تستعد ألمانيا لاحتفالية شعبية هائلة مساء اليوم تتمثل في المباراة المرتقبة بين المنتخب الالماني لكرة القدم ونظيره التركي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الامم الاوروبية (يورو 2008) المقامة حاليا في النمسا وسويسرا. وينتظر أن يتابع ملايين المشاهدين في ألمانيا المباراة عبر شاشات التلفاز في حين يتوقع تجمع نحو نصف مليون مشجع أمام بوابة براندنبورج الشهيرة في برلين لمتابعة المباراة في الساحة المخصصة لذلك علاوة على 100 ألف مشجع من المنتظر أن يتابعوا المباراة الحاسمة من المدرجات في مدينة بازل السويسرية. وستتابع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل المباراة من الاستاد في بازل كما سبق وفعلت خلال المباراة التي خاضتها ألمانيا أمام الجارة النمسا والتي انتهت بفوز ألمانيا بهدف نظيف كتب شهادة خروج النمسا من البطولة. وقالت المستشارة: "أريد أولا متابعة مباراة جميلة ، مباراة عادلة وسأتمنى التوفيق بالطبع للمنتخب الالماني وسأكون بجوارهم وأتفاعل معهم". وإلى جانب ميركل سيجلس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على مقاعد المتفرجين لمتابعة المباراة المرتقبة. من ناحية أخرى ناشد الكثير من الساسة في ألمانيا جميع المشجعين الاحتفال السلمي بالمباراة والابتعاد عن أعمال الشغب ووضع علاقة الصداقة الالمانية التركية في الاعتبار. وقال وزير الداخلية الالماني فولفجانج شويبله في تصريحات نشرتها صحيفة "شتوتجارتر ناخريشتن" اليوم: "كرة القدم تقدم فرصة رائعة للتخلص من الاحكام المسبقة ودعم الاندماج والاحتفال الجماعي". أما وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير فقال في تصريحات تلفزيونية إنه يأمل "ألا توجد أي محاولة للتشويش على الاحتفالية الكروية". من جهتها قالت جزينه شفان ، مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمنافسة على منصب الرئاسة في البلاد: "أتمنى أن تدخل السعادة إلى قلوب الجميع وألا تقع أى أعمال شغب وهذا بالنسبة لي أهم من الانتصار وحده". أما كلاوس فوفرايت عمدة برلين التي يعيش فيها عدد كبير من الاتراك فناشد جميع المشجعين "إظهار الاحترام المتبادل خلال وبعد المباراة بغض النظر عن نتيجتها". في الوقت نفسه قال كينان كولات رئيس الجالية التركية في ألمانيا إن من شأن فوز تركيا وصعودها لنهائي البطولة زيادة مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الاتراك الذين يعيشون في ألمانيا. وأكد كولات في مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): "يتعرض الكثير من الاتراك لرفض اجتماعي في ألمانيا والمشاركة في النهائي (يورو 2008) ستكون بمثابة رمز لقدرة الاتراك على النجاح تثبت أنهم على قدم المساواة مع الالمان". وناشد كولات جميع المشجعين قائلا: "شاهدوا المباراة يدا بيد وارفعوا أعلام البلدين إلى جانب بعضهما واستمتعوا بالامر". من جهته قال السفير التركي لدى ألمانيا أحمد أشيت: "هذه فرصة نادرة للالمان وللاتراك تتيح لهم إظهار احترام كل طرف للاخر". وقال السفير التركي في تصريحات نشرتها صحيفة "كولنر شتات أنتسايجر" الالمانية إن الاتراك "جزء من هذا البلد (ألمانيا) وينتمون إليه بشكل أكبر".