باريس - بشعره الطويل الأصفر، وقسمات وجهه التي تشبه إلى حد كبير قسمات والده منحدرا من أرقى أحياء العاصمة الفرنسية باريس، حي "نيلي سير سان"، أصبح "جون ساركوزي" (23 سنة) -الابن الأصغر للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بحسب العديد من المراقبين- مرشحًا مستقبليًّا "لوراثة" والده سياسيا، مع تأجيل التنفيذ. فقد أثار تعيين "جون ساركوزي" في منصب المدير العام لحي "لاديفانس" بباريس -والذي يعد المركز الاقتصادي والإداري للعاصمة الفرنسية باريس- غضبا في دوائر المعارضة الفرنسية بمختلف توجهاتها، وخاصة أن جون ساركوزي لا يحمل أي مؤهل جامعي باستثناء شهادة البكالوريا (الثانوية العامة). ومن المنتظر أن يتسلم جون ساركوزي منصب المدير العام للمركز الاقتصادي والمالي لحي "لاديفانس" يوم 24 أكتوبر المقبل، ويعتبر "لاديفانس" أكبر مجمع مالي واقتصادي في أوروبا؛ حيث يضم 2500 مؤسسة مالية، ويعمل به نحو 150 ألف شخص. ويحرص "جون ساركوزي" حينما يدافع عن نفسه على التأكيد على أن طموحاته آنية وليست بعيدة المدى، ولا يفكر في الوقت الحالي في الترشح للبرلمان، ولا إلى أي منصب من الوزن الثقيل، ويقول إن طموحاته تتمثل في القيام بمهامه كرئيس مجلس بلدية حي "نيلي سير سان"، ومدير لحي "لاديفانس" الاقتصادي. من جهته، دافع رئيس الوزراء الفرنسي "فرنسوا فيون" عن تعيين "جون ساركوزي" على رأس أكبر مركز اقتصادي بباريس بكونه تم انتخابه لهذا المنصب داخل المجلس المحلي لمدينة "نيلي سير سان" الذي يضم في نطاقه الجغرافي مركز "لاديفانس" الاقتصادي. وذكر الوزير الأول الفرنسي أن الحزب الاشتراكي فعل الأمر نفسه حينما كان في السلطة وقام بتعيين ابنة الرئيس الراحل "فرنسوا ميتران" كمستشارة لوالدها حينما سكن قصر الإليزيه. من جهته، اعتبر الحزب الاشتراكي (الحزب المعارض الفرنسي) على لسان ناطقه الرسمي أن "جون ساركوزي" لا يحمل المؤهلات المناسبة لاحتلال مثل هذا المنصب، ولا يملك الخبرة المناسبة من أجل إدارة مركز مالي واقتصادي مثل مركز "لاديفانس". واعتبر الحزب الاشتراكي: "إننا إزاء المحسوبية الفاضحة والتي محورها في الوقت الحالي الوصولية على طريقة توريث السلطة بشكل يتعارض مع قيم الجمهورية في فرنسا". "إهانة" للشباب واعتبرت بعض الصحف الفرنسية ذات الاتجاه اليساري أن "ما يجري يشبه عمليات التوريث التي تجري في بلدان العالم الثالث"، في حين علق الرئيس نيكولا ساركوزي بالقول: "المهم ليس إلى من ننتسب، ولكن العمل والجهد هو المعيار". وللتعبير عن معارضتهم لمثل هذه الخطوة، قام ممثلون عن حزب الوسط الفرنسي (مودام) بجمع تواقيع وصلت إلى حوالي 42 ألف توقيع حتى الثلاثاء 13-10-2009 من أجل الوقوف ضد تعيين نجل ساركوزي في هذا المنصب. وجاء في نص العريضة أنه "في الوقت الذي يلقى فيه العديد من الشباب الفرنسي الذي يحمل مؤهلات عالية صعوبات جمة للدخول إلى سوق العمل والحصول على وظائف وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة الحالية، فإن تعيين نجل الرئيس ساركوزي والذي لا يحمل إلا شهادة الباكالوريا يمثل إهانة لجهود هؤلاء الشباب الفرنسي وللكثير من العاطلين عن العمل". وفضلا عن وراثته الرغبة في خوض غمار السياسة عن والده، فإن جون ساركوزي ورث أيضا -بحسب العديد من المراقبين الفرنسيين- "حب الظهور الإعلامي"، وإثارة الجدل عن طريق استعمال وسائل الإعلام التي تقع معظمها في أيادي أشخاص قريبة من قصر الإليزيه. فمثلما اهتمت الطبقة السياسية الفرنسية بطريقة وصوله إلى رئاسة مجلس منطقة "نيلي سير سان" الثرية، لقي خبر زواجه من ابنة مالك شركات "دارتي" الفرنسية اهتماما كبيرا. وعلى خلاف "جون ساركوزي" يعيش "بير ساركوزي" الابن الأكبر للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حياة الظل، ولا يفضل الظهور الإعلامي مثل شقيقه. مصدر الخبر : العربية نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1059&t="جون ساركوزي".. التوريث على الطريقة الفرنسية!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"