[email protected] ربما تكون يا ابن بلدي قد تأخرت في الانتفاضة على ذاك الموقع المختص في ممارسة السعال الإعلامي، أو ربما صبرت على تلك النوبات، التي يحدّها شمالا الأنفلونزا الإعلامية، وجنوبا الشعوذة السياسية، قد تكون يا ابن غربتي ربما تحمّلت ما تحمّلت في انتظار أن يحي الربيع ما خرّبه الخريف، غير أنك في الأخير آمنت يقينا بأن ذاك الموقع مصاب منذ البداية بهستيريا الرقص فوق كل المنصّات، وما صبرك إلا انتظارا لأمل موءود، وطيّه من الذاكرة أنجع الحلول.. فما قيمة يا ابن أرضي أن تلوّث قلمك كما ذكرت في دراسة موقع يمشي على البطون، ويقتات من كل الصحون، وبدل أن تجهد نفسك في البحث والتنقيب بغية العلاج والتشخيص، دعني ألخص لك حالة أمثال هؤلاء من خلال " مارتن لوثر " حين يقول: " الذي يولد ليزحف لا يستطيع أن يطير "، وفي موضع آخر يضيف: " لا يستطيع أحدا أن يركب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا " ودعني أقول لك مرة أخرى يا ابن وطني، أنني سوف أختصر ردي مسبّقا على ما أتصوّره مستقبلا إسهال على شكل تقارير مخافر تفتيش، تذيل بعبارات " حرّر في الساعة الثانية و20 دقيقة، وخمسين ثانية، وتسع أعشار، بعد منتصف الليل، الموافق للسنة الهجرية.... والموازي للسنة الميلادية،...كما عوّدنا ذاك الموقع الذي يرعى من الثكنات، وقطعا سوف لن أضيّع وقتي في الرد على ما بات منذ زمان واضحا لكل العيان.. فقط أستسمحك واستسمح كل الشعراء وكل السادة القراء على تطاولي على الشعر، فإن كنت أهوى الشعر فالشعر لا يهواني، لأقول هذه الجمل، وأحسب أنها أبيات شعرية، من قصيدة عمودية بخمسين بيتا، جالت بخاطري حين كنت في أحد سجون تونس الخضراء سنة 92، استحضر منها هذه الأبيات أعتقد أن هذا موضعها، ردا كافيا على ما هو آت، وسوف لن أدخل في سجالات خاوية، مع موقع يعاني الفراغ، ويقاسي من تضخم الذات... وأكتفي بتسحيل هذه الأبيات: العرب أهلي وليس الغرب أنجبني والشاهد القرآن والشعر والكرم لا مائع في جدّ ولا في هزل كلا ّولا العقل مني ذاهل سقم إن المقلد لن تعبر مراكبه ما دام ذيلا به قد نشّت الأمم سفساف علم به الأخلاق قد طمست والجهل داء به قد يعبد الصنم ولك يا ابن منفاي ولكل الذين نسوا أو تناسوا أو تغاضوا، أنني ومجموعة من الأصدقاء كنا أول من استشرف حالة الهذيان لذاك الموقع منذ بدايته، ففضلنا الانسحاب عبر استقالة علنية، استنصارا للمبدئية، واستجابة للضمير؟ وهذه تذكرة مرة أخرى بنص الاستقالة: انسحاب 6 أكتوبر 2006 مصادر النشر تونس نيوز / تونس أونلاين / / الحوار نت / نواة نحن الموقعون، من مؤسسي موقع الوسط التونسية وأعضاء هيئة تحريرها. نعلن انسحابنا من هذا المنبر، بعدما تبين لنا في الأيام الأخيرة أنه مال عن الخطوط المرسومة المتفق عليها من طرف المؤسسين، من بينها الاستقلالية والشورى والشفافية والعمل الجماعي. ودون الدخول في التفاصيل المعلومة بالضرورة لدى المتابعين والمهتمين والمراقبين للشأن التونسي، لجملة التغييرات في التوجهات العامة والمنهج الإعلامي لمنبر الوسط التونسية، الذي حاد عن القناعات المؤسسة لهذا المشروع، والذي من أجله ساهمنا في تأسيسه، وانخرطنا في المشاركة الفاعلة، قصد تركيم التنوير الإعلامي وتفعيل الوعي السياسي وتقديم إضافة وطنية، بعيدا عن ملك الحقيقة واليقين والتجريم والتوضيع.. فإننا من باب المسؤولية الوطنية والتاريخية، نعلن انسحابنا من موقع مجلة الوسط التونسية، مع الإشارة إلى أن الافتتاحيات الأخيرة وجملة المقالات لا تلزمنا ولا تعبر عن طروحاتنا و قناعاتنا. الإمضاءات الطاهر العبيدي [email protected] فتحي النصري [email protected] نورالدين الخميري [email protected] عبد الباقي خليفة [email protected] إعلام أكتوبر 2006 13 مصادر النشر تونس نيوز / تونس أونلاين / / الحوار نت / نواة إن المتعارف عليه، والثابت إعلاميا ومهنيا وأخلاقيا وقانونيا لدى كل المنابر الإعلامية في العالم، هو ضمان حق الرد، خصوصا إذا كان توضيحا واستيضاحا للرأي العام، من أجل رفع الالتباس وإنارة القراء، ذلك لأن ضمان حرية الرأي والتعبير هي الوقود الأساسي الذي يغذي مصداقية أي منبر. من هنا فإننا نتمسك بحقنا نحن المجموعة المنسحبة من موقع الوسط التونسية بنشر بيان انسحابنا، الذي أرسلناه إلى موقع الوسط التونسية قبل غيرها، بيد أن القائم عليها تقنيا امتنع عن نشره، مما يحرم القرّاء من الاطلاع على قرار انسحابنا، رغم أننا انتهجنا نهجا مهنيا وقانونيا وحضاريا، ما يدل على التباين الصارخ بين القول والتنزيل، لدى المنبر الممتنع. وللعلم فإن الرد الملثم، الصادر عن غرفة الأخبار "المغلقة" أو "المقنّعة" أو "المعلقة"... كان متدليا في الفضاء وخارج المنبر المعني..
وإننا نسجل موقفنا هذا، قصد التوضيح والتصحيح، وغلق هذا الملف نهائيا، بعد إحالته على محاكم التاريخ لاستبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، دون الرسوب في نفس المكان ونفس الزمان، لمضغ ما لا يهضم أصلا.. فإن كان شهر رمضان المبارك غير قادر على مداواة صداع الأرواح، فالتاريخ كفيل بأن يسجل كل المواقف وكل الخطوات، ويجيب على ما كان خافيا وراء الغرف والمكاتب.