تنظيم سلسلة من المعارض الثقافية ضمن فعاليات المهرجان الدولي للصحراء بدوز    كأس افريقيا للأمم المغرب 2025 (المجموعة الثالثة): المنتخب التنزاني يتعادل مع نظيره الأوغندي 1 – 1..    تونس تُشارك في الصالون الدولي للفلاحة بباريس    سيدي حسين: المنحرف الخطير المكنّى ب«ب بألو» في قبضة الأمن    انقطاع جزئي للكهرباء بالمنستير    كأس أمم إفريقيا: التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني في مواجهة نيجيريا    لجنة مشتركة تونسية سعودية    مع الشروق : «الإبراهيمية» تغزو الشرق الإفريقي    قرقنة تكشف مخزونها التراثي .. الحرف الأصيلة تتحوّل إلى مشاريع تنموية    جهاز استشعار للكشف عن السرطان    عاجل/ كأس أمم افريقيا: التشكيلة الأساسية للمنتخب التونسي ضد نيجيريا..    تراجع خدمات الدين الخارجي المتراكمة ب 13،8 بالمائة    الرصد الجوي: درجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية متوقعة خلال الثلاثي الأوّل من سنة 2026..    مسرحية "كحلة الأهذاب"... إنتاج جديد لفرقة مدينة تونس للمسرح احتفالا بذكراها السبعين    الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول التقنيات المبتكرة والذكية للمعلومات (IC3IT'26) في الفترة من 26 إلى 28 مارس 2026 بالحمامات    كاس امم افريقيا : السنيغال يتعادل مع الكونغو الديمقراطية    الليلة: الحرارة في انخفاض مع أمطار غزيرة بهذه الجهات    سفيان الداهش للتونسيين: تُشاهدون ''صاحبك راجل 2" في رمضان    مجموعة الخطوط التونسية: تراجع طفيف في العجز خلال سنة 2022    المستشفى الجامعي شارل نيكول يحقق أول عمليات ناجحة بالفيمتو ليزك بتونس!    نجاح جراحة عالية الدقة لأول مرة وطنيًا بالمستشفى الجامعي بقابس    متابعة مدى تقدم رقمنة مختلف العمليات الإدارية والمينائية المؤمنة بالشباك الموحد بميناء رادس محور جلسة عمل    خبايا الخطة..ماذا وراء اعتراف اسرائيل بأرض الصومال..؟!    محرز الغنوشي: طقس ممطر أثناء مباراة تونس ونيجيريا...هذا فال خير    عاجل/ مسجون على ذمة قضية مالية: هذه الشخصية تقوم باجراءات الصلح..    مداهمة مصنع عشوائي بهذه الجهة وحجز مواد غذائية وتجميلية مقلدة..#خبر_عاجل    هام/ بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال 24 ساعة الماضية..#خبر_عاجل    عاجل/ حجز يخوت ودرجات نارية فاخرة: تفاصيل تفكيك وفاق دولي لترويج المخدرات يقوده تونسي..    وزارة النقل: شحن الدفعة الأولى من صفقة اقتناء 461 حافلة من الصين قريبا    الكاف: ورشات فنية ومعارض وعروض موسيقية وندوات علمية في اليوم الثاني من مهرجان صليحة    8 قنوات مفتوحة تنقل مباراة تونس ونيجيريا اليوم في كأس أمم إفريقيا    مصادر دبلوماسية: اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية غدا بعد اعتراف إسرائيل بأرض الصومال    جريمة مروعة: وسط غموض كبير.. يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر..