لقي 11 شخصا مصرعهم وأصيب نحو 31 آخرين بينهم 4 عسكريين جراء هجوم بسيارتين مفخختين استهدفا فندقا ومقرا عسكريا في مدينة البويرة شرقي الجزائر. وقالت الشرطة الجزائرية إن السيارة الأولى استهدفت فندق "سوفتيل،" خلال مرور حافلة للنقل العام فيما انفجرت الأخرى قرب مقر "القطاع العسكري" في المدينة التي تبعد حوالي 70 كيلومتراً من العاصمة الجزائر. وأدى الانفجاران إلى مصرع 11 شخصاً، وفق حصيلة مبدئية، كما أثارا حالة من الذعر في المدينة، وفق المصدر. وتأتي الانفجارات الجديدة بعد ساعات من هجوم استهدف مدرسة للدرك الوطني بولاية بومرداس شرقي العاصمة الجزائرية وأسفر عن مقتل 43 شخصا وإصابة 45 آخرين. وفي أول رد فعل دولي على التفجيرات، أدان مجلس الأمن الدولي في بيان رئاسي الانفجار الدامي الذي شهدته الجزائر وخلف 43 قتيلا و45 جريحا، ودعا إلى ملاحقة مرتكبيه، وكما دانت الخارجية الأمريكية التفجير، وعبر المتحدث باسمها روبرت وود عن دعم واشنطن للحكومة الجزائرية، مشيرا إلى أن الهجوم مثال آخر لما وصل إليه "المتطرفون". وعبرت فرنسا بصفتها رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي عن دعمها لحرب الحكومة الجزائرية ضد "الإرهاب" وقدمت تعازيها للسلطات الجزائرية وعائلات وأقارب الضحايا. كما دان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني تفجير الجزائر، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الجزائر "في مكافحة الأعمال الهمجية". وأدانت كذلك كل من إسبانيا وسوريا بشدة التفجير، كما اعتبر الاتحاد الأفريقي في بيان له أن "هذا الاعتداء يشير مرة أخرى إلى خطورة التهديد الذي يشكله الإرهاب على أفريقيا". وبعد مرور ساعات على تفجير بلدة يسر شرق الجزائر أصدرت الحكومة الجزائرية بيانا أكد أنها "ستواصل محاربة الإرهاب بلا هوادة وبعزم راسخ إلى غاية القضاء عليه نهائيا في بلادنا". وأشار البيان إلى أن الجزائر في الوقت نفسه "لن تحيد عن سبيل المصالحة الذي اختارته الأمة والذي أنتج ثمارا هامة بالنسبة لتعزيز الأمن عبر التراب الوطني". واعتبر البيان أن سياسة الحكومة الحالية "وفرت على شعبنا الكثير وجنبته مزيدا من إراقة الدماء في هذه المأساة التي طالما عانى منها في السابق لمدة تقارب عشرية كاملة من الزمن"، ودعا البيان أمام "هذا الإجرام الإرهابي المعزول"، السكان إلى تعزيز يقظتهم التي تشكل دعما ثمينا لتعبئة قوات الأمن لاستئصال "الإرهاب". من جانبه اعتبر وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني -الذي زار موقع التفجير- أن الهجوم "عمل موجه ضد الجزائريين"، ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عنه قوله إن من وصفها بالعصابات الإرهابية تسعى عبر الهجمات ضد المدنيين إلى تخفيف الطوق المضروب حولهم "لأنهم وصلوا إلى نفق مسدود".