تونس في 24.10.2008 الفجرنيوز:حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر و إثر أداء صلاة الجمعة صحبة والدي و بملاحقة من أعوان البوليس السياسي يمتطون سيارة و دراجة نارية بسم الله الرحمان الرّحيم عاجل منعي من حضور جنازة عبد الكريم الهاروني-تونس الكرم الغربي في الجمعة 24 أكتوبر 2008 الموافق ل 24 شوال 1429 حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر و إثر أداء صلاة الجمعة صحبة والدي و بملاحقة من أعوان البوليس السياسي يمتطون سيارة و دراجة نارية توجهنا إلى محطة الحافلات بجانب قصر المعارض الدولي بالكرم و عندما امتطيت الحافلة رقم47 باتجاه مدينة أريانة لحضور جنازة الأخت صفاء بزيوش رحمها الله ابنة الأخت المناضلة جميلة عياد، عضوة المكتب التنفيذي لمنظمة "حرية و إنصاف" و السيد الفاضل سالم بزيوش، تبعني أحد أعوان البوليس في حين واصلت السيارة متابعة الحافلة و بعد انطلاق الحافلة بقليل فوجئ السائق بالسيارة "4*4" رقم 8142 تونس 107 التابعة لمنطقة الشرطة بقرطاج تقف أمام الحافلة و تشير له بالوقوف و فتح الباب، صعد أحد الأعوان بالزي المدني و طلب مني النزول فرفضت و طلبت منه توجيه استدعاء لي إلى البيت هذا إذا كان هنالك داع لذلك فطلب مني النزول معهم لحظة فرفضت لأنّي متجه لحضور جنازة فقال إنهم مستعدون لنقلي بالسيارة فرفضت لأنّي أريد أن أتنقّل في الحافلة و على نفقتي فتدخل عون ثاني ليلح عليّ في النزول من الحافلة فتوجّهت إلى الركاب لأعلمهم بأن هؤلاء أعوان شرطة و سترون ماذا يقصدون "بلحظة" نزلت و بقيت أمام الحافلة و طلبت من السائق أن يبقي الباب مفتوحا حتى تتم اللّحظة التي طلبتها الشرطة و لكنهم أمروا السائق بغلق الباب و مواصلة السير, و عندما عبرت لهم عن احتجاجي على هذه الممارسة الخطيرة أجابوني كالعادة بأنهم ينفذون التعليمات فسألتهم من أصدر هذه التعليمات فلم يجيبوا فاكتفوا بالقول" المسؤولون" فطلبت منهم أن أتحدث إلى من أعطى التعليمات فاتصلوا بالهاتف و أجابوني "قالوا لك ابق في البيت" و في صورة عدم الامتثال هددوني بإرسال تعزيزات أمنية لإرجاعي إلى البيت بالقوة عبرت لهم عن استيائي من تصرف مسؤوليهم الخاطئ الذي يسئ إلى سمعة جهاز الأمن و سمعة البلاد و أني لا أخشى التهديد باستعمال القوة أو العودة إلى السجن فلا يعقل في بلد مسلم أن يمنع مواطن من حضور جنازة و القيام بواجب العزاء خاصة باسم "الأمن" فضلا على أنني لا يمكن أن أقبل بهذا الحصار الجائر المفروض عليّ و الذي تحول بهذه الطريقة إلى إقامة جبرية و ما يعنيه ذلك من اعتداء على حريتي الشخصية و حريتي في التنقل و حقي في الشغل و الاندماج في الحياة الإجتماعية والمشاركة في الحياة العامة في إطار القانون كمواطن متساوي الحقوق مع بقية المواطنين. أكد لي الأعوان أنهم سيبلغون ما قلته إلى "المسؤولين" فأجبتهم بأنه لا فائدة من ذلك لأن المسؤولين لا يسمعون و أن هذا لا يخدم مصلحة بلادنا. ثم عدت إلى المنزل تحت مراقبة البوليس السياسي و قد فوجئ أفراد العائلة بعودتي في ذلك الوقت دون حضور الجنازة ليستمر الحصار الأمني على البيت و أجد نفسي في إقامة جبرية. فمعذرة للأخت الفاضلة صفاء لأنّي لم أستطع حضور جنازتها و تعزية والديها الصابرين و أهلها الطيبين, رحمها الله رحمة واسعة و رزق أهلها صبرا جميلا و حياة طيبة و جمعنا بها في جنّته و أصلح الله حال بلادنا بما يضمن حقوق الأحياء و الأموات دون إقصاء و لا استثناء.