#خبر_عاجل    اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية: محرز بوصيان يواصل رئاسة اللجنة    إيقافات جديدة في فضيحة مراهنات كرة القدم    رئيس الجمعية التونسية لمرض الابطن: لا علاج دوائي للمرض والحمية الغذائية ضرورة مدى الحياة    تقدم أشغال بناء المستشفى الجهوي بالقصرين مع توقع انطلاق استغلاله بداية السنة    مستخدمو التواصل الاجتماعي مجبرون على كشف أسمائهم الحقيقية    عروض مسرحية وغنائية وندوات ومسابقات في الدورة العاشرة لمهرجان زيت الزيتون بتبرسق    قابس: تقدم مشروع اصلاح أجزاء من الطرقات المرقمة بنسبة 90 بالمائة    سيدي بوزيد: تحرير 17 تنبيها كتابيا وحجز كميات من المواد الغذائية    المسرح الوطني التونسي ضيف شرف الدورة 18 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر    السكك الحديدية تنتدب 575 عونا    عاجل/ تعطّل أكثر من ألف رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية..    مواعيد امتحانات باكالوريا 2026    اخلاء هذا القصر بقرار قضائي..وهذا هو السبب..#خبر_عاجل    حجز 5 أطنان من البطاطا بهذه الجهة ،وتحرير 10 محاضر اقتصادية..    تايلاند وكمبوديا توقعان اتفاقا بشأن وقف فوري لإطلاق النار    رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن عودة الناشط علاء عبد الفتاح    فرنسا.. تفكيك شبكة متخصصة في سرقة الأسلحة والسيارات الفارهة عبر الحدود مع سويسرا    استراحة الويكاند    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى الإسراء والمعراج ..دروس وعبر للإمة الإسلامية للنهوض بها
نشر في الفجر نيوز يوم 29 - 07 - 2008

تحتفل الأمة الإسلامية هذه الأيام بذكرى الإسراء والمعراج, هذه الذكرى التي ستظل المصدر الذي يتشرب منها المسلمون الدروس والعبر ,وستظل الجرس الذي يذكرهم دائماً بدورهم تجاه انفسهم واتجاه دينهم واتجاه الناس جميعاً ,هذه الذكرى التى
وقفت امامها العقول حائرة, معجزة جعلت اعداء الإسلام واقفين امامها بين مشكك ومصدق ليأتى قول الله ويحسم هذه القضية فيقول سبحانه وتعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" وقوله تعالي "ما زاغ البصر وما طغي".
وبهذه المناسبة تقوم "شبكة الأخبار العربية "بعمل عرض مختصر لهذه الرحلة الربانية للوقوف على أهم الدروس والعبر التي يجدر بالمسلمين التسلح بها في معركة إعادة بناء الأمة الجديدة .
اشتداد المحن
قبل ان نقوم بسرد هذه الرحلة الربانية سوف نقوم بسرد حادثة تمت قبل هذه الرحلة الربانية ليعلم الذين كفروا ان الله ليس بتارك عبده وليزداد صبر الذين امنوا وليعلموا دائما ان بعد العسر يأتى اليسر فقبل هذه الرحلة بفترة ليست بكبيرة اشتدت المصائب على رسولنا الكريم بداية من وفاة احب زوجاته اليه السيدة خديجة رضى الله عنها وقد تبعها فى نفس العام وفاة خير معين له فى وجه الكفار عمه ابى طالب وقد كان حزنه على عمه حزن مضاعف وذلك لاصراره على كفره وموته عليه .
وتأتى لقريش الفرصة بعد وفاة ابى طالب عم الرسول ليشتد اذائهم للرسول الكريم فقد تحينت لهم الفرصة بعد وفاة خير ناصر له الأمر الذى ادى بالرسول الكريم الى تغير مكان دعوته وتركه احب البلاد إلي نفسه فتهيأ للخروج إلى الطائف لعله يجد فيها السلام والخير الأ إنه قد وجد ما لم يأمله فعندما بدأ فى الدعوة الى الله مع سادات الطائف وجد ردا قاسيا بل كان يحرضون سفاءهم واطفالهم بأن يسبونه ويرمونه بالحجرة الأمر الذى ادى إسالت دمائه الشريفة فقد جرح فى قدميه من جراء رميهم بالحجارة ويستمر ايذاء اهل الطائف للرسول الكريم حتى رسول الله قد اخذ فى الدعاء بقوله " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربى ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ؟ أو إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل علي غضبك ، أو أن ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك" .
