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بنحو خمسة الاف بينهم العديد من النساء والاطفال ويحمل البعض لافتات تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية وحظر الطائفة الاحمدية. وقال عبد الرشيد عبد الله سيافي المدير بمدرسة داخلية اسلامية قارئا خطابا مفتوحا موجها للرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو " اليوم نطالب نحن أعضاء منتدى أمة الاسلام... بان يصدر الرئيس مرسوما رئاسيا بحل الطائفة الاحمدية بأسرع وقت ممكن." وأضاف "المرسوم (الوزاري) لم يفعل شيئا للقضاء على مشكلة الاحمدية." وبعد القصر الرئاسي توجه المتظاهرون الى مقر الشرطة بالمدينة مطالبين السلطات باطلاق سراح احد زعماء جبهة المدافعين عن الاسلام اعتقل في اعقاب هجوم في الاول من يونيو حزيران علي حشد ينادي بحرية العقيدة في جاكرتا. وكان معتدلون في اندونسيا قد انتقدوا الحكومة لعدم اتخاذ موقف اكثر صرامة ضد الجماعات الاسلامية المتشددة في اعقاب عدة وقائع حدثت في الفترة الاخيرة الحقت الضرر بدور عبادة وشملت ترويع افراد. وحظي يودويونو كرئيس وكوزير في الحكومة السابقة بالاشادة بموقفه المتشدد تجاه الجماعة الاسلامية وهي جماعة متشددة نفذت تفجيرات ضد سياح وأهداف غربية أخرى في اندونيسيا. غير ان محللين يقولون ان الرئيس الذي تعتمد حكومته الائتلافية على تأييد أحزاب اسلامية والمتوقع ان يسعى لفترة ولاية ثانية العام المقبل كان يتعين ان يتخذ موقفا أكثر صرامة ازاء جماعات أخرى تحرض على العنف. وقال يوسف كالا نائب الرئيس لرويترز في حديث الاسبوع الماضي ان الحكومة لا تعتزم حظر الطائفة الاحمدية وان افرادها يسمح لهم بممارسة عباداتهم في منازلهم ومساجدهم لكن عليهم ألا يروجوا لافكارهم او يحاولوا اقناع اخرين بتغيير عقيدتهم. وكان فريق حكومي مكلف بمراقبة الجماعات الدينية قد أوصى في وقت سابق بحظر الطائفة التي تتباين تقديرات أعداد أنصارها من 200 الف الى مليونين في اندونيسيا.ويرفض افراد الطائفة الاحمدية اعتبار نبي الاسلام محمد خاتم الانبياء ويقولون ان ميرزا غلام أحمد الذي أسس الطائفة في الهند في القرن التاسع عشر نبي. وثار جدل محتدم بشأن الطائفة بعد ان اعلن مجلس العلماء أعلى سلطة دينية في البلاد انها طائفة خارجة على الدين. ويبلغ عدد سكان اندونيسيا 226 مليون نسمة 85 بالمئة منهم مسلمون. واغلبهم من المعتدلين وينص دستور البلاد على حرية العقيدة.