الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان/ فرع قليبيةقربة لقد استبشرت كل القوى الحية ببلادنا (وفي مقدمتها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان)بتغيير السابع من نوفمبر،الذي تضمنه بيانه المشهور ،اذ اعتبرته انتصارا لنضالاتها في سبيل الحرية(بجميع أنواعها) وحقوق الانسان والديمقراطية،و التعددية،وهزيمة التسلط و الاستبداد و الاحتكار السياسي و الوصاية على الشعب،واستبلاه الجماهير، و التلاعب بسلطات الدولة و جعلها في يد زعيم واحد ،ورئيس يملك الحكم مدى حياته، رغم ما ظهر منه من سلبيات نتيجة"طول شيخوخته"،لا تغطيها إيجابياته الكثيرة المتمثلة:في اقامة دولة حديثة وما أرساه فيها من تعليم عصري موحد ونهضة إجتماعية يمكن اعتبارها تجربة رائدة في العالم الثالث، تجربة أخذت بيد المرأة ورفعت من شأنها وقضت على الكثير من الأمراض، كل هذه الإيجابيات اعترف بها بيان السابع من نوفمبر،كما اعترف بالفضل الذي لا ينكر لصاحبها. هذا وإن من بين ما جاء في البيان المذكور اعترافه الصريح بأن" شعبنا بلغ من النضج ما يسمح لكل أبنائه وفئاته بالمشاركة البناءة في تصريف شؤونه في ظل نظام جمهوري يولي المؤسسات مكانتها ، ويوفر أسباب الديمقراطية المسؤولة،على أساس سيادة الشعب..." كما أكد البيان على أنه "لا مجال في عصرنا لرئاسة مدى الحياة..." لأن هذا الشعب الناضج "جدير بحياة سياسية متطورة و منظمة ،تعتمد بحق تعددية الأحزاب السياسية و التنظيمات الشعبية" كما تحدث أصحاب البيان على التزامهم بالحرص "على إعطاء القانون حرمته"،ونتيجة لكل هذا ،ستتدعم العدالة و تنتشر الطمأنينة ،" فلا مجال للظلم و القهر". ولكم أن تعودوا الى بيان السابع من نوفمبر ،قراءة و تأملا و دراسة موضوعية ، نصية و واقعية ،ولا شك أنكم ،بهذه العودة العقلانية ستجدون أمامكم سؤالا، في حجم آمالنا و طموحاتنا و أحلامنا :هل نتمتع بالتعددية الفكرية و السياسية و الحزبية؟ أين حرمة القانون و بمجرد تعليمات إدارية حوصرت مقرات الرابطة ومنعت من ممارسة نشاطها ، وضيق على كوادرها، حتى أن البعض منهم منع من الجلوس في المقهى ؟ وأين "لا مجال للظلم و القهر"؟ فهل ما جرى (في أكتوبر 2008) بين أهالي حمام الغزاز و الحرس الوطني بها ،له اسم آخر غير الظلم و القهر ، واستغلال السلطة ، حيث تمت التغطية على عون الحرس الوطني و تقديمه على أنه كان مباشرا لعمله و اعتدي عليه ، بينما أجمعت شهادات المواطنين هناك على أنه كان ، في لباسه المدني و سيارته الخاصة ، و كان مخمورا ، مخمورا، و تلفظ بما يخدش شرف الناس و كرامتهم هل هذا هو عمله؟ و هل من حرمة القانون أن يقتحم منازل المواطنين و يعتدي عليهم و على أبنائهم؟ إننا نتمنى أن يتم تطبيق ما جاء في بيان السابع من نوفمبر من تبشير بالديمقراطية و إنهاء لاحتكار السلطة و تلاعب بالتعددية ، لأن الإحتفال الحقيقي بهذا اليوم لا يكون بتعطيل العمل و إلقاء الخطب ، و نشر الأعلام ، بل يكون بالتطبيق الفعلي لما جاء فيه من شعارات هي في حد ذاتها مبادئ و قيم انسانية ناضل من أجلها شعبنا و قدم التضحيات الجسام في معركته ضد الاستعمار الفرنسي بما كان يعنيه من قهر و ظلم و نهب لخيراتنا و سلب لحقوقنا و حرياتنا . و أن الاستقلال الحقيقي لا يكون إلا بالقضاء التام على مظاهر الإستعمار و معانيه و أسبابه و أهدافه و سياساته التجهيلية ، التفقيرية ، الإذلالية، فهل كثير علينا أن نرفض التمويه و المغالطة ، و نواصل الحلم؟ نابل في 07نوفمبر2008 عن هيئة الفرع: عبد القادر الدردوري