يخضع خمسة أشخاص من جنسية مغربية للتحقيق القضائي حاليا، بعد أكثر من شهر من اعتقالهم على أيدي أجهزة الأمن وهم بصدد البحث عن طريق يقودهم إلى معاقل القاعدة ببلاد المغربي الإسلامي، شرقي العاصمة. ويوجد من بين الخمسة، واحد وظفته المخابرات المغربية للتنسيق معها ضد أتباع التيار السلفي في المغرب. ذكر مصدر أمني ل''الخبر'' أن ثلاثة من الرعايا المغاربة الخمسة، تعرضوا للاعتقال فترة قصيرة بعد الإثنين الآخرين، ونفى وجود علاقة بين الفريقين اللذين جمعهما عامل واحد هو استعانتهما بمهربين جزائريين في الحدود الغربية ونشطاء إسلاميين مغاربة، للدخول إلى الجزائر. وذكر المصدر، نقلا عن اعترافات الثلاثة أمام الضبطية القضائية، أن أحدهم يسمى ''م. ع'' ومعروف حركيا ب''عبد القادر''، كان على اتصال بأحد أقاربه وهو إرهابي انضم إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال في .2006 وأشار إلى أن الموقوف كثير التردد على مسجد يرتاده السلفيون بمدينة طنجة. وتتراوح أعمار المعتقلين بين 20 و24 سنة. وأوضح المصدر أن أجهزة الأمن المغربية كانت تقتفي أثره، واعتقلته العام الماضي، ثم أطلقت سراحه مقابل أن يكون عينا لها على الأوساط السلفية. لكن علاقته بمخابرات بلده توقفت بعد فترة قصيرة من التعامل معها، بعد أن ضغط عليه والده للتوقف عن ارتياد أماكن نشاط السلفيين. وتطورت علاقة ''عبد القادر'' بقريبه في معاقل الجماعة السلفية، حيث طلب منه تجنيد مغاربة للانضمام إلى معاقل الإرهاب في الجزائر، وبلّغه اسم شخص في وجدة يتكفل بإدخال كل من يجنده إلى الجزائر. واستطاع ''م. ع'' أن يقنع اثنين من رفاقه، أحدهما يكنى ''مصعب'' والثاني ''أبو سياف''، بالمشروع. وانتقل الثلاثة إلى مغنية عبر الحدود برفقة جزائري. وبناء على تخطيط سابق مع رعية جزائري آخر، توجهوا إلى أحد المقاهي بالمدينة ينتظرون شخصا مكلفا بنقلهم إلى معاقل القاعدة. وفي الوقت الذي كانوا يترقبون قدومه، داهمت مصالح الأمن المكان واعتقلتهم. ويرجح أن إجهاض محاولة الالتحاق بالإرهاب تمت بفضل تعاون الذين كانوا ينتظرونه مع مصالح الأمن. أما المغربيان الآخران اللذان اعتقلا في وقت لاحق، فينحدران من بلدة واحدة في المغرب، أحدهما اسمه ''خ. ل'' ويكنى ''عمار'' عمره يتجاوز الثلاثين، والثاني اسمه ''ح. ي''، يعرف حركيا ب''شعبان''، وهو لا يزال في العشرينات من العمر. وذكر المصدر الأمني أن الشابين لم يكن لهما أي اتصال بالجماعات الإرهابية في الجزائر، حيث قررا رفقة مغربي ثالث خوض مغامرة الدخول إلى الجزائر بطريقة غير شرعية، وبمساعدة مهربين جزائريين. وكان الثلاثة كثيري التردد على مسجد في المغرب يكثر فيه الحديث عن الجهاد في فلسطين والعراق وأفغانستان، وعن الأحداث الأمنية الجارية بالجزائر. وأفاد نفس المصدر أن مسار الثلاثة بالتراب الجزائري بدأ في مغنية ثم تلمسان فوهران التي انتقلوا إليها عبر القطار. ثم تواصلت المسيرة إلى الجزائر العاصمة ومنها إلى ولاية بومرداس، حيث كانوا يعلمون، سلفا عن طريق متابعة الأخبار الأمنية، أن المنطقة تعد مركز نشاط القاعدة. وقد اختفى أحد الثلاثة في ظروف غامضة عندما كانوا في مسجد ببومرداس بصدد السؤال عمن يمكن أن يقودهم إلى مخابئ القاعدة. وبحثا رفيقاه عنه مطولا، لكنهما لم يجدا له أثرا، فتوجها إلى تيزي وزو يفتشان عن أي طريق للوصول إلى الجماعات الإرهابية، وفي إحدى قرى الولاية اعتقلتهم مصالح الأمن التي كانت تتبع خطواتهم عن قرب، بفضل معطيات وفرها أشخاص اشتبهوا في تحركات المغاربة في منطقة القبائل.