فبعد ما وجده الرسول الكريم فى اهل الطائف, عقد العزم إلي الرجوع إلي احب البلاد اليه, ليكمل تبليغ رسالته للوفود والقبائل والأفراد ,فما وجد الحال فيها يختلف عما وجده بالطائف فقد كان رجالها يتبعونه فى الأسواق ويرمونه بهتانا واثماً ويصفونه بالكذب ويحذرون الجميع من إتباعه .
يسر بعد عسر
وبعد ما واجهه الرسول الكريم من إهانة وإيذاء من أهل مكة والطائف اراد الله ان ييسر على عبده ونبيه وأكرمه بهذه الرحلة الربانية لتكون بشرى للرسول الكريم والمؤمنين من حوله كأنما يقول له الله عزوجل "اذا كانت هذه معاملة اهل الأرض من مهانة وذل فتعالى إلى السماء لترى كيف يرحب بك اهلها وكيف يستقبلونك بحفاوة وفرح " .
رحلة الإسراء
كانت هذه الرحلة في السنةِ الخامِسَةِ قبلَ الهجرةِ .. عندما جاءَهُ جبريلُ ليلاً َ وهو نائمٌ ففتَحَ سَقْفَ بيتِهِ ولم يهبِطْ عليهِم لا ترابٌ ولا حجرٌ ولا شىءٌ وكان النبيُّ حينَها في بيتِ بنتِ عمّه أمّ هانىءٍ بنتِ أبي طالبٍ أختِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ في حيّ اسمه أجياد بمكة ، كان هو وعَمّه حمزةُ وجعفرُ بنُ أبي طالب نائمين والرسولُ كانَ نائماً بينهما فأيقظَهُ جبريلُ ثم أركبَهُ على البُراقِ خلفَهُ وانطلقَ بهِ.
والبُراقٌ دابةٌ من دوابِّ الجنّةِ وهو أبيضٌ طويلٌ يضَعُ حافِرَهُ حيثُ يَصِلُ نظرُهُ ولما يأتي على ارتفاعٍ تطولُ رجلاهُ ولما يأتي على انخفاضٍ تقصُرُ رجلاه.
واستعداد لهذه الرحلة المباركة اتجه جبريل بنبينا صلوات ربى عليه الى الكعبة فقام بشق صدره من غير ان يشعر الرسول بأى الم يذكر ليملأه ايماناً وحكمة إعداداً لهذه الرحلة المباركة ثم صار حتى وصلا ارض المدينة ِ فقالَ له جبريلُ " انزِل " فنزل فقالَ له "صلِّ ركعتينِ" فَصَلّى ركعتين، ثم انطلَقَ فوصَلَ بهِ الى بَلَدٍ اسمُها مَدْيَن وهي بلدُ نبيِ اللهِ شُعَيب فقال له انزِل فَصَلِّ ركعتينِ ففعَلَ ثم مثل ذلِكَ فَعَلَ في بيتِ لحمٍ حيث وُلِدَ عيسَى ابنُ مريمَ عليهِ السلام.

ثم أتى بيتَ المقدِسِ فربَطَ البُراقَ بالحَلَقَةِ التي يَرْبِطُ بها الأنبياءُ ثم دخلَ المسجدَ الأقصى فصلَّى فيهِ ركعتين.
وصلّى بالأنبياء إماماً، جمَعَهم له هُناك كلّهم تشريفاً له، ليجعله الله الميثاق الذي يأخذه على رسله ليؤمنوا بمحمد وينصرونه ويؤيدوه, وتكون إمامته "ص" لجميع الرسل إعلانا لعالمية الإسلام وبيانا لوجوب الإيمان به حيث آمن واقتدى به جميع الرسل.
أن هذه البقعة المباركة التي اجتمع بها الرسل جميعا,لها مكانة عظيمة في قلب كل مسلم , هي مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، ونهاية رحلة الإسراء وبداية المعراج.
