نيويورك (اف ب) - الفجرنيوز:شكل "الجانب المظلم" للحرب الاميركية على الارهاب محور محاكمة عالمة باكستانية تعاني من مرض نفسي ومتهمة بمحاولة قتل ضباط اميركيين في افغانستان. وركز قاض فدرالي في نيويورك في قضية عافية صديقي على ادعاءات الدفاع بانها خطفت وتعرضت للتعذيب على ايدي قوات اميركية او حليفة قبل نقلها من افغانستان الى الولاياتالمتحدة في اب/اغسطس بتهمة محاولة القتل. وبحسب محاميها تخضع صديقي (36 سنة) لعلاج نفسي في مركز حكومي في تكساس وتعاني من حالة هذيان ترى خلالها اولادها القتلى او المفقودين. وقال القاضي ريتشارد برمان الاثنين ان التقييم الاولي اظهر ان حالة صديقي النفسية لا تسمح بمحاكمتها. وطالب الاربعاء بمزيد من المعلومات حول ادعاءات بان المتهمة الطبيبة الباكستانية المتخصصة بالجهاز العصبي فقدت في 2003 واحتجزت طوال خمس سنوات. وقال برمان للدفاع والادعاء ان هذه الادعاءات التي ترفضها الحكومة الاميركية ليست جزءا من القضية لكن يجب النظر فيها. واضاف "بالطبع انها تؤثر على العلاج الطبي وعلى ما اذا كان من الممكن محاكمتها". وتشتبه الحكومة الاميركية بارتباط صديقي بتنظيم القاعدة وبانها اختفت بين 2003 و2008 لانها كانت تختبىء. ويقول الادعاء ان الشرطة الافغانية اعتقلتها في تموز/يوليو وعندما زارها ضباط اميركيون في مكان اعتقالها استولت على مسدس واطلقت منه رصاصتين لكنها لم تصب احدا. وقالت اليزابيث فينك محامية الدفاع ان صديقي ليست فقط بريئة من هذه التهمة فقط بل انها ضحية سنوات من الاعتقال ادت الى حالتها النفسية المضطربة. ويقول انصار صديقي انها خطفت في كراتشي في 2003 مع اولادها الثلاثة واحتجزت في مكان سري في قاعدة عسكرية اميركية سرية في افغانستان على الارجح. وقالت فينك ان "كشف الحقيقة امر مستحيل رغم اننا لا نعلم ماذا سيحصل الان بعد انتخاب الرئيس باراك اوباما". وقال المدعي ديفيد راسكين انه ليس هناك "اي دليل" بان صديقي كانت محتجزة من قبل قوات اميركية او حليفة قبل توقيفها في تموز/يوليو. واضاف "يمكنني ان اقول للمحكمة انه ليس هناك اي ادلة تشير الى ان صديقي خطفت او تعرضت للتعذيب او اي من الادعاءات الاخرى". واوضح ان صديقي واولادها "لم يكونوا في عهدة القوات الاميركية كما انهم لم يخطفوا من قبل قوات اميركية". وقال راسكين ان "الفرضية الاكثر ترجيحا هي انها كانت تختبىء لان اعتقالات طالت اشخاصا في محيطها وان اثنين من الموقوفين على الاقل نقلا الى غوانتانامو". واقر راسكين وفينك بانهما لا يملكان ادلة تثبت مكان وجود صديقي خلال تلك الفترة. ولن يتم رفع الغموض الذي يحي بهذا الملف في المستقبل القريب لان صديقي التي تعاني من اضطرابات نفسية لا تحضر جلسات المحاكمة. وبحسب التقرير الطبي الاولي تعاني صديقي من حالة هذيان ترى خلالها اولادها القتلى او المفقودين. وقال فينك انها "تعتقد انها تعيش مع اثنين من اولادها". والجلسة المقبلة في كانون الاول/ديسمبر ستخصص لدرس تطور وضع صديقي الصحي. وفي ايلول/سبتمبر افرجت السلطات الافغانية عن ابن صديقي البالغ من العمر 12 عاما وكان برفقتها لدى توقيفها. وهو يقيم مع اقارب له في كراتشي. وقالت فينك ان الصبي يعاني ايضا من اضطرابات نفسية و"يتناول كمية كبيرة من الادوية ويخضع لعلاج نفسي مكثف" على حد قول المحامية. واوضحت ان شقيقة صديقي في كراتشي "تعلم امورا عنها اكثر من اي شخص اخر. لكنني استطيع التحدث اليها فقط عبر الهاتف الذي يخضع لرقابة". وقالت فينك انها تدرس فكرة لقاء شقيقتها في اوروبا. ورغم الادعاءات والمعلومات التي ينشرها الاعلام عن ارتباط صديقي بالقاعدة لم يتسن اثبات ذلك وادانتها. فهي لا تحاكم بتهمة الارهاب بل محاولة قتل ضباط في الجيش الاميركي ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي). وفي حال ادانتها قد تتعرض صديقي لعقوبة السجن 20 سنة.