تونس الشروق:كشفت آخر الاحصائيات عن احتلال الاجهاض الدوائي نسبة 10 من مجموع عمليات الاجهاض في تونس وأصبحت هذه الطريقة متداولة كحلّ للتخلص من الحمل غير المرغوب فيه.وكان الاجهاض * الدوائي موضوع ملتقى علمي نظّمته مؤخرا الجمعية التونسية للصحة الانجابية حضره اطباء مختصون ورجل دين. وتعرّض الدكتور يوسف بن ابراهيم اخصائي في أمراض النساء والتوليد الى الإجهاض في تونس مفيدا ان الاحصائيات بيّنت تطوّر العملية بصورة واضحة خلال نهاية السبعينات حيث بلغت 20 ألف حالة ثم بدأت تتراجع مع بداية الثمانينات لتبلغ حوالي 12 ألف حالة سنة 2003 . وذكر أن الجمعية كعضو بالاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة تعمل ضمن الإطار الاستراتيجي الذي وضع 5 أولويات للعمل والاجهاض احدها. وقال ان: «الاستراتيجية تهدف الى ترفيع امكانية الوصول الى الاجهاض المأمون والترفيع في امكانية توفير الخدمات المتعلقة بالاجهاض كجزء مكمّل لخدمات الصحة الجنسية والانجابية ومزيد توعية عموم الناس وصانعي القرارات والمجموعات المهنية الرئيسية على تأثير الاجهاض غير السليم على الصحة العامة والعدالة الاجتماعية. وبيّن الدكتور محمد علي الفقيه اخصائي في طبّ النساء والتوليد ان السلبيات اكثر من الايجابيات. وتتمثل الايجابيات في تجنّب التبنيج وتجنّب سلبيات المخاطر الناجمة عنهما في السنوات الاخيرة. وفيما يتعلق بالسلبيات قال: «ان هناك امكانية عدم التخلص من الحمل إمّا كليا او جزئيا وهو الاشكال الأكثر استفحالا». وأضاف ان الدواء له انعكاسات سلبية كالتقيّئ والدوار والإسهال والنزيف. وأشار الى ان هناك حالات لا يمكن ان تخضع للاجهاض كالتقدّم في الحمل او خاضعة لعملية قيصرية. وحول المدة التي يتعيّن على الحامل استعمال الدواء فيها قال: «شهر ونصف في اقصى تقدير من بداية الحمل». وذكر انه نظرا لهذه السلبيات يظل الإجهاض الطبي هو الأنجع لأنه في بعض الاحيان يقوم الطبيب بالمحاولة ويضطرّ للعودة للإجهاض العادي (الطبي). وأفاد ان هناك محاولات تجديد أدوية ناجعة لكن الى حد الآن لا توجد طريقة ناجعة. وأوضح ان هناك خوف من استعماله من قبل النساء نظرا للسلبيات العديدة منها غلاء الدواء وإمكانية عدم نجاح المحاولة. وقال: «ان هذه الطريقة معتمدة بصورة أكبر في الصحة العمومية ربما نظرا لمجانية العلاج». وأرجع تراجع نسبة الاجهاض الى تأخر سن الزواج وتراجع نسبة الشباب وتطوّر الوعي لاستعمال وسائل الحمل. وأفاد ان شريحة الشباب تتصل بصورة أكثر بالطب الخاص للقيام بالاجهاض عكس المتزوّجات اللاتي يلجأن للطب العام. وحول جديد هذا النوع من الأدوية أفاد ان البحوث متواصلة لإيجاد أدوية أكثر نجاعة من الموجودة حاليا ورغم ذلك تظل السلبيات موجودة بقوة وامكانية فشل التخلص من الحمل كبيرة رغم المضاعفات الخطيرة على غرار النزيف الحادّ ورغم غلاء الدواء الذي يفوق 100 دينار.