وبذلك تكون هذه الرحلة الربانية تذكير دائم للأمة العربية والإسلامية إلى التعاون والالتحام معا يدا واحدة لإنقاذ المسجد الأقصى وحماية الأرض المقدسة ورد الحق لأصحابه، خاصة وأنها أرض الإسراء التي تتعرض الآن لأخطر الانتهاكات والعدوان.
ثم يخرج عليه جبريلُ عليه السلام بإناءٍ من خمرِ الجنةِ لا يُسكِرُ وإناءٍ من لبَنٍ فاختَارَ النبيُ اللبنَ فقال لهُ جبريل "اخترتَ الفِطرةَ " أي تمسَّكْتَ بالدين.
العروج إلي السماوات
ثم صَعِدَ به جبريلُ حتى انتهيَا الى السماءِ الأُولى، وفي السماءِ الأولى رأى ءادَمَ وفي الثانيةِ رأى عيسى ويحيى وفي الثالثةِ رأى يوسُفَ..
قال عليه الصلاةُ والسلامُ " وكان يوسُفُ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ " يعني نِصْفَ جَمَالِ البشَرِ الذي وُزِّعَ بينهم وفي السادسةِ رأى موسى وفي السابِعَةِ رأى ابراهيمَ وكانَ أشْبَهَ الأنبياءِ بسيدنا محمد من حيث الخِلْقَةُ ورءاهُ مُسْنِداً ظهرَهُ إلى البيتِ المعمُورِ الذي يدخُلُه كُلَّ يومٍ سبعُونَ ألفَ مَلَكٍ ثم لا يعُودونَ إليهِ.
ثم ذُهِبَ برسولِ اللهِ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى وهي شجرةٌ عظيمةٌ وبها من الحُسْنِ ما لا يستطيعُ أحدٌ من خَلْقِ اللهِ أن يَصِفَهُ وجَدَهَا يغشاها فَراشٌ من ذَهبٍ وأوراقُها كآذانِ الفيلَةِ وثِمارُها كالقِلالِ والقِلالُ جمْعُ قُلَّة وهي الجَرَّةُ وهذه الشجرةُ أصلُها في السماء السادسةِ وتمتدُ إلى السابعةِ ثم سارَ سيدُنا محمد وحدَهُ حتى وصَلَ إلى مكانٍ يسمَعُ فيهِ صريفَ الأقلامِ التي تنسَخُ بها الملائكةُ في صُحًفِهَا من اللوحِ المحفوظِ ثم هُناكَ أزالَ اللهُ عنْهُ الحِجَابَ الذي يَمنعُ من سَماعِ كلامِ اللهِ الذي ليسَ حرفاً ولا صوتاً، أسمَعَهُ كلامَهُ.
ثم هناك أيضاً أزَالَ عن قلبِهِ الحجابِ فرأى اللهَ تعالى بقلبِهِ أي جَعَلَ اللهُ له قوَّةَ الرُؤيةِ

والنظَرِ بقلبه، فرأى اللهَ بقلبهِ ولم يَرَهُ بعينَيْ رأسِهِ لأنَّ اللهَ لا يُرَى بالعينِ الفانِيَةِ في الدنيا وإنما يُرى بالعينِ الباقيةِ في الآخرةِ كما نصَّ على ذلك الإمامُ مالِكٌ رضي اللهُ عنه
ثم إنّ نبينا لما رجَعَ من ذلِكَ المكانِ كان من جملةِ ما فَهِمَهُ من كلامِ اللهِ الأزليِ أنّهُ فُرِضَ عليه خمسون صلاة ثم رجع فوجد موسى في السماءِ السادسةِ فقال له " ماذا فرضَ اللهُ على أُمَّتِكَ" قال: " خمسين صلاة " قال "ارجع وسل التخفيف" أي ارجع الى حيثُ كُنْتَ وسَلْ ربَّكَ التخفيف فإني جرَّبْتُ بني اسرائيلَ فُرِضَ عليهم صلاتان فلم يقُوموا بهما" فرجعَ فَطَلَبَ التخفيفَ مرةً بعد مرَّةٍ إلى أن صاروا خمسَ صلواتٍ.
