رغم أن الأخ خالد الطراولي جازاه الله خير ردّ الردّ المناسب على مقال أبو الوليد ولكني أردت إن أضيف حبة الملح "mon grain de sel" أشار أبوالوليد لعدة قضايا أردت أن أتناولها مع القارئ الكريم : {هذه القضايا الأربعة شكلت في أواخر السبعينات من القرن الماضي الأهداف المرحلية التي من أجل تحقيقها نشأت الحركة الإسلامية التونسية و عندما نقول أنها قد تحققت بالقدر الكافي لا يعني ذلك بأي وجه من الوجوه أن يتوقف العمل في حقولها بالرعاية و العناية و الإصلاح و إنما يعني ذلك أن تتوقف عن كونها تشكل أهدافا يستمد أي طرف سياسي مشروعيته من العمل لأجل تحقيقها فذلك أقرب للمزايدة التي تضيع وقت أصحابها و وقت الوطن، منه إلى الأهداف السياسية التي يحق أن تبذل من أجلها الأوقات و الأنفس . أما كيف تحققت هذه الأهداف ، فلا بد أن نقر أن معظم الأطراف السياسية في تونس و لو بأقدار متفاوتة بما فيها السلطة الحاكمة أو على الأقل أطراف نافذة فيها قد عملت من أجل تحقيق ذلك .ا.} الحركة الإسلامية ساهمت مع غيرها في ترسيخ عروبة تونس وإسلامها ولها مساهمات كبيره في عدة مجالات وهذا لا يقلق المتحكمين في رقاب الناس. ان الذي يقض مضجع هؤلاء هو المطالبة بالحرية والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.. "ببار كرمال" كان يقتل المسلمون في أفغانستان ويطبع المصاحف ويهديها في أنحاء العالم الإسلامي وغيره كثر. إن هذه المفاهيم التي يتحدث بها أبوالوليد لم تكن لتقلق كفار قريش وما تصدوا لرسول الله صلى اله عليه وسلم . ما كنت أتصور أن من بين النهظاويين من يفكر بهذه الطريقة بل كنا نعيبها على إخواننا في الدعوة والتبليغ. إن مشكلتنا مع الحريات جذورها في بلادنا وفروعها في الالزي والبيت الأسود وبروكسيل أتحدى حكامنا أن يطلعوا شعوبهم على وثائق الاستقلال في السبعينيات القرن الماضي كان بومدين يتظاهر بتحدي فرنسا ويدعي الاستقلال ,في نفس الوقت كانت فرنسا تقوم بتجاربها النووية و أخر تجربة كانت في 78 {ما رأيته في البلاد من اعتزاز بالهوية العربية الإسلامية من خلال موجة التدين التي تمس مختلف الطبقات و الشرائح الاجتماعية يحمل على الاعتقاد أن الحديث عن حاجة المجتمع التونسي إلى طرف سياسي يؤسس مشروعيته السياسية على العمل من أجل الدفاع عن هوية البلاد باعتبار أنها مهددة من خلال تدابير تتخذها السلط الحاكمة أو من خلال نشاط مكثف من طرف سياسي من الممكن أن يتولى الحكم فينفذ سياسته المهددة لهوية البلاد, ما رأيته في البلاد يجعل مثل هذا الكلام عار من المصداقية . صحيح أنه منذ ثلاثين سنه كان هناك توجه من السلطة قائما على إهمال السياسات التي تعزز هوية البلاد العربية الإسلامية و في المقابل هناك دعوات مستمرة للتغريب و هناك نخبة مثقفة درجت على الاستهزاء بكل ما هو أصالة و تدينا و ما فتئت تحمُل الإسلام مسؤولية التخلف التي كان يمر بها البلد و تدعو لاستبدال ما تبقى من أحكام الشريعة إلى غير ذلك مما يهدد هوية البلاد و لكن اليوم لم يعد شيء من ذلك...قد يرد بعضهم على هذا الكلام أن هناك في تونس هذه الأيام جمعية تدعو إلى اللائكية صراحة لكن أظن أن الاعتراض ليس في محله لأن العبرة بحجم التهديد الذي كانت تشكله تلك النخب في مجتمع غير مهيأ للدفاع عن هويته كما هو عليه اليوم ...تونس اليوم متمسكة بدينها وعروبتها و إسلامها ، وهي في حاجة فقط لمن يتعهد هذه الهوية من خلال دعم الإنتاج الثقافي المعزز لها و من يعمل من أجل إشعاع البلاد غربيا و دوليا على هذا الأساس .الذي يواصل الحديث عن كونه خير مدافع عن هوية البلاد العربية الإسلامية و يرفع ذلك كشعار سياسي يتهم فيه السلطة بمعاداة هذه الهوية يكون فعله في رأيي نوع من المزايدة التي لن يقوم عليها بناء سياسي مفيد للبلاد و أهلها .} "Tu diras ça a un cheval de bois il te donnera un coup de sabot"قل هذا الكلام إلى حصان من لوح يركلك برجله.. ربما هذا شعور أغلبية الشعب التونسي, يكفيك أن تشاهد تونس 7..وسترى بأم عينك أن كلامك خال من الصحة , بل سترى التفسخ والعري والأخلاق المتدنية والاستهزاء بالقيم والمبادئ أين عيونك يا رجل أم على قلوب أقفالها..؟؟
قضية القرآن الكريم
{أطالع من حين إلى آخر على شبكة الانترنيت مقالات يتصدر أصحابها للدفاع عن المصاحف في تونس التي يلقى بها في المراحيض و يرمى بها في المزابل و يتم انتهاك حرمتها بأشكال مختلفة ... و اعتراضي هنا ليس على التعرض لتلك الانتهاكات المشينة في حق الكتاب المقدس المؤسس لشخصيتنا الدينية و الحضارية و لكنه اعتراض على أن تقدم تلك الأعمال على أنها تشكل سياسة السلطة في تونس تجاه المصحف الشريف و يتجاوز ذلك إلى إعطاء صورة سيئة لدى الأشقاء العرب و المسلمين عن وضع القرآن الكريم في تونس و مدى احترام شعبها له .. و الحقيقة التي أشهد عليها أن ذلك لا يمكن أن يكون سياسة للنظام تجاه المصحف الشريف و لا يترجم على درجة احترام التونسيين لكتابهم المقدس بل هي تصرفات إجرامية مشينة ندعو جميعا لمعاقبة مقترفيها و لكن من الخطأ الجسيم أن تستغل سياسويا فتؤدي إلى الإضرار بسمعة مجتمعنا التونسي بشكل عام} هل السجان والشرطي يتصرفون بمحض إرادتهم , "ويحكم كيف تحكمون", المصحف مهجور وان حلي بماء الذهب ,إن الذي شاهد ليس كالذي سمع ستكتب شهادتك وسوف تحاسب عنها أمام الله ألم يقل الله عز وجل وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد .. أخيرا ما دامت تونس على هذا الحال لماذا لا يبقى أبو الوليد وأمثاله في ربوعها ويترك الغرب لأهله فقد ضاق بنا ذرعا.أنا لست ضد العودة فهذه قناعة شخصية لكن لا لتحريف الحقائق.. لا لتزين القبيح .. لا لشهادة الزور..