فيينا (20 تشرين الأول/أكتوبر)(آكي)الفجرنيوز:للعام الثالث على التوالي، أعلن الاتحاد الإسلامي في فيينا، والذي يضم حوالي 20 رابطة جمعية وهيئة إسلامية، عن تنظيم حملته الثالثة للتعريف باهم الأهداف والمبادئ السامية المستمدة من تعاليم العقيدة الإسلامية والسنّة النبوية ومكارم الاخلاق التي أرسى دعائمها النبي محمد. وبمناسبة انطلاق حملة التوعية بالإسلام، وهو الأولى من نوعها في أوروبا، اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل في 5 مدن نمساوية رئيسية هي: العاصمة فيينا، ومدينة سانت بولتن عاصمة مقاطعة النمسا السفلى، ومدينة غراتز عاصمة مقاطعة شتايرمارك، ومدينة سالزبورغ عاصمة مقاطعة سالزبورغ، ومدينة لينز عاصمة مقاطعة النمسا العليا، عقد الدكتور محمد ترهان رئيس الاتحاد الإسلامي مؤتمراً صحافياً اليوم شرح فيه أهداف الحملة الإعلامية التي تبلغ تكاليفها حوالي 100 ألف يورو، تم الحصول عليها من تبرعات المسلمين خلال شهر رمضان واوضح الدكتور ترهان أن "الاتحاد الإسلامي ينظم حملة التوعية الثالثة لهذا العام، والتي تستهدف التعريف بالمبادئ النبيلة والأهداف السامية ومكارم الاخلاق التي دعا إليها النبي محمد، مع التركيز على اختيار مجموعة من أقواله الشريفة التي تحضّ على التعايش الحضاري والثقافي والعرقي والديني المتنوّع بين مختلف البشر، ومناشدة جميع شرائح المجتمعات إلى العمل على توطيد روح التالف والانسجام والمحبة وتدعيم جسور التلاقي والتعاون". وأكد قوله "وكذلك ستركز الحملة الإعلامية على تعريف المواطنين النمساويين بعدد من القيّم الإسلامية الداعية إلى الدفء الاجتماعي وخدمة الصالح العام، بالإضافة إلى شرح أهم القواعد والمبادئ والاهداف الإنسانية السامية للرسالة المحمدية التي تقوم على أساس الدعوة إلى مكارم الأخلاق، وذلك عملاً بالحديث النبوي الشريف –إنما بُعثت لأًتمّم مكارم الأخلاق-" كما أوضح الدكتور محمد ترهان أن "الإسلام أولى الآداب والقيّم والاخلاق، أهمية بالغة، وخصها بمكانة عالية، حتى جعلها عمود أساس الدين وقوام التدين الإسلامي، بل جعلها من أبرز مظاهر الخير والمحبة والفضل". وهنا استشهد بالحديث النبوي الشريف "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً غداً يوم القيامة، أحسنكم أخلاقاً". هذا وتشمل أنشطة حملة التوعية الإسلامية والتعريف بتعاليم العقيدة الإسلامية وأقوال النبي محمد، على 163 لوحة تلفزيونية متحركة، بالإضافة إلى 105 لوحات مضيئة إليكترونيا خلال الليل، حيث تم توزيعها في العديد من الأماكن والساحات العامة والشوارع وعند مفترق الطرق الرئيسية ومحطات الترامواي والقطارات السريعة، في العاصمة فيينا، وفي كل من مدن سانت بولتن، وغراتز وسالزبورغ ولينز. وستحمل تلك اللوحات سلسلة نماذج مختارة من أقوال النبي محمد، مترجمة إلى اللغة الألمانية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر: "خيركم خيركم لاهلة"، و "خير الناس أنفعهم للناس"، و "ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع"واستعرض الدكتور ترهان أهداف حملة التوعية الإسلامية ودوافعها فقال "إنّ الدافع وراء هذه الحملة الكبرى؛ هو إبراز القيم الإنسانية السامية، وتعزيز مفاهيم التواصل الاجتماعي، والحث على تقديم الخدمات الإيجابية في كافة المجالات التي تخدم الصالح العام. مشيراً إلى إنّ الرسالة التي تودّ هذه الحملة إيصالها، إلى كافة أبناء الشعب النمساوي، واضحة وصريحة وهي أنّ الجميع مدعوّون إلى القيام بالأعمال الصالحة التي تعود بالنفع على الآخرين، وهي رسالة نرى أن العالم بأمسّ الحاجة إليها في هذه المرحلة التي تخيم عليها الأزمات والنزاعات التي تهدد أمن واستقرار العالم، على حد تعبيره وأكد محمد ترهان قوله ان "الهدف الأساسي للحمة الإسلامية هو التعريف بالأهداف والمبادئ السامية للدين الإسلامي، ونفي ضمني لمجموعة من المزاعم والشبهات والافتراءات والأحكام المسبقة، التي تثار بين الحين والآخر ضد الإسلام والمسلمين في بعض الدول الأوروبية". وخلص إلى القول أن تنظيم الحملة هذا العام جاء في ظل استمرار تداعيات أزمة الإساءة المتكررة للدين الإسلامي ورموزه، وبخاصة النبى محمد، في وسائل إعلامية أوروبية وصعود بعض رموز التيارات اليمينية المتطرفة. وجدير بالذكر أن الاتحاد الإسلامي في فيينا هو أحد أبرز مؤسسات المسلمين في النمسا وأعرقها، وهو يقدم خدمات ثقافية واجتماعية عدة، ويعمل على تشجيع اندماج المسلمين والمسلمات في المجتمع النمساوي ومشاركتهم الإيجابية في شتى المجالات مع ضرورة الاحتفاظ بأساسيات تعاليم عقيدتهم الإسلامية وخصائصه الثقافية المميّزة. ويتعاون الاتحاد في هذا المجال مع العديد من شركائه في المجتمع النمساوي وفي طليعتها، الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية بالنمسا. هذا وسينظم الاتحاد الإسلامي مؤتمراً لتلاوة القرآن الكريم في المقر النمساوي للمؤتمرات يوم السبت المقبل، وذلك بالتزامن مع حملة التوعية الإسلامية ويبلغ تعداد المسلمين وأبناء الجالية الإسلامية في النمسا حوالي نصف مليون نسمة، وهم يساهمون في دعم الاقتصاد النمساوي، ولهم حضورهم البارز في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية. وكانت النمسا أول دولة اعترفت بالدين الإسلامي بمرسوم أصدره الامبراطور فرانز يوزيف عام1912