أفيد أمس في تونس أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يبدأ اليوم «زيارة أخوة» لتونس، من دون تحديد مدتها. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن القذافي يعتزم تهنئة الرئيس زين العابدين بن علي بنجاح أعمال المؤتمر الخامس ل «التجمع الدستوري الديموقراطي» الحاكم الذي يرأسه ومبايعته مرشحاً للحزب في انتخابات الرئاسة المقررة أواخر العام المقبل، ما يعني أن فوزه بولاية خامسة تستمر إلى 2014 بات مؤكداً. وأضاف المصدر أن المحادثات بين بن علي والقذافي ستتطرق إلى تعزيز التعاون بعدما كثفت ليبيا استثماراتها في تونس، وباتت تشكل شريكها التجاري الأول على الصعيد المغاربي. ورجح أن يعرضا إمكانات ترسيخ التقارب بين البلدان المغاربية بعد الإشارات الايجابية المتبادلة أخيراً بين الجزائر والمغرب، وكذلك المستجدات على صعيد بلورة مؤسسات «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي قاطعت ليبيا قمته الأولى في باريس أواسط الشهر الماضي ودعمته تونس بقوة. وأسفرت انتخابات اللجنة المركزية ل «التجمع» الذي أنهى مؤتمره العام أمس، عن عودة قوية للحرس القديم، إذ أتى كل من رئيس الوزراء السابق حامد القروي وسلفه هادي البكوش وخلفه محمد الغنوشي ورئيس الوزراء أيام بورقيبة رشيد صفر والأمين العام السابق للجامعة العربية الشاذلي القليبي، إضافة إلى الأمين العام لوزارة الخارجية في العهد البورقيبي طيب السحباني في المراكز الستة الأولى، فيما كان لافتاً حلول وزير الخارجية الحالي عبدالوهاب عبدالله في الرتبة الثالثة والعشرين، على رغم كونه عضواً في المكتب السياسي للحزب وناطقاً باسم المؤتمر الذي عقد تحت شعار «مؤتمر التحدي». وحل رئيسا مجلسي المستشارين عبدالله القلال والنواب فؤاد المبزع في الرتبتين الثامنة والتاسعة. وخلافاً للتوقعات، انتزع الأمين العام للحزب هادي مهني الرتبة الثانية عشر على رغم إخراجه من تشكيلة رئاسة المؤتمر. ولا تعتبر نتائج الاقتراع مؤشراً إلى تشكيل المكتب السياسي المقبل، لأن رئيس الحزب الذي تم التجديد له بالمبايعة في اليوم الأول من المؤتمر، هو من يسمي أعضاء القيادة الجديدة من ضمن أعضاء اللجنة المركزية. ولا يُعتقد بأن العودة القوية للوزراء الذين عملوا مع بورقيبة ستجد صداها في تشكيلة المكتب السياسي المقبل.