الخرطوم (اف ب) -الفجرنيوز:طرد السودان من دارفور بانو التنباس المسؤولة في منظمة اطباء بلا حدود الهولندية في هذه المنطقة التي تشهد حربا اهلية مستمرة منذ 2003 على ما علمت وكالة فرانس برس الاربعاء من مصادر انسانية. وقالت المصادر طالبة عدم كشف اسمها ان بانو التنباس التي كانت تدير فرع اطباء بلا حدود الهولندية في نيالى عاصمة جنوب دارفور على مسافة 500 كلم جنوب شرق الخرطوم تلقت الاحد امرا بمغادرة دارفور بدون ابطاء. وتبلغت المسؤولة الانسانية التركية الجنسية هذا الامر من مسؤول في لجنة الشؤون الانسانية الهيئة السودانية المكلفة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية والوكالات الانسانية.ورفض رئيس اطباء بلا حدود الهولندية في السودان كيني غلوك (اكرر كيني غلوك) الادلاء باي تعليق ردا على اسئلة فرانس برس مشيرا الى انه من غير المقرر اصدار اي بيان حول هذه المسألة. والتنباس التي اعلنتها السلطات السودانية شخصا غير مرغوب به في دارفور بدون اعطاء تبريرات محددة لم تغادر السودان وكانت الاربعاء في الخرطوم. وهي اول مرة يتخذ مثل هذا الاجراء بحق منظمة اطباء بلا حدود الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1999 في دارفور حيث تنشط خمس منظمات تابعة لها من بلجيكا واسبانيا وفرنسا وهولندا وسويسرا. واطباء بلا حدود الهولندية توظف في جنوب دارفور 25 اجنبيا فضلا عن موظفين محليين يقارب عددهم الالف. وتنشر المنظمة في هذه المنطقة مجموع 125 اجنبيا يساعدهم نحو عشرة الاف سوداني. وبعد صدور تقرير لاطباء بلا حدود الهولندية عام 2005 حول عمليات الاغتصاب في مخيمات اللاجئين في دارفور استاءت السلطات السودانية واوقفت لفترة قصيرة رئيس المنظمة في السودان بول فورمان. واتهم آنذاك بارتكاب جرائم بحق الدولة السودانية قبل ان تطوى المسألة وقال مسؤول في منظمة غير حكومية اوروبية "من الواضح ان اطباء بلا حدود الهولندية بقيت منذ ذلك الحين تحت المراقبة هذه المسالة خطيرة جدا". وسبق ان تعرضت منظمات غير حكومية لاجراءات طرد منذ اندلاع النزاع في دارفور ومنها منظمة كير الاميركية عام 2007 ومنظمة نورفيجيان ريفيوجي كاونسل النروجية عام 2006 واوكسفام وسايف ذي تشيلدرن البريطانيتان عام 2004. كما طرد من دارفور العام الماضي مسؤولان في مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية الذي ينسق هذه النشاطات.وطلب مسؤول في لجنة الشؤون الانسانية الاسبوع الماضي من المنظمات غير الحكومية الدولية وقف تعاملها مع مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية الذي اتهمه بالتدخل في الشؤون الداخلية السودانية. كما اعتبر دبلوماسيون اشخاصا غير مرغوب فيهم وبينهم الممثل الخاص للامم المتحدة في السودان يان برونك الذي طرد في نهاية 2006. وعلى صعيد آخر اعلن رئيس مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في دارفور مايك ماغوناغ هذا الاسبوع في الخرطوم ان امن العاملين الانسانيين في دارفور لم يكن يوما على هذا القدر من التدهور كما هو منذ 18 شهرا ما يجعل عمليات توزيع المساعدات على السكان هذه السنة تزداد صعوبة. واكد الون ماكدونالد المتحدث باسم اوكسفام ان "السيارات تتعرض لمعدل هجوم في اليوم" في حين لم توفر الحكومة السودانية المواكبة التي وعدت بها. ويدور نزاع منذ 2003 بين القوات الحكومية السودانية مدعومة من ميليشيات الجنجويد العربية والحركات المتمردة في دارفور. واوقع النزاع اكثر من 300 الف قتيل وادى الى نزوح 2,2 مليون شخص بحسب ارقام الاممالمتحدة فيما تفيد الخرطوم عن حوالى عشرة الاف قتيل.