باريس– بحضور وزيرة الداخلية "ميشال أليو ماري" ووزيرة سياسية المدينة "فضيلة عمارة" ومحافظي مدينة باريس وضواحيها وعدد كبير من الشخصيات الفرنسية نظم المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية حفل إفطار رمضاني هو الأول من نوعه منذ انتخاب الرئيس الجديد محمد موساوي وأعضاء المجلس الجدد. وبخلاف السنوات الماضية -والتي كان فيها الإفطار الرمضاني ينظم في المسجد المركزي بالعاصمة باريس- فإن إفطار هذه السنة وقع تنظيمه الثلاثاء 16–9–2008 في المركز الإسلامي "أفري كورت كورون" جنوبي باريس ويعد من المساجد القليلة بفرنسا التي يوجد بها صومعة ويمتد على مساحة شاسعة. اختيار المركز الإسلامي ب"افري كورت كورون" -بحسب أحد أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (الممثل الرسمي لمسلمي فرنسا)- يعود إلى إرادة في التغيير بعد أن كان مسجد باريس هو القبلة التقليدية لكل المناسبات الرسمية، غير أن العارفين بواقع المجلس لا يستبعدون أن مقاطعة الانتخابات الأخيرة للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من قبل مسجد باريس كان أيضا أحد الأسباب التي تم بمقتضاها تغيير الوجهة وهو ما أثبته غياب الرئيس السابق للمجلس "دليل أبو بكر" عن حفل الإفطار. وقالت ميشال أليو ماري أثناء إلقائها كلمتها في الإفطار "لا أنسى أن أوجه تحية إلى الرئيس السابق للمجلس دليل أبو بكر الذي يغيب اليوم عن تجمعنا" ولكنها في ذات الوقت أثنت على نزاهة وشفافية الانتخابات الأخيرة معتبرة أنها تمثل "وحدة وتنوع مسلمي فرنسا على حد السواء". "صديقة المسلمين" كما أثنت الوزيرة على شخصية الرئيس الجديد للمجلس محمد موساوي باعتباره ممثلا "للانفتاح الذي يريده إسلام فرنسا" وقالت أليو ماري: "جئت لحفل إفطاركم باعتباري وزيرة للداخلية وباعتباري صديقة للمسلمين". وحضر الإفطار الرمضاني إضافة إلى الوزراء ومحافظي مدينة باريس وضواحيها ممثلي الأديان الأخرى بفرنسا وخاصة رئيس أساقفة فرنسا "أندري فاتن تروا" ورئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا "ريشار باسكي". وأمام الانتقادات التي توجه عادة للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية قالت وزيرة الداخلية والمسئولة في الوقت ذاته عن ملف الأديان بفرنسا: "لا يمكن أن نحاكم عمل المجلس في خمس سنوات هي عمر المجلس ولكن ما تم حتى الآن عمل مرض". والأهم -كما تقول الوزيرة-: "أن المسلمين بفرنسا أوجدوا مؤسسة تمثلهم في الوقت الذي تلعب فيه المؤسسات دورا في حياة الجمهورية".. وفي إشارة إلى ملف اندماج المسلمين في الحياة الفرنسية قالت وزيرة الداخلية: "الإسلام كغيره من الأديان بفرنسا وجد طريقه إلى الاندماج في هذه البلاد على الرغم من وجود العديد من الملفات التي تنتظر الحل كملفات الحج واللحم الحلال وتكوين المرشدين المسلمين وإيجاد أماكن في المقابر تخصص للمسلمين. ولفتت الوزيرة إلى أن هذه الملفات يجب أن تتم تسويتها في كنف حرية التدين التي تضمنها العلمانية الفرنسية الضامنة لحرية العبادة". ومن جهته لم يتردد محمد موساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أثناء إلقاء كلمته في اعتبار "أن الإسلام أصبح مكونا ثقافيا واقتصاديا حقيقيا في فرنسا وأنه جدير باحترام مكانته كاملة". وعلى الصعيد ذاته طالب موساوي بضرورة إيجاد لجان تربط بين المجلس وبين مختلف الوزارات الفرنسية في خصوص بعض الملفات التي تحتاج إلى الحل مثل تكوين لجنة تعنى باللحم الحلال تربط المجلس بوزارة الفلاحة وأخرى ترتبط بوزارة الخارجية والوزارات الأخرى المعنية في ما يتعلق بملف حل مشاكل الحج. الإسلاموفوبيا ولم ينس موساوي أن يتطرق إلى ملف الإسلاموفوبيا (التخويف من الإسلام) وبعض حوادث التمييز والتي اعتبرها حوادث إجرامية لا يمكن السكوت عنها. وقال إن الجمهورية لا يمكن أن تصمت على حوادث تتعلق بالإسلاموفوبيا أو معاداة السامية أو غيرها من أشكال العنصرية. وفي إشارة إلى إقبال الدعاة من الدول العربية على فرنسا خلال شهر رمضان أثنى رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على "منح حوالي 300 تأشيرة لدعاة جاءوا لزيارة من أجل الدروس وصلوات التراويح". وجرت وقائع حفل الإفطار في القاعة الكبيرة التابعة للمركز الإسلامي "أفري كورت كورون" والذي يعد من المعالم الإسلامية الحديثة لمدينة أفري حيث يقول عميده خليل مروان في كلمته: "من حق مدينة أفري اليوم أن تفخر لأنها أصبحت تحتوي إضافة إلى الكاتدرائية الكبيرة والكنيس الكبير مركزا يليق بمسلميها ويليق بالجهة بكاملها". هادي يحمد إسلام أون لاين.نت