انطلاق تظاهرة "لن نورث" ، "لن يرثنا عبقرينو لجنة السياسات" و نور يصف مبارك ب"الخديوي" الأمن يضرب المتظاهرين ضد التوريث ويمنعهم من الوصول إلى قصر عابدين القاهرة، الأسكندرية ، مصر : صحيفة اللواء الدولية وسط حصار أمني مشدد، وأنباء عن اعتقالات بين رموزها، وبعض الصحفيين، اضطرت الحركات والقوى الشعبية المشاركة في مظاهرة "لن نورث بعد اليوم،" في مصر، الثلاثاء، إلى الانتقال بموقع إقامة المظاهرة إلى شارع التحرير بدلاً من حي عابدين، هرباً من قوات الأمن التي تحاصر الميدان الشهير، وتمنع المتظاهرين من دخوله. وبحسب تصريحات لمنسقي حملات وقوى المعارضة ، فإن المظاهرة استهدفت مواجهة خطط توريث الحكم في البلاد، وإعادة مصر إلى عهود الملكية، لافتين إلى أن "النظام الحاكم في مصر يدافع بشراسة عن مشروع التوريث،" في الوقت الذي تطالب فيه حركات وقوى وطنية مصرية "بحقها في اختيار من يمثلها ويرأس البلاد اختياراً حراً نزيهاً." ويأتي الحشد الشعبي ذاك في وقت يتزايد فيه الحديث عن طرح رجل الأعمال جمال مبارك بديلا لوالده، حسني مبارك، الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما، والذي لم يعلن حتى الآن نيته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011. وشارك المتظاهرون، الذين يقدر عددهم ببضعة آلاف، ممثلين عن حركات أبرزها "كفاية" و"شباب من أجل العدالة والحرية،" و"شباب 6 أبريل،" و"حزب الغد،" و"حملة أيمن نور رئيساً لمصر،" وحملة "مصر كبيرة عليك" وانصارا للمعارض الاصلاحي محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذري. لكن الدكتور أيمن نور، زعيم حزب الغد المعارض، والوصيف الرئاسي في انتخابات الرئاسة المصرية السابقة، قال إن هناك أنباء عن اعتقالات متفرقة لقيادات ورموز الحركات، من بينها الناشطة جميلة إسماعيل، وهي زوجة نور. إلا أن بعض المشاركين بالتظاهرة أكدوا أنهم أجروا اتصالا بإسماعيل، ووجدوها محتجزة في إحدى سيارات الشرطة هي وناشطين آخرين، بصحبة عناصر من الشرطة النسائية. وقال نور: "واجهنا معوقات وتحديات كثيرة مع الأمن المصري للوصول إلى موقع المظاهرة في حي عابدين، إضافة إلى أننا وضعنا تحت المراقبة الأمنية من قبل سيارات أمن يتخفى ركابها بملابس مدنية ودراجات نارية كذلك، ويسيرون خلف سياراتنا، فيما حاصرت قوات الأمن منزلي في حي الزمالك ومقر حزب الغد." وأشار المعارض المصري البارز إلى أن سبب اختيار ميدان عابدين لتنظيم وإقامة المظاهرة، جاء بسبب أنه الميدان نفسه الذي شهد وقفة الزعيم المصري الراحل أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق قبل 129 عاماً، عندما قال له: "لقد خلقنا الله أحراراً، ولن نورث ولن نستعبد بعد اليوم،" مشيراً إلى أن الخديوي توفيق كان أكثر ديمقراطية ممن سماه "الخديوي مبارك،" فعلى الأقل "توفيق لم يغلق الميدان في وجه المتظاهرين ويعتقلهم." من جانبه، أكد أحمد ماهر، مؤسس حركة "شباب 6 ابريل" في تصريح ل "اللواء الدولية" إنه "تم القبض على مجموعة كبيرة من المتظاهرين عند قصر عابدين، فيما تعرضت حركة 6 أبريل وحدها لاعتقال نحو 20 عنصراً منها من قبل قوات الأمن التي تطارد المتظاهرين في كل الشوارع الجانبية والمجاورة." وقدر ماهر عدد المتظاهرين بنحو 3 آلاف شخص، فيما يواجهون جميعاً عمليات تفريق منظمة من قبل قوات الأمن المصرية، بينما تحاول عناصر أخرى الولوج إلى موقع المظاهرة، حيث نجح نحو 150 شخص فقط من الوصول إلى هناك، بعد نحو ساعة من الموعد المحدد للتظاهر (الخامسة مساءً)." وطالب المتظاهرون بتغيير الدستور المصري، مشيرين إلى النظام الأمني المصري الذي فشل في التعامل مع المتظاهرين السلميين، وأخذ يعتقل فيهم ويشتتهم ويطاردهم في شوارع القاهرة، هو نفسه الذي يزكي مشروع توريث الحكم في البلاد لجمال مبارك، نجل الرئيس المصري، حسب ما ذكر ماهر. كما القي