انتقد ناشط سياسي ليبي معارض، تهديد طرابلس بسلاح النفط وسحب الأرصدة وقطع العلاقات مع سويسرا، انتقاماً لاعتقال أجهزة الأمن فيها هنيبعل نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في جنيف مؤخراً بتهمة ضرب خادمة، p واعتبر ذلك "أسلوباً مستهجنا في العلاقات الديبلوماسية بين الدول لا يعكس تصرف الدولة". وأكد منسق التجمّع الجمهوري من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في ليبيا، فرج أبو العشة، في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، أنّ الأزمة التي نشبت بين ليبيا وسويسرا على خلفية اعتقال هنيبعل نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في جنيف مؤخراً بتهمة ضرب خادمة، تشكل عاملاً مساعداً لإقناع الإعلام السويسري خصوصاً والغربي عموماً، "بضرورة العودة لتسليط الضوء حول واقع حقوق الإنسان في ليبيا". وقال أبو العشة "أعتقد أنّ ما جرى مؤخراً لنجل العقيد في سويسرا ستساعدنا على إقناع الإعلام السويسري والغربي بضرورة تسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان في ليبيا، وانتهاك الحكومة فيها لجقوق الإنسان وفق كل الأعراف الدولية، وذلك بعد أن باعت كثير من الدول الغربية للأسف الشديد قضية حقوق الإنسان مقابل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع ليبيا"، على حد تعبيره. وانتقد أبو العشة المظاهرات التي أطلقها أعضاء في اللجان الثورية بليبيا ومناداتها بقطع العلاقات مع سويسرا وسحب الأرصدة ووقف الصادرات النفطية إليها، وأكد أنّ الخاسر الأكبر من كل ذلك هو ليبيا، وقال "أعتقد أنّ الأسلوب الذي تعاطت به ليبيا مع الإجراء الأمني السويسري حول قضية جنائية تحدث بمئات المرات في العالم لم يكن في مستوى الدولة، وإنما كان تعبيراً عن تصرف عائلة وأفراد يحكمون ليبيا، وهو تصرف خارج مفهوم الأعراف الدبلوماسية ويكشف طبيعة النظام البعيدة عن العقلانية"، معتبراً أنّ الأمر يتعلق بمحاولة "لابتزاز سويسرا الدولة الضعيفة التي هي عبارة عن مجموعة من الشركات والبنوك"، على حد تعبيره. وكانت السلطات الأمنية السويسرية قد أوقفت هنيبعل القذافي وزوجته في 15 تموز (يوليو) الجاري، في فندق "ويلسون" الفخم بجنيف، إثر شكوى تقدم بها خادمان، تونسية ومغربي، متهمين الاثنين بضربهما. وأفرج عن هنيبعل القذافي وزوجته بعد يومين بكفالة قيمتها نصف مليون فرنك سويسري (312 الفا و500 يورو)، وقضي القذافي ليلتين محتجزاً بينما نقلت زوجته ألين الحبلي في شهرها التاسع إلى المستشفي بعد أن أصيبت بتوعك، وكشفت التحقيقات فيما بعد براءته. ويهدِّد هذا الإجراء العلاقات السويسرية الليبية بأزمة حقيقية تمس تحديداً النفط، حيث تعتمد سويسرا بشكل كبيرعلى النفط الليبي (واردات سويسرا من النفط الخام الليبي تمثل أكثر من 48 في المائة من إجمالي وارداتها النفطية حسب إحصائيات العام الماضي)، كما أنّ لدى بنوكها أموالاً ليبية في حال سحبها قد تخلق بعض الهزات، لا سيما بعد أن أقدمت السلطات الليبية على اعتقال مواطنين سويسريين، وإلغاء رحلات جوية بين ليبيا وسويسرا "لأسباب تقنية". كما جرى غلق مكاتب شركات سويسرية في ليبيا، وصدور تهديدات من طرف متظاهرين من اللجان الشعبية تجمعوا أمام مقر السفارة السويسرية في طرابلس.