كتبت منذ شهور بالتزامن مع صدور القرار الجمهوري بإنهاء الفصل التشريعي التاسع "2005- 2010- " تحت عنوان كشف حساب نواب الإخوان عرضتُ فيه وصفاً عاماً لأداء النواب بالإيجاب والسلب ، ثم واصلت الكتابة حول نفس المضمون لكن بعيداً بعض الشئ عن قبة البرلمان حين طرحتُ ما قدمته الجماعة عموماً على المستوى الاستراتيجي والإجرائي ، لكن من الواضح أن هذا السؤال : ماذا قدم الإخوان؟! له أبعاد وخلفيات أخرى غير الحصول على الإجابة أو بعض المعلومات عنها ؟ عندما يتحول طرح السؤال لفرض مُناخ أو المشاركة في فرض مُناخ من اليأس والإحباط ثم الانتقال من هذا المربع إلى مربعات التخويف والترويع بل والتسليم لأكذوبة تروجها منظومة الحكم بجناحيها الحزبي والحكومي أنهما فاعلان بالانتخابات القادمة ما يحلو لهما من التزوير والتحكم في شكل ومضمون الخريطة السياسية تحت قبة البرلمان المصري ! وبدلاً من شحذ الهمم ودعم المزاحمين ومناصرة المنافسين لهذا النظام المستبد كانت الدعوة لمقاطعة الانتخابات وهذا حق لأصحاب الدعوة ، لكن أن يتحول هذا الحق لفزاعة ضد المشاركين والنيل من تاريخهم ونضالهم وجهدهم أو تهوين ما قدموا لأبناء دوائرهم من خدمات في مختلف المجالات فضلاً عن المعاناة اليومية التي عاشوها تحت قبة المجلس وفي اللجان الفرعية يدافعون عن حقوق المصريين في حياة حرة وكريمة ... فهذا شأن آخر، نعم قد لا يكون المتحقق من الإنجازات كافياً لاحتياجات وطموحات وآمال المصريين لكنهم لم يألوا جهداً . نجاحات ومكتسبات ** التأكيد على النضال الدستوري والقانوني لمقاومة الاستبداد ومحاصرة الفساد في مرحلة يمارس فيها التشويه الإعلامي والتزييف المعلوماتي ضد التيار الإسلامي بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة ** تصحيح الصورة الذهنية لدى عموم المصريين والنخبة بصفة خاصة عن التيار الإسلامي الذي يتبني الفكر الوسطي بعيداً عن الغلو ، السلمي بعيداً عن العنف ، المتدرج بعيداً عن الفورية والانقلاب ** تقديم كم هائل من الخدمات للملايين من أبناء الشعب المصري في المجالات الاجتماعية "من خلال إنشاء ودعم المزيد من المؤسسات ودور الرعاية الاجتماعية والمعارض المخفضة والمجانية للسلع الغذائية والملابس والمدرسيات وتزويج الشباب والفتيات ودعم الأسر الفقيرة ولجان الصلح وفض المنازعات وتشغيل الشباب والشابات في القطاع الخاص والحكومي ....." والصحية " من خلال إنشاء ودعم المزيد من المستشفيات ودور الرعاية الصحية فضلاً عن العلاج على نفقة الدولة والقوافل الطبية المجانية ودعم العمليات الجراحية والتنسيق بين الأطباء والصيدليات وبين أصحاب الحاجات غير القادرين ...." والتعليمية " من خلال إنشاء وصيانة المدارس فضلاً عن الدورات التدريبية وتكريم الفائقين و الدعم المادي والمعنوي والإداري للكثير من المؤسسات التعليمية والتربوية..." ** محاصرة الحكومة بكمٍّ كبير من الأدوات الرقابية بلغت 20ألف أداة – تمثل أكثر من 50% من الأدوات المستخدمة بالمجلس ولجانه النوعية - في العديد من المجالات، وكانت الاهتمامات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المقدمة منها: مكافحة الاحتكار والفساد، وضبط الخصخصة والنظم الضريبية، والوقوف ضد تمديد حالة الطوارئ، والعبث بالدستور، ودعم الحريات وحقوق الإنسان. ** التأثير بشكل مباشر وغير مباشر على كل القوانين التي عرضت على المجلس وأصبحت الحكومة تحاول قدر الإمكان تجنب العيوب القانونية والشرعية قبل تقديم القوانين للمجلس؛ ما حصَّنها ولدرجة كبيرة من عدم الدستورية. ** الدعم الفني والإثراء العلمي للكثير من القوانين كان آخرها تعديل قانون العقوبات، وتجريم جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ومنح القضاء المصري اختصاصًا عالميًّا في مثل هذا النوع من الجرائم. ** تميز الأداء البرلماني بالمسئولية والمبدئية والبُعْد عن الانتهازية، بل تجاوز النواب بعض النقاط الشائكة والحرجة حفاظًا على نجاح الممارسة السياسية وتحقيق مصالح الجماهير. وأخيراً .... استطاع نواب الإخوان البالغ عددهم 88 نائباً ومن حولهم ما لا يقل عن 5000 متطوعاً يعملون في حوالي 4000 مكتباً لخدمة الجماهير أن يقدموا خدمات مباشرة لحوالي 3.5 مليون مواطناً مصرياً بصورة مباشرة فضلاً عن المشروعات الخدمية الكبيرة التي تعاون فيها النواب مع المؤسسات التنفيذية بالدولة واستفاد منها عشرات الملايين من المصريين ..... هذا رغم العقبة الكئود في طريق الإصلاح وتقديم الخدمات وهي الأغلبية البرلمانية للحزب الوطني الحاكم .