span lang="AR-SA" style="font-size: 15pt; font-family: "Malik Lt BT";"span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Malik Lt BT";"عنوان هذا المقال ليس عنوان رواية أو قصيدة شعرية أو قصة قصيرة من نسج الخيال. إنه بكلّ بساطة السمة المميّزة للواقع المريرالذي يعيشه ملايين العراقيين في ظل ديمقراطية أوباش أمريكا المدجّجة بالسلاح والمحاطة بالأسوارالكونكريتية وطوابيرالعربات العسكرية التابعة لهم ولأذنابهم من ميليشيات وعصابات حكومة بغداد العميلة. فبعد أن شرّع هؤلاء اللصوص لأنفسهم ولمن عمل خادما وتابعا لهم عمليات نهب وسرقة الثروات النفطية. وبعد أن لوّثوا كلّ بقعة كانت قبل الاحتلال نقية وطاهرة من أرض العراق, عمدوا هذه المرّة, وإستمرارا في مشروعهم الجهنمي لتدميرالعراق, الى تجفيف شرايين الحياة في في طول البلاد وعرضها. فوضعوا أيديهم الملطّخة بدماء آلاف الأبرياء على كلّ ما هو ضروري وأساسي في حياة المواطن العراقي. فتحوّل هذا المواطن,الذي جاءوا لتحريره من الظلم والديكتاتورية كما يزعمون,الى باحث متخصّص في علوم وأساليب فن البقاء على قيد الحياة في ظل ديمقراطية لها أنياب ومخالب حادّة. span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Malik Lt BT";"لقد دأب العراقيون, نساء ورجالا وأطفالا, ومنذ إحتلال بلادهم وتقطيع أوصالها وحتى يومنا هذا, على السعي في مناكب الأرض بحثا عن قطرة ماء صالحة الشرب. وهم يعيشون في بلد الماء والخضراء والوجه الحسن. ولا أدري كيف يشكو من الظما من لديه الفراتين وعشرات الأنهر والجداول والسواقي والبحيرات! وقد لا يعلم الكثير من الناس أن معظم العراقيين, وأنا واحد منهم, ولدوا على بعد مئات الأمتار من الأنهر. فهل يعقل أن توصلنا ديمقراطية أمريكا الفريدة من نوعها الى حد الوقوف لساعات طويلة في طوابيرلا تنتهي من أجل الحصول على بضع لترات من الماء الصالح للشرب؟ بينما منّ الله عزّ وجل علينا بنهرين خالدين هما الفرات ودجلة الذي قال فيه أبو العلاء المعري:"وردنا ماء دجلة خير ماءٍ - وزُرنا أشرف الشجرالنخيلا". span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Malik Lt BT";"ولم يتوقّف التدميرالديمقراطي المنظّم والمبرمج والمعد سلفا من قبل محورالشرأمريكا وإسرائيل وإيران, على تلوّث الأنهر وقتل الثروات السمكية والحيوانية فيها, علما إن بعض هذه الأنهرأصبحت مقابر للجثث المجهولة الهوية تطفو على سطح الماء لا مستقرّ لها. لأن القتل في العراق الجديد صارالقاعدة والا ستثناء أصبح نادرا جدا. بل تطاولت أيادي هؤلاء الأبالسة والشياطين الآتين من خلف الحدودالشرقية والجنوبية للعراق, وتحديدا من جارة السوء إيران وإمارة الحقد والصغينة الكويت,على رمز حضارتنا وطوطم وجودنا, نخيلنا المبارك الذي هو, في نفس الوقت, قاماتنا الشامخة المتحدّية منذ بدء الخليقة. فاصيبت ثروتنا من النخيل بمقتل بعد كنّا من أول الدول المنتجة والمصدرة للتمور. span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Malik Lt BT";"ويبدو أن نِعم وخيرات الديمقراطية الأمريكية المكشرة الأنياب شملت البشر والنبات والحيوان في العراق الجديد. وبما أن الماء عنصرضروري ولا حياة بدونه لأي كائن حي, كالانسان والحيوان والنبات,.قامت أمريكا صاحبة السجل الحافل بالجرائم والمجازر والانتهاكات والتخريب, بشن عدوان همجي على مواردنا وثرواتنا المائية ونفثت فيها كلّ سموم حقدها وبربريتها. وما حلّ بمياه الأنهر والقنوات من ثلوّث, والذي إنعكس بشكل مأساوي على حياة عامة الناس, وعلى الأخص الفقراء منهم, لا يختلف كثيراعما حلّ ببساتين النخيل من أمراض وأوبئة لم يعرفها العراق قبل إحتلاله عام 2003 على الاطلاق. span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Malik Lt BT";"ولمعرفة ما آلت اليه حالة بساتين النخيل يمكننا قراءة ما ورد في تقريرأعده خبراء في وزارتي الزراعة والموارد المائية. لا حظوا على سبيل المثال إن وجود وزارة إسمها وزارة الموارد االمائية يعني إن البلد غنيّ بالثروات المائية مما إستزجب إستحداث وزارة لهذا الغرض. لكن المواطن العراق, كما تقول أغنية محمد عبد الوهاب, ظمآنُ والكأس في يديه. وأصبح حصوله على الماء الصالح للشرب نوعا من الأحلام. span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Malik Lt BT";"على كلّ حال, يقول تقريرالخبراء العراقيين ما يلي,"إن من الأسباب الرئيسية لضعف أداء بساتين النخيل وكثرة الهلاكات في أشجارها, هو إدخال بعض الجهات الأجنبية فيروسات أمراض قاتلة للنخلة الأمرالذي أدى الى إنتشار أنواع جديدة لم تكن معروفة من الأوبئة والأمراض" .ولغاية في نفس يعقوب الساكن في المنطقة الخضراء فان التقريركما ترون لا يسمى تلك الجهات الأجنبية, وهما إيران الشر وكويت الحقد. ويضيف التقريرموضّحا" إن معظم بساتين النخيل تعرضت لانتشار امراض فتاكة بعد الحرب الأخيرة منتصف عام 2003 الأمرالذي أثر بشكل سلبي في معدل الانتاج السنوي للنخلة المثمرة إضافة الى ذبول وموت أعداد كثيرة". span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Malik Lt BT";"وبناءا على ما سبق, مضافا اليه أكثرمن مليون ونصف قتيل وملايين المشردين واللاجئين والمختفين والمعتقلين في سجون الديمقراطية الأمريكية - الصفوية, وإنعدام شبه كامل لجميع الخدمات الحيوية لحياة أي إنسان, والتبذيرالمتعمّد في المال العام والسرقات المتفق عليها بين اللصوص الذي يحكمون عراق اليوم والتي طالت كلّ مؤسسة وددائرة في العراق الحرالديمقراطي الفيدرالي المستقل جدا! . أقول بناء على كل هذا, وما خفي أعظم كما يُقال, فان عملية تجريف وإتلاف وإجتثاث البشر والنبات والحيوان قائمة على قدم وساق من قبل برابرة أمريكا وخدمهم ولاحسي أحذيتهم, أتباع المجوس عبدة النار والدولار.طالما إن مهمّة إبادة الشعب العراقي, جوعا وعطشا ومرضا, لم تنتهِ بعد كما يردّد دائما المجرم جورج بوش الصغير. span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Malik Lt BT";" [email protected]