اثارت تصريحات ادلى بها مسؤولون عراقيون بشأن وجود خطة لاحداث انقلاب عسكري في العراق الكثير من التكهنات، بعد ان اشار الى هذا الموضوع عدد من المسؤولين الكبار، بينهم نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي والدكتور احمد الجلبي والدكتور ابراهيم الجعفري ومسؤولون من احزاب سنية، فيما اثارت مقالات لكتاب عراقيين ردود افعال كبيرة بعد ان كشفت ان عودة ضباط عراقيين من الجيش السابق الى الجيش الحالي ربما تكون جزءا من التخطيط لانقلاب. ورغم ان آراء الكتاب وردت في مواقع وصحف عراقية او عربية في الخارج، الا ان تحذيرات بدأت تصدر من جانب الحكومة وبعض المقربين منها في هذا المجال، تعبر عن القلق، خاصة بعد زيارات قام بها الفريق الركن رعد الحمداني قائد فيلق في الحرس الجمهوري في عهد النظام السابق ومجموعة من ضباط الجيش الى بغداد للبحث في حل مشكلة الجيش العراقي السابق الذي سبق ان حله بريمر، وبقيت قضيته معلقة والتي بحثها الفريق الركن الحمداني وبعض الضباط الكبار لاستعادة حقوق الجيش المهضومة بعد مرحلة مصادرة لها وبعد ان خضع منتسبو الجيش السابق إلى حملات من التقتيل والاعتقالات المفتوحة والتهجير والتجويع والإذلال، وكانت مهمة الوفد اعادة رواتب الجيش السابق واعادة الضباط الى الخدمة والتي حققت انجازات مهمة على هذا الصعيد حيث اعيد عدة آلاف من الجنود والضباط السابقين فيما تقرر تعويض فترة الفصل التي اقرها بريمر برواتب تقاعدية لانقاذ عائلات الكثير من الجيش السابق التي تحولت الى الفقر بسبب قرار حل الجيش. وفيما يرى بعض الكتاب الذي ناقشوا قضية الوفد العسكري العراقي الى بغداد بانه مخطط لاحداث انقلاب بالاتفاق مع القوات الامريكية التي وفرت الاجواء لوصول هذا الوفد الذي اقام في بغداد، قال الفريق الركن رعد الحمداني في اتصال هاتفي اجرته معه 'القدس العربي' في مقر سكنه في العاصمة الاردنية عمان التي يقيم فيها منذ اكثر من ثلاث سنوات، ان زيارته الى بغداد جاءت بتفويض عدد كبير من ضباط الجيش العراقي السابق وحظيت بترحيب شخصيات عسكرية ووطنية وسياسية عراقية حيث تم تخويله ووفد عسكري عراقي يمثل كبار ضباط الجيش السابق تخويلا اخلاقيا لمناقشة قضية الجيش العراقي السابق مع الحكومة والمسؤولين الامريكيين، وبعد عدة لقاءات تم الاتفاق على اعادة رواتب الجيش واعادة من يصلح او يرغب للخدمة، وان ذلك كان في محاولة لانقاذ الآلاف من عائلات الجيش العراقي السابق التي حرمت من مصادر رزقها وتشرد بعضها في الداخل والخارج، وتعرض بعضها للقتل والخطف والاعتقال، وان هذا المشروع قد لقي ترحيبا كبيرا من منتسبي الجيش العراقي السابق الذين اعيدت لهم حقوقهم، واعتراف الامريكيين بخطأ حل الجيش العراقي، وقد كان مطلب عودة الجيش وضمان حقوقه مطلب جميع القوى الوطنية العراقية منذ الاحتلال الامريكي الذي قام بحل الجيش حتى الآن. واوضح الفريق الركن رعد الحمداني علاوة على ذلك 'فقد بحثنا خلال زياراتنا ثلاث مرات الى بغداد واستغرقت كل زيارة ثلاثة أيام وعلى التوالي 24 /3، 1/5، 20/7 هذا العام، بحثنا الجهود من أجل إسقاط التهم السياسية الباطلة التي ألصقت بالجيش العراقي، والدفاع عن القيادات العسكرية الأسيرة، وحقوق الجيش المهضومة مع قبولنا لشتى أنواع المخاطر من أجل الهدف النبيل، وكل التفاصيل وكل جهود المباحثات كانت تعلن على الملأ من خلال وسائل الاعلام المختلفة، وبعلم العديد من القيادات السياسية الوطنية، وبعلم وبمؤازرة المئات من كبار ضباط جيشنا الأصيل داخل العراق وخارجه، لتجنب الظنون الخاطئة، وان ما تحقق كان والحمد لله إنجازا كبيرا، ولم يكن لنا أي هدف سياسي أو شخصي فيه، او التفكير بمخطط انقلابي كما يروج البعض بالتعاون مع القوات الامريكية التي نراها محتلة لبلدنا وهي سبب كل ما لحق بالشعب وبالجيش العراقي من هدر لحقوقه واسترخاص لتاريخه، وقد كانت مباحثاتنا في بغداد قد جرت مع الحكومة وبضمان مشترك من الأممالمتحدة والسلطة الأمريكية في العراق للتفاوض من اجل حقوق الجيش'. بغداد 'القدس العربي' من هاني عاشور: