لا يبدو أن محمد الموساوي، المغربى الأصل ورئيس "تجمع مسلمى فرنسا"، والفائز مؤخرا برئاسة "المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية"، سعيد بالتطورات التى برزت مباشرة بعد إعلان النتائج النهائية لانتخابات المجلس، والتى أفضت إلى فوز منظمته فى الاستحقاق الانتخابى الإسلامى بنسبة 43,24%، متفوقا على "اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا"، و"شبكة المساجد التركية". ومرد القلاقل التنظيمية التى تنتظر الرئيس الجديد، تبعات انسحاب أبرز المنظمات الإسلامية من الانخراط فى الانتخابات الأخيرة، ويتعلق الأمر بمؤسسة "الفيدرالية الوطنية لمسجد باريس الكبير" "أو مؤسسة "مسجد باريس""، الذى يشرف عليه الجزائرى دليل أبو بكر الذى ظل يرأس المجلس منذ تأسيسه، و"الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا"، ويترأسها محمد بشاري، المغربى الأصل، والمقرب هو الآخر من النظام المغربي، وأحد أعضاء "القيادة الشعبية الإسلامية العالمية"، ومقرها طرابلس بالجماهيرية الليبية. ولعل أبرز تبعات هذا الانسحاب، إعلان "الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا" ومعها "مسجد باريس" رفع دعاوى قضائية ضد النتائج النهائية لانتخابات المجلس، كما جاء فى بيان تحصلت "العرب" على نسخة منه، وذلك تأسيسا على ما تنص عليه بنود القانون الأساسى للمجلس. وقالت مصادر من باريس، لا يخول ل"تجمع مسلمى فرنسا" قيادة المجلس دون الأخذ بعين الاعتبار حضور أعضاء من "مسجد باريس" و"الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا"، باعتبارهم أعضاء مؤسسين للمجلس، فى حقبة لم يكن "تجمع مسلمى فرنسا" موجودا بشكل رسمي، وقد تأسس فى يناير سنة 2006، بناء على دعم مادى ومعنوى من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، بعد فشل هذه الأخيرة فى الاستحواذ على رئاسة "الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا"، فى صراع امتدت جولاته آنذاك إلى ساحة القضاء الفرنسي، وانتهى بحكم القضاء لصالح القيادة الحالية "محمد بشاري"، مما يقف وراء تأسيس "تجمع مسلمى فرنسا"، ودخول الشؤون الإسلامية المغربية بكل ثقلها فى انتخابات المجلس الفرنسي، مقابل انسحاب "الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا و"مسجد باريس". ومن المنتظر أن تنعكس التطورات القضائية القادمة فى الطريق، سلبا على أداء المجلس، فى ظل استمرار خلافات ممثلى المغرب والجزائر على زعامة المجلس، خاصة وأن مسلمى فرنسا، والذين يفوق عددهم خمسة ملايين، على أبواب تحديات جمة فى الطريق. وفى انتظار ما سيصدر عن القضاء الفرنسى فى القضية الإسلامية، فإن الرئيس الجديد، انكب على متابعة أهم هذه التحديات، لعل أهمها ملف السمسرة السائدة لدى وكلاء السياحة الذين ينظمون رحلات الحج والعمرة إلى مكةالمكرمة، وهناك أيضا ملف العلامات المزيفة التى تروج لل"ذبح على الطريقة الإسلامية"، وأخيرا، الإكراهات التى يصطدم بها المحسنون فى إنشاء المساجد بتجمعاتهم. جدير بالذكر، أن انتخابات المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية التى جرت فى عام 2005، أسفرت عن فوز "الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا"، حيث حصدت 19 مقعدا من مقاعد مجلس إدارة المجلس البالغ عددها 43، وتلاها "اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا" المحسوب على تيار "الإخوان المسلمين"، ثم "مسجد باريس" اللذان حصل كل واحد منهما على عشرة مقاعد، فى حين فازت "شبكة المساجد التركية" بمقعد واحد وحصل مرشحون مستقلون على المقاعد الثلاثة الباقية.