ثم رجع رسولنا الكريم إلى قومه وحكى لهم ما حدث ، إلا انها رحلة تعجز عن تصديقها غير القلوب النقية المؤمنة فمنهم من كذبه ومنهم من أخذ يناظره بالاسئلة ويسأله "كم باباً ببيت المقدس "فلما كانت الرحلة ليلاً كشف الله له فآراه ، فصار يحكى لهم عن وصف الابواب وعددها واحداً واحداً فسكتوا ، وعندما قالوا لصديقه"ابوبكر "صاحبك يدعى أنه أسرى به " ، فقال ابو بكر مقولته المأثورة "إنه صادق فى ذلك أنا اصدقه فى خبر السماء فكيف لا اصدقه عن خبر الأرض ".
مشاهد لاتنسى
اثناء هذه الرحلة الربانية رأى النبى عدداً من المشاهد التى تعبر عن الكثير من حالة أمته وعلى ماهو عليه الناس فى الوقت الحالى ، نسرد بعضها لعل الناس يأخذون منها العظة :
****المشهد الذى تظهر فيه امرأة جميلة متبرجة بكل أنواع الزينة، حاسرة عن ذراعيها تنادى: يا محمد انظرنى أسألك. فلم يلتفت إليها صلى الله عليه وسلم فقال جبريل للرسول: ما سمعت فى الطريق؟
فقال عليه السلام: بينما أنا أسير إذا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تقول: يا محمد انظرنى أسألك! فلم أجبها، ولم أقم عليها.
قال جبريل: تلك الدنيا، أما أنك لو أجبتها، لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة، وأما الشئ الذى ناداك من جانب الطريق فهو إبليس.
****ثم يأتى هذا المشهد الذى نسأل الله سبحانه وتعالى قبل سرده ان يرزق شبابنا العفاف

والتقى حتى لايقعون فى مثله فأثناء هذه الرحلة الربانية رأى الرسول موائد كثيرة، عليها لحم ناضج جيد ولا يقربها أحد وموائد أخرى عليها لحم نتن كريه الرائحة وحول هذا اللحم النتنه أناس يتنافسون على الأكل منها ويتركون اللحم الناضج الجيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هذا حال أناس من أمتك يتركون الحلال الطيب فلا يطعمونه، ويأتون الحرام الخبيث فيأكلونه!!.
****وهذا مشهد آخر يحذر أكلين أموال اليتامى بالباطل ,حيث رأى الرسول الكريم أناسا شفاهم كمشافر الإبل. فيأتى من يفتح أفواههم، فيلقى فيها قطعا من اللحم الخبيث، فيضجون منها إلى الله لأنها تصير نارا فى أمعائهم فلا يجيرهم أحد حتى تخرج من أسفلهم فقال عليه الصلاة والسلام من هؤلاء يا جبريل ؟
قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى بالباطل، إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
****ويرى الرسول الله عليه وسلم طريقا ممتدا إلي النار يمر فيه آل فرعون. فيعرضون على النار غدوا وعشيا.
وأثناء مرورهم يجدون على الطريق أقواما بطونهم منتفخة مثل البيوت، كلما نهض أحدهم سقط يقول: اللهم أخر يوم القيامة، اللهم لا تقم الساعة فيطؤهم آل فرعون بأقدامهم فقال عليه السلام: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم الذين يتعاملون بالربا من أمتك.. لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس.
*** ثم يمضى الرسول صلى الله عليه وسلم فيرى أقواما يُقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم: كل من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك، كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا.
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما تضرب رؤوسهم بالصخر كلما ضربت تحطمت وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم.. وهكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل عليه السلام: هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة.
***يعقب ذلك مشهد يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يزيد عليها، وذلك دليل على كثرة الذنوب التى ارتكبها والمعاصى التى اقترفها، ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس، لا يقدر على أدائها وهو يزيد عليها أمانات أخرى، وقد دعا الإسلام إلى رد الأمانات.
