الحوار.نت - إذا صح ما نسب إلى مرشد الثورة الإيرانية من أنّه قد أدان التهجم الذي طال السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها والذي صدر من أحد المرضى -عشاق الفتنة وجريمة المتاجرة بعرض النبي صلى الله عليه وسلم-، إذا صح هذا فإنّها خطوة بالاتجاه الصحيح يطالب السيد علي خامنئي بمتابعتها والسهر على نشرها في الحوزات والحسينيات وجميع مراسم العزاء الشيعية، كما ويجب أن تصدر توصيات ملزمة في هذا الصدد من عقلاء المذهب والتأكيد على إبعاد أعراض النبي ونسائه الطاهرات تماما من حلبة التجاذبات الفقهية، وهذا الإصرار على المطالبة بالمتابعة يأتي من أن العديد من علماء الشيعة كانوا قد بادروا وجرّموا من يتناول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بسوء، لكن هذه المبادرات المحمودة لم يتجاوز صداها أركان الفضائيات التي بثتها وبقت دار لقمان على حالها.
الفتوى التي أصدرها السيد خامنئي جاءت ردا على استفتاء توجه به بعض وجهاء مدينة الأحساء الواقعة شرق المملكة العربية السعودية وهذا كله جاء بعد أن أقدم المسمى "ياسر الحبيب" الكويتي الجنسية على القيام بتنظيم احتفال في لندن بمناسبة وفاة الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها ليتناولها بعبارات مؤذية، ثم يتلفظ بعدّة مزاعم باطلة نبرّئ منها أمنا الصديقة ونستنكف عن ذكر ما تفوه به.
الكثير من الأصوات العاقلة ما فتئت تنادي بعدم الانغماس في الصراعات المذهبية وتغذيتها على حساب قضايا الأمة الحقيقية وقد انخرطت ثلة من خيرة رجال العلم والفكر في هذه النداءات على رأسهم العلامة يوسف القرضاوي والشيخ آية الله محمد علي تسخيري والدكتور كمال الهلباوي والشيخ البوطي والعوا وغيرهم.. كما وسبق للشيخ راشد الغنوشي أن قام بأدوار جدّ إيجابية وعمل بنباهة على هذا المحور وحذر مبكرا ولعدّة مرات من مغبة الانسياق خلف الصراعات الفقهية والانشغال عن قضايا الأمة المصيرية، وطالب مرارا بصرف الجهد الدعوي نحو الآخر الغير مسلم بدل التوجه به للمسلم من أجل ثنييه عن مذهبه ومن محاسن ما قاله الشيخ في هذا الصدد: "وكان أحرى أن يعترف الجميع بالجميع، فيتجه كل بدعايته إلى أربعة أخماس البشريةالواقعين خارج الإسلام جملة لدعوتهم إليه بدل المناكفات الداخلية وإضاعة وهدرالطاقات لنقل آحاد من إحدى الغرف الواقعة داخل دار الإسلام لدفعهم إلى غرفة أخرىمجاورة ".
وبرغم منع الشيخ راشد وهو أحد أعلام الفكر الإسلامي ورمز من رموز الأمة من دخول إيران إلا أن ذلك لم يثنه على مضاعفة مجهوداته من أجل ردم الهوة بين إخوة العقيدة وتوحيد الصف وتنقية المناخ من الشوائب، وفرّق الرجل بحكمته بين حسابات سياسية ضيقة وضغوطات على إيران صادرة من لدن أنظمة فاسدة، وبين الهدف الأكبر والأسمى وهو وحدة الأمة وكدحها نحو رسالتها الخالدة.