القبض على ما لا يقل عن عشرة اشخاص خلال مظاهرة احتجاجية اخرى ضمت العشرات في الاسكندرية وذلك حسبما ذكرت مصادر امنية وصحفيون في المكان بعد أن أشبعتهم ضربا و تم القبض على نجلى المناضل الكبير أبوالعز الحريرى و ابوعمر المصرى المناضل الأسلامى المعروف و كذلك الصحفى يوسف شعبان الصحفى بجريدة اللواء الدولية ، ثم أفرج عنهم فيما بعد مع عشرات احتجازتهم قوات الأمن و شرطة مباحث أمن الدولة . وكان المشاركون في مظاهرة القاهرة يريدون التوجه الى قصر عابدين، المقر الرسمي للرئاسة وسط العاصمة، الا ان قوات الشرطة التي انتشرت بالالاف منعتهم واوقفتهم على بعد نحو 500 متر من الميدان المواجه للقصر الذي سدت كل المنافذ المؤدية اليه. وفي اجواء مشحونة ردد المتظاهرون، الذين بدأوا في التفرق مع حلول المساء، هتافات منددة مثل "لا لتوريث الحكم" و"لا لجمال" كما حملوا لافتة عريضة كتب عليها "لا للتمديد (لولاية الرئيس مبارك)، لا للتوريث". واستنادا الى المتظاهرين القت قوات الشرطة القبض على خمسة اشخاص وتعرضت متظاهرتان على الاقل للضرب من شرطيات. وجرت عدة مواجهات متفرقة بين قوات الامن والمتظاهرين. وصادرت قوات الامن تسجيلات فرق العديد من القنوات التلفزيونية ومن بينها قناة الجزيرة القطرية وفقا لصحفيين في المكان. وحاصرت أعداد كبيرة من قوات الامن المحتجين الذين رددوا هتافات "يسقط يسقط حسني مبارك " و"يسقط يسقط حكم العسكر" و"لا توريث بعد اليوم". ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات منها "لن يرثنا عبقرينو لجنة السياسات" و"لا لمبارك الاب ولا لمبارك الابن". وخلال الاحتجاج ضرب جنود بعض المحتجين بالهراوات فرد عليهم المحتجون بالايدي. وقال محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين والعضو القيادي في الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وعضو جماعة الاخوان المسلمين ل "اللواء الدولية" ان جنودا ضربوه وسحبوه على الارض في محاولة منهم لالقاء القبض عليه في بداية الاحتجاج. وأضاف "حطموا الساعة. ضربوني في وجهي." وقال نشطاء ان قوات الامن ألقت القبض على عشرات المحتجين في أكثر من مكان في القاهرة خلال توجههم للتجمع في أمام قصر عابدين . ومن المقرر ان تجرى انتخابات تشريعية في مصر في نوفمبر المقبل تعقبها العام المقبل انتخابات رئاسية. وحتى الان لم يعلن مبارك (82 سنة) الذي يتولى الحكم منذ نحو 30 عاما، موقفه من الترشح لهذه الانتخابات ولا ايضا ابنه جمال (46 سنة). ويشترط الدستور المصري على من يرغب في الترشح لانتخابات الرئاسة أن يكون عضوا في الهيئة العليا لأحد الأحزاب قبل عام على الأقل من الانتخابات على أن يكون هذا الحزب مضى على تأسيسه خمس سنوات. كما يرهن الدستور تقدم أي مرشح مستقل لانتخابات الرئاسة بحصوله على تأييد 250 عضوا منتخبا في مجلسي الشعب والشورى ومجالس المحافظات من بينهم 65 عضوا على الأقل في مجلس الشعب و25 عضوا في مجلس الشورى وعشرة أعضاء في مجالس المحافظات ، و هذا الشرط مستحيل تحقيقة لدائرة أخرى غير دائرة الحزب الوطنى الذى يحكم مصر منذ أواخر السبعينات بوصفه الوريث (الشرعى و الوحيد ) لمسميات أخرى حكمت مصر بعد 1952. وتطالب المعارضة المصرية بتعديل دستوري يلغي القيود المفروضة على الترشح للرئاسة وتصف الشروط المنصوص عليها حاليا بأنها تعجيزية خصوصا في ظل هيمنة الحزب الوطني الحاكم على البرلمان ومجالس المحافظات. ونظمت المظاهرة في ذكرى رحيل الزعيم المصري أحمد عرابي ، فيما ذكرت الحركات المعارضة على موقع "فيسبوك" الاجتماعي، أن قوى المعارضة الوطنية وجموع الشعب المصري بكل فئاته "دعت لإحياء نداء الزعيم الوطني الراحل الضابط الفلاح (عرابي)، الذي وقف في وجه الديكتاتور مدافعا عن كرامة الشعب المصري وصارخا بعبارته الشهيرة: لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا".