بقلم الكاتبة :إكرام الزرو التميمي فلسطين / الخليل أعود بعد هذا الغياب الطويل ,بعد العذاب المرير ,بعد أن تتشابك في الذهن صور الذين رحلوا ,نسير ,نتوقف ,نتألم ,نمعن في التأمل ,ونقارن بين ما نختزنه في الذاكرة ,ونصدم بما نراه ماثلا أمام أعيننا من وقائع جديدة , هكذا بدأ النائب المحرر أبو علي يطا كلماته ,وواصل الحلم بالأمل قائلاً سأسعى جاهداً,والتزاماً بالعهد والوفاء لفلسطين والبشر العزل المؤمنين بعدالة قضيتهم ووفاء للأسرى القابعين في سجون الاحتلال وبالعهد للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في مسيرة التحرير والتزامنا لأهلنا المستضعفين المثقلين بالهموم , ولم يعد لهم طاقة على تحمل الظلم والتهميش ممن يدعون الديمقراطية والعدالة وإقامة السلام العادل دون تمييز وهم ما زالوا مصرين على سياسة الموت ,والجرح , والإعتقالات الجماعية وهدم المنازل ,ومصادرة الأراضي ,وبناء جدار الفصل العنصري ,وتجريف الأراضي الزراعية ,واقتلاع الأشجار , والقيود على الحركة . إن العنف الذي يمارسه الاحتلال أثقل على الحجر والشجر قبل البشر فهل لنا من نصير ؟هي مناشدة للعالم أجمع بفرض الحلول العادلة والدائمة للشعب الفلسطيني وبرصد كل الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان لوضع خطط بتوثيق ومتابعة المعاناة المفروضة من الاحتلال وعلى مر عقود وما زالت متتالية دون رادع وما زال يعاني المجتمع الفلسطيني أشد المعاناة بكل أنحاء فلسطين بشكل عام ,ولكن تبقى معاناة المتضررين من بناء الجدار العنصري أشد وطأة ومعاناة . لقد جعلت الأوضاع الاقتصادية البائسة والضغوطات الناجمة عن الاحتلال المواطنين يشعرون بالإحباط واليأس من ساسة العالم جميعاً فإلى متى ستبقى معاناتهم ومتى سيتم تطبيق الحلول الشاملة والعدالة الدائمة للصراع في المنطقة ؟؟ كثيرة هي المدن والقرى المتضررة في فلسطين من سياسة الاحتلال بالقمع والبطش ولكن تبقى القرى النائية عن المدن هي الأكثر ضرراً لقربها من المستوطنات ومن هذه المدن مدينة يطا جنوب محافظة الخليل بلدة الأسير المحرر ابوعلي يطا . وقد بادر الأخ أبو علي يطا بوضع آلية وبرامج للتواصل مع الأرض والمواطنين وفاء ًمنه لمن أحبوه والتزاماً منه برفع المعاناة والظلم , وهو الذي يعلم جيداً كم هو الظلم بغيضاً وكم هي الحرية والعدالة أجمل , ولكنها لا تكتمل إلا بالإفراج الكامل عن جميع الأسرى وبتحقيق الحرية وكامل الاستقلال حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وضمن الثوابت الوطنية والالتزام بالشرعية الدولية . وحرصاً منه على تنمية المجتمع طالب بوضع إستراتيجيات وتوصيات واسعة لتقوية الروابط الإقليمية والوطنية والدولية للتغيير الاجتماعي وعن طريق العمل معا على القضايا المشتركة لحقوق الإنسان, والأمن الإنساني, والإصلاح القانوني والتعليمي ومعالجة الفقر بعمل مشاريع تساعد بالخروج من هاوية الكارثة المحتملة . ولقد قام وفداً بزيارة إلى خربة (منيزل) تحديداً والتي تقع إلى الجنوب من مدينة يطا إطلعوا من خلالها على معاناة السكان القاطنين بالمناطق المحاذية للبؤر الاستيطانية والمستعمرات كمستعمرة (كرمئيل) شرق مدينة يطا ومستعمرة (ماعون ) وبؤرة شرق مستعمرة ( سوسيا ),وبؤرة إلى الغرب من مستعمرة ( متسادوت يهودا ) جنوب بلدة يطا ,ومن الجدير بالذكر أن نذكر بسياسة الاحتلال التعسفية ضد الفلسطينيين المتسمة بالعنصرية من خلال شق الطرق والشوارع الالتفافية لتسهيل حركة وتنقل المستوطنين وبهدف التحكم في مداخل المدن وسهولة إغلاقها متى يشاءون وبالمقابل لا يسمح للسكان الفلسطينيين بالتنقل في هذه الشوارع . وقد تم مصادرة حوالي (13 ) ألف دونم لهذه الشوارع في مدينة الخليل لوحدها أو يزيد ومن أخطر هذه الشوارع على السكان ما يسمى بشارع رقم (60)والذي ينطلق من داخل المناطق الفلسطينيةالمحتلة عام (1948)في منطقة بئر السبع ويسير جنوب السموع فجنوب الظاهرية ثم شرق يطا حيث يمكن الاحتلال من حرية التنقل والتواصل بالمستعمرات ويتم تزويد هذه المستعمرات بكل أسباب الرخاء ويحرم الفلسطينيين من أدنى حقوق الإنسان أو العيش الكريم ,وبحيث يعانون من اعتداءات المستعمر الإسرائيلي وأصبحت الأراضي بلا مراعي بفعل جدار الفصل العنصري وبسبب عمليات التوسع الاستعمارية وقد تم حرمان السكان بخربة (منيزل ) من مياه الشرب لوجود البئر الوحيد للسكان الصالح للشرب خلف الجدار وقد تم تدمير أكثر من (400 )دون وتم اقتلاع أشجار الزيتون وكل ذلك بهدف تهجير السكان من أراضيهم بفرض المعاناة عليهم وبفرض زعزعة شعورهم بالأمن والنماء وهم يعانون من فقدانهم لأبسط مقومات الحياة فالبنية التحتية معدومة ,ودون كهرباء, ولا أنابيب مياه ,ولا عيادات طبية ولا يوجد بها إلا مدرسة واحدة مختلطة للصف التاسع . ويشرف على خربة منيزل بما يسمى مجلس خدمات ولكن يعوزهم الدعم لتوفير الخدمات اللائقة للسكان الذين يعانون من البؤس فهناك من يعيش في المُغر ,أو تحت أسقف من الصفيح ,وحتى يفتقرون إلى الأدوية أو المطاعيم الخاصة للأطفال . ها هي الحقيقة المرة للسكان في خربة منيزل وليست هي معاناتهم فقط بل معاناة العديد ممن يقطنون بمحاذاة الجدار أو المستوطنات كل هذا وأكثر شكي منه السكان وها هي مناشدة لكل الأحرار بالعالم أطلقها النائب المحرر أبو علي يطا فهل من مجيب لإقامة العدل والسلام على أرضنا المباركة .