الرباط - اعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن مدينة أغادير بالمغرب تشهد اليوم محاكمة أول مدون مغربي وهو محمد الراجي ، بسبب مقال نشره على مدونته " بعنوان" الملك يشجع الشعب على الإتكال". وكان محمد الراجي قد كتب المقال على مدونته يوم الأربعاء الماضي 3سبتمبر وتم نشره بعد ذلك في الموقع المغربي الشهير "هسبريس " وفي اليوم التالي الخميس تم استدعائه للتحقيق الذي استمر نحو سبع ساعات ثم سمحت له أجهزة الأمن بالانصراف ليعود يوم الجمعة لاستكمال التحقيق ، حيث تم اعتقاله يوم الجمعة ليقدم للمحاكمة اليوم بتهمة "الإخلال بالاحترام الواجب للملك". وفي تطور حاد في مجريات القضية ، فقد حصلت أجهزة الأمن من الراجي على كلمة المرور لبريده الإليكتروني وقامت بفحصه ، مما يعد تجاوزا قانونيا خطيرا ، يضرب بحقه في الحفاظ على خصوصية مراسلاته عرض الحائط. ويعد محمد الراجي من أهم المدونين المغاربة الذين يكتبون بأسمائهم الحقيقية ، وقد تميزت موضوعاته بالنضج والتناول الجاد لمجريات الأحداث في المغرب ، مما جعل موقع هسبريس يضمه لفريق المحررين به منذ يونيو 2007 ، وأطلق عمود "بدون مجاملة" . إلا أن الحكومة المغربية التي عادت مرة أخرى لحظيرة القمع العربي مارست نفس الممارسات المعتادة عربيا ، حيث لاحقته وقررت محاكمته بدلا من تشجيعه ودعمه في كتاباته النقدية ، لينضم لقائمة طويلة من المدونين العرب الذي يعانون الأمرين على يد الحكومات العربية ، مثل وائل عباس ، وعلاء سيف ، وعبدالمنعم محمود من مصر ، ومحمود اليوسف من البحرين ، وفؤاد الفرحان من السعودية ، وعبدالسلام بارودي من الجزائر وغيرهم الكثيرين !. وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية " وكأن المغرب أرادت الاحتفال بقرب تصدرها لأكبر عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي بمحاكمة أحد أهم المدونين المغاربة ، إنه احتفال يليق و يتسق مع النهج العربي القمعي". يذكر أن الشباب المغربي باتوا يشكلون النسبة الأعلى من سجناء الرأي في المغرب ، نتيجة كتاباتهم الجريئة والناقدة ، حيث تكتظ السجون المغربية بالعديد من الطلاب وعلى رأسهم الطالب جادة بوبكار المحبوس احتياطيا منذ ما يزيد عن خمسين يوما.