*** كما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوام تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شئ وهذا جزاء من يتكلم بالشر، ويخوض فيه بين الناس فلما رأى رسول الله ذلك قال لجبريل: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء خطباء الفتنة" كما كثر عددهم فى هذه الأيام"أسال الله ان يكفوا عما هم عليه من بث للفتنة .
** وعلى عكس ماسبق فهذا المشهد يثير فى نفوسنا الراحة ويبعث فيها الاطمئنان والسكينة، فقد مر الرسول على أقوام يحصدون فى يوم، كلما حصدوا عاد كما كان. وكثرة الحصاد والمحصول على هذا الوجه رمز لجزاء الله سبحانه الذى لا يتناهى، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك سأل جبريل: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم المجاهدون فى سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف. ولذلك يشبه الله العمل الصالح فى الآية: {كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء.
دروس وعبر
يجب على الأمة الإسلامية وهى تحتفل بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا ان تقف عليها وتستلهم منها اهم ما خرجت به هذه الرحلة الربانية من دروس وعبر لتكون لنا خير عون على استعادة مجدانا وإعادة بناء لأمتنا ومن هذه الدروس :
1-على المؤمنين ان يتيقنوا ان دائما بعد العسر يأتى اليسر الأ أنه يجب على الأنسان ان يصبر ويحتسب ويسعى دائما للخير فكما عوض الله رسوله الكريم بعد اشتداد المصائب عليه ونصره سوف يكون هذا حالنا ان شاء الله فى حالة اذا ما قمنا بالدافع عن دين الله وجعل كلمة الله هى العليا .
2- على المسلمين ان يتذكروا دائما الآية الكريمة "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"ويقتدوا بها حتى تكون لهم عون لإظهار الصورة الصحيحة لدينهم كما فعل الرسول" ص" مع اهل الطائف فرسولنا الكريم فهو لم يدعو عليهم بل دعا لهم بأن يشرح صدرهم للإسلام وليكن هذا دائما شعارنا وسلوكنا حتى تتحدث افعالنا عن إسلامنا وتكون اداة جيدة للحديث عنا الإسلام وسماحته .
3- ان يتذكر المسلمين حال اليهود الذين ضلوا السبيل بمخالفة امر الله وقاموا بخيانة أمانته وذلك بإهمال شريعته ,واتباع شهواتهم فرفع الله عنهم عنايته ,ووكلهم إلي انفسهم الطاغية ,فداستهم الأمم ,وقهرتهم الدول ,وشردوهم فى الأرض لا وطن لهم مدى الحياة ,فعلينا نحن المسلمين ,ان نتمسك بشريعة الله ,وان نكون آهل للأمانة التى وكلنا بها ,حتى لا نضل مثلهم ,وحتى لاتجرى علينا سنت الله كما جرت عليهم حينما ضيعوا الأمانة .
4- يجعل المسلمين قضية استرداد" المسجد الأقصى" قضيتهم الدائمة التى يجب ان يعملوا دائما لاستردادها الم تكن هذه البقعة المباركة مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، ونهاية رحلة الإسراء وبداية المعراج, اليست هذه ارض الأسراء التى تتعرض للظلم والإنتهاكات.
5-الإسلام دين عالمى سيظل إلى يوم الدين ويتجلى ذلك عندما قام رسولنا الكريم بإمامة الرسل جميعا للصلاة مما يزيدنا قوة وإصرار على الدفاع عنه إلى يوم القيامة .
6-دعوة عامة للمسلمين فى انحاء البلاد للتلاحم والتعاون للوقوف فى وجه الطغاة الذين يريدون اطفاء نور الله من وراء اقنعة مختلفة الا ان هدفهم واحد وهو حرب الإسلام والمسلمين والقضاء على هذه الأمة الصامدة إلى يوم الدين .
7-ان يعتبر المسلمين من المشاهد التى رائها الرسول اثناء رحلته المباركة ويأخذون منها الدروس بالابتعاد عن ما نهنا الرسول عنه ويأخذون بأومره .وكل عام والأمة الإسلامية بخير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.