أكد مسؤولون بقناة الجزيرة الفضائية أنهم بدأوا في إجراء تحقيقات موسعة لمعرفة كيفية حصول جماعة «جمعية تكريم شهداء الإسلام الإيرانية علي اللقطات التي تم استخدامها في فيلم «إعدام فرعون» الذي أثار توتراً في العلاقات بين القاهرة وطهران نظراً لإساءته للرئيس الراحل أنور السادات. وأوضح مسؤولو القناة القطرية أنهم لم يعلموا بأمر سرقة هذه اللقطات إلا منذ عدة أيام معتبرين أن ما حدث يمثل سرقة وجريمة إعلامية وتشويهاً لفيلم وثائقي كان ملتزماً بمعايير الرأي والرأي الآخر التي تحرص عليها قناة الجزيرة. وقال أيمن جاب الله، نائب رئيس تحرير القناة، إن الفيلم الوثائقي الأصلي أذاعته قناة الجزيرة منذ ما يقرب من عامين في إطار برنامج «الجريمة السياسية» حيث أذيع علي حلقتين وكانت مدته ساعتين. وأضاف أن الجمهور المصري شاهد الفيلم ولم يعترض عليه أحد نظراً لأنه كان يحتوي علي وجهات النظر المختلفة ويحمل «المعايير المهنية لقناة الجزيرة» التي تشمل كل وجهات النظر مشيراً إلي أن المسؤولين المصريين شاهدوه دون أن يعترض عليه أحد. وشدد جاب الله علي عدم مسؤولية قناة الجزيرة عن فيلم «إعدام فرعون» وقال «ليس لنا علاقة بالفيلم الإيراني من قريب أو بعيد». وحول احتمالات رفع دعوي قضائية من جانب قناة الجزيرة ضد الجهة التي «شوهت الفيلم الوثائقي لقناة الجزيرة» وغيرت اسمه قال جاب الله «إذا ثبت لنا من خلال رؤية هذا الفيلم المشوه ومن خلال لجنة إدارية وفنية أنه أخذ نفس صورة قناة الجزيرة فسيكون من حقنا أن نقاضي هذه الجهة لافتاً في نفس الوقت إلي أن هذا الأمر لم يدرس حتي الآن». ومن جهته قال عارف حجاوي، مدير البرامج بقناة الجزيرة، في اتصال هاتفي من الدوحة «أقوم بتحقيق غير موثق بمحاولة معرفة من أين أخذت هذه المقطوعات» مضيفاً «تم أخذها وإخراجها من سياقها تماماً». وأضاف حجاوي أن الفيلم الوثائقي الذي أذاعته قناة الجزيرة كان يتناول حادث اغتيال الرئيس السادات وذلك في إطار برنامج «الجريمة السياسية». وأوضح حجاوي أن «الجزيرة» أشارت في برنامجها إلي أن حادثة اغتيال السادات جريمة. وأوضحنا أن عدداً كبيراً ممن شاركوا في تلك الحادثة ندموا علي ذلك وأصدروا في ذلك كتباً ومراجعات وقال «كل هذا كان في الفيلم الذي أذعناه علي مدي ساعتين ولكنهم اختزلوه في ساعة واحدة» ثم اختاروا ما يشاءون منه رغم أنه ليس من حقهم أن يأخذوا من شيء عملناه دون إذن مكتوب. وأضاف حجاوي نحاول الآن الوصول إلي مصدر تسريب هذه اللقطات وكيفية شطب «اللوجو» الخاص بالجزيرة وتغيير عنوان الفيلم. وقال «أؤكد أن الفيلم تمت سرقته من الجزيرة وحرف بطريقة لا يرضاها أحد». وحول الموعد المحتمل لبدء دعوي قضائية بخصوص هذا الموضوع قال حجاوي أنا بانتظار الوصول إلي نتيجة وبعدها يمكن التفكير في أي احتمال لأن ما حدث هو «تعد علي الحقوق المالية لقناة الجزيرة»، كما أنه يمثل «تشويهاً للسمعة»، فنحن قلنا «القتل جريمة» وهم يقولون عليها «مفخرة» فهم شوهوا وجهة نظرنا. وعن موعد اكتشاف الجزيرة للسرقة قال حجاوي بالنسبة لي عرفت من حوالي عشرة أيام حيث ثبت لي ذلك من خلال بعض السجلات التي بحثت فيها. وأضاف: إلي الآن ليس لدي نتائج ولكن هناك لجنة تابعة لدائرة البرامج في القناة تدقق في الموضوع حالياً. وحول توقعاته عن كيفية سرقة هذه اللقطات قال حجاوي في ظل وجود لجنة تحقيق لا أستطيع أن أتوقع شيئاً ولكن أستطيع أن أصف ما حدث بأنه «جريمة إعلامية». كتب خليفة جاب الله 6/8/2008