Raouf Ayadi 8 janvier 2008 ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء عبد الرؤوف العيادي بعد صمته عن الكلام، العميد يسمح بالإعلام أخيرا قرر عميد الهيئة الوطنية للمحامين الدعوة إلى جلسة عامة إخبارية يوم 19 جانفي الجاري. ويأتي قراره ذلك بعد أن علم بوجود عريضة حازت على إمضاء أكثر من 300 محام تدعو مجلس الهيئة إلى عقد جلسة عامة إخبارية لتدارس المحامين أوضاعهم المهنيّة وخاصة عدم رد فعل المجلس إزاء الأمر الترتيبي المتعلق بتكريس إشراف وزارة العدل على المعهد الأعلى للمحاماة الذي كان المحامون قد قاموا السنة الماضية بتحركات احتجاجية للتعبير عن رفض ذلك الإشراف من الوزارة المذكورة. ويضاف لهذه المسألة موضوع التغطية الاجتماعية للمحامين التي تأخر إنجازها حتى ظُنّ أنّه إنجاز العصر ومعجزة المصر. أمّا موضوع الاعتداءات المتكررة على المحامين فإنّها تحتاج إلى آذان متطوّرة ليس بوسع مجلس الهيئة اقتناءها بالرغم من الترفيع في معلوم اشتراك المحامي المرشح للانضمام إلى الهيئة والذي قفز من 120 إلى 500 دينار. الولاء لقول لا جوابا عن طلب المحامين بإحضار المحجوز بالجلسة عند نظر الدائرة الجنائية الرابعة في قضيّة ما يسمّى بمجموعة سليمان، وذلك تطبيقا لأحكام الفصل من مجلة الإجراءات الجزائية أجاب القاضي محرز الهمامي بأنّ ما تنعم به البلاد من أمن وأمان يجعل المحكمة لا تستجيب لهذا الطلب. أمّا المحامون فقد نظر بعضهم للبعض الآخر استفهاما ومحاولة لاستيعاب الجواب... أحدهم صاح: يحيا بوديدح وهو ميت ! بعد البلانكو.. التورنوفيس معلوم أنّ عديد المحالين في قضايا ما يسمى "بالإرهاب" اشتكوا من إنزالهم إلى دهليز وزارة الداخلية أين يستعمل الجلادون آلة "البلانكو" (التي صنعت لأغراض رفع المحركات) لتعليقهم وتعذيبهم. هذه المرة شكا المتهم رمزي العيفي بجلسة 29 ديسمبر 2007 استعمال الجلادين "لتورنوفيس" في تعذيبه وذلك بإدخاله بدبره عدة مرات إلى أن سال من سوءته الدم. فهل نحن إزاء تنفيذ المكننة الشاملة لأدوات التعذيب ! القاضي محرز يرفض تشبيهه ببوليس أمن الدولة انفعالا وليس تدبيرا ! بعد إصرار الرئيس محرز الهمامي على منع المتهم محمد البختي من الكلام عما طاله من أعمال تعذيب بإدارة أمن الدولة، صاح المتهم "حتى أنت كبيفهم" فعلا صياح القاضي وقد استولى عليه الغضب : أخرجوه، أخرجوه ! المحامي النائب تدخل ليخاطب المحكمة قائلا: أريد أن أفهم لماذا أبعدتم المنوّب عن الجلسة وأنتم تعتقدون أنّ أعوان أمن الدولة لا يخرقون قانونا ولا يرتكبون جرما، فما هو سبب انفعالكم ؟ ثم طلب الإذن بإرجاعه. لكنّ القاضي أبطأ في فهم مراد المحامي النائب وأحجم عن الجواب، ربّما أدرك أنّه تعجّل في اتخاذ القرار ! حملة مدبّرة على المحامين "المعارضين" ما إن صدرت الأحكام على المتهمين في القضية المعروفة بمجموعة سليمان حتى نزل ضبّاط الأمن إلى غرف الإيقاف بالمحكمة للتعليق على شدّة الأحكام بالقول : "المحامون هم السبب، 'بَلْبْزُوهَا' لأغراض سياسية" وأشاروا عليهم بتغييرهم إذا كانوا يريدون التخفيف في طور الاستئناف. ونفس الموقف صدر عن حراس السجن، أحدهم صرّح "سمعت في المقهى أنّ سببها المحامون" ! المتهمون أدركوا النصيحة من أصحاب "الطريحة". عاجل : محاكمة "مجموعة سليمان" أمام القاضي منّوبي حميدان أحد المحامين من التجوّعيّين ممّن له باع وحسن اطّلاع روّج أنّ الدائرة التي ستتعهّد بالقضيّة في طورها الاستئنافي هي تلك التي يرأسها القاضي منّوبي حميدان. بل إنّه قطع شوطا في "بعد التنبّؤ" مضيفا أنّ الطور التعقيبي ستنظر فيه دائرة القاضي "الطاهر بوغارقة". علّق أحدهم: "البعض يتلقّى كف القضاء، والآخر يقرأ